لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش

 فلسطين اليوم -

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش

بقلم مصطفى الفقي

هذه ليست عبارتى أنا ولكن الذى قالها هو البابا الراحل «شنودة الثالث» عندما سُئل عن توصيفه لوضع الأقباط فى «مصر»، فى غمار حادث طائفى قبل رحيله بعدة سنوات، وأنا أتفق مع هذه العبارة إلى حد كبير، فالاضطهاد تصرف عمدى والتمييز موقف عنصرى، أما «التهميش» فهو مزيج من التعصب المكتوم والإهمال الخفى وتكرار السياسات دون تفكير، أقول ذلك بمناسبة «عيد الميلاد المجيد » لدى أقباط مصر والذى جعلته عطلة السابع من يناير احتفالًا سنويًا لدى كل المصريين، كما أننى أثمن كثيرًا على مواقف البابا الحالى «تواضروس الثانى» وحكمته وقدرته على توظيف موقعه لخدمة الوحدة الوطنية المصرية، وأريد أن أقول إن «التهميش» الذى اتبعته حكومات متعاقبة تجاه الأقباط، خصوصًا فى العصر الجمهورى منذ عام 1952، هو أمر يحتاج إلى مراجعة، ولعلى أعترف هنا أن «عبدالناصر» لم يكن طائفيًا ولكنه سعى إلى تهميش العامل الدينى فى الحياة السياسية، أما «السادات» فلم يكن موفقًا عندما قال: أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة، إذ إن القول الأدق هو أنه رئيس مصرى لدولة مصرية، وبغض النظر عن خلافه الكبير مع البابا «شنودة الثالث» إلا أن «السادات» لم يكن طائفيًا أيضًا فهو خريج مدارس الأقباط كما أنه زاملهم فى السجون وكانت له صداقات عميقة مع بعض رموزهم من أمثال «موسى صبرى» و«حنا نيروز» و«اسطفان باسيلى» وغيرهم، حتى إن بعض أقباط «مصر» انحازوا إلى جانب «السادات» أثناء خلافه الشهير مع البابا الراحل!، كما أننى أزعم من رصد مباشر أن الرئيس الأسبق «مبارك» كان متعاطفًا مع كثير من المطالب القبطية وهو الذى قرر السابع من يناير عطلة رسمية لعموم المصريين، إننى أكتب الآن فى هذا الموضوع الحساس لأننى أظن أننا قد عبرنا ـــ برئاسة عبدالفتاح السيسى ـــ العقد والمخاوف وأصبح علينا أن نواجه الحقائق وأن نتوقف عن سياسات (المسكوت عنه)، فأنا أتساءل الآن ونحن فى عام 2017: ألا يكون هناك رئيس جامعة حكومية ولو واحدة مسيحى مصرى؟ ومنهم أسماء لامعة ترقى إلى تلك المناصب بل تزيد، فلم يصل أحدهم إلا لعمادة كلية فى سابقة نادرة أو نائب رئيس جامعة لفترة قصيرة، كيف يحدث ذلك وهم فاعلون فى القوات المسلحة والقضاء والشرطة والسلك الدبلوماسى ودواوين الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية؟!، فلماذا تحدث بعض التجاوزات السخيفة والتى تذكرنى بما جرى عندما اختارت الدولة منذ عدة سنوات محافظًا قبطيًا لـ«قنا» بعد تجربة مماثلة سبقته فى نفس المحافظة فإذا الناس هناك يهبون رافضين ذلك فى إهدار صارخ لـ«مبدأ المواطنة»، والعجيب أن الدولة رضخت لهم لأسباب تتصل وقتها بظروف فوضى الشارع المصرى بعد ثورة 25 يناير2011 وقبل ثورة 30 يونيو 2013 بينما دستور البلاد يساوى بين العباد ويرفع «مبدأ المواطنة» شعارًا يتقدم كل الشعارات المتصلة بالعلاقة بين الأفراد والدولة، وهناك بعض المناصب والمواقع التى يحدث فيها استبعاد للأقباط بحكم العادة ودون مبرر واضح، وأنا أتذكر أننى ذهبت منذ عدة سنوات إلى وزير الخارجية الراحل «أحمد ماهر» ــــ وهو المثقف سليل البيت العريق ــــ وقلت له: إننى أزكى الدبلوماسى «نبيل رياض حبشى» ــــ وهو سفير قدير حاليًا ـــ للعمل فى إدارة السلك الدبلوماسى والقنصلى والتى نطلق عليها «إدارة التفتيش» وهى تضم شؤون الدبلوماسيين والقسم السرى للتنقلات والترقيات فقال لى الوزير يومها: إننى لا أعرف لماذا لا يعمل فيها أقباط حتى الآن، فقلت له: بحكم العادة السطحية دون تفكير «وهناك دائمًا المرة الأولى فى كل شىء»، فقال لى: معك حق وضمه للإدارة وكانت بداية لدخول غيره إلى تلك المواقع فى وزارة الخارجية.

وعندما رحل اللواء طيار «ماهر شنودة» بالموت المفاجئ حزن عليه الرئيس الأسبق «مبارك» وقال: كنت أنتوى تعيينه رئيسًا لأركان حرب القوات الجوية، ولعلنا نتذكر أن «السادات» عين ضابطًا قبطيًا رفيع الدرجة قائدًا لأحد الجيشين الميدانيين ثم محافظًا فى منطقة حدودية شديدة الحساسية، أى أن العقدة ليست مستقرة فى أعماق المصريين ولكنها متكررة بلا وعى...

فقد ترأس قبطيان مجلس الدولة ومحكمة استئناف القاهرة وغيرهما من مؤسسات الهيئة القضائية، وقد آن الأوان لكى نعيد النظر فى بعض المواريث العقيمة والأفكار البالية وأن نفتح العقول والقلوب أمام أبناء الوطن الواحد وأن نتخلى عن سياسة «التهميش» أحيانًا تجاه بعض الأقباط حتى وإن لم يكن متعمدًا، فقد اختلطت دماء «الرفاعى» و«سدراك» فى حرب العبور العظيم عام 1973 عندما استطاعت الوطنية المصرية أن تسترد الكرامة وأن تستعيد الكبرياء، ومازلت أتذكر للرئيس الأسبق «مبارك» أن واحدًا من أقرب من كانوا يخدمون فى جهاز سكرتاريته كان ضابط شرف مسيحيا يعطيه الرئيس الأسبق ثقته ورعايته دون تهميش أو إقلال أو تجاوز.

أيها السادة.. دعونا نُعدْ قراءة حاضرنا إذا أردنا أن نتهيأ لمستقبلنا، ولنتذكر أن رئيس الدولة الحالى المشير «عبدالفتاح السيسي» قد زار الكاتدرائية عدة مرات واتخذ مواقف عادلة بل رائعة تجاه أشقائه من أقباط «مصر» بلا اضطهاد ولا تمييز ولا حتى «تهميش»، فالمصريون سواسية بما يقدمون للوطن، وهل ننسى أن «بطرس بطرس غالى» و«مجدى يعقوب» و«رمزى يسى» ويسبقهم «مكرم عبيد باشا» و«فخرى بك عبدالنور» والمفكر الكبير «سلامة موسى» وغيرهم هم أيقونات يرصعون سماء الوطن ويرفعون رايات الوطنية المصرية فى كل العهود.. إنه شعب واحد فى وطن واحد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش لا اضطهاد ولا تمييز ولكن تهميش



GMT 03:22 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

GMT 06:08 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تكريم السادات

GMT 06:06 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

المكتشف الأول والعامل المجهول

GMT 05:39 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"محمود كارم" وسبيكة المكارم!

GMT 05:44 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

25 يناير 2011

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday