تاريخ ما أهمله التاريخ المصريون بين المظهر والجوهر مؤتمر الشباب نموذجاً
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ: المصريون بين المظهر والجوهر.. مؤتمر الشباب نموذجاً

 فلسطين اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ المصريون بين المظهر والجوهر مؤتمر الشباب نموذجاً

بقلم : مصطفى الفقي

عجيب هو معدن الشعب المصرى، قد يكون ظاهره أحيانًا اللامبالاة و«الفهلوة» وفقر الانتماء، ولكن عندما تتمكن ظروف وطنية أو قيادة شعبية من التأثير فيه فإنه يخلع رداء الأوهام والهواجس والمخاوف، بحيث يطفو على السطح معدنه الأصيل وجوهره الحقيقى، وأعترف أننى كنت أمر بأزمة ضاغطة فى علاقتى بالوطن، وكنت أتوهم أن المصريين قد تغيروا وتاهت منهم كل مظاهر الكبرياء التاريخى والعناد الوطنى، وأصبحوا لا يحتملون الاختلاف فى الرأى، ولا يقبلون خيارات الغير، ويسعى كل منهم إلى تسفيه الآخر والإقلال من شأنه والحط من قدره.

وكنت أُدهش كيف أن تغير الظروف قد أدى إلى هذه التحولات! وأتساءل بينى وبين نفسى عن احتمالات المستقبل فى ظل هذه الأزمات المتتالية والاختناقات المتكررة التى لا تكاد تجد طريقًا للحل، فجاءت دعوتى متحدثًا أمام «مؤتمر الشباب» الأخير فى «شرم الشيخ» لكى تلفت نظرى إلى حقائق كانت غائبة، أُجملها فيما يلى:

أولًا: تحدث الكثيرون عن صراع محتمل بين الأجيال، إذ إن الأغلبية الساحقة من المصريين هم دون الأربعين، وذلك رغم تقدم معدلات الأعمار عمومًا وتزايد نسبة المسنين فى المجتمع المصرى مثلما هو الحال فى مجتمعات أخرى، وذلك نتيجة تقدم الطب وأبحاثه التى سمحت بأن يصبح مَن هم فوق الستين شريحة لا بأس بها، ولكنها تبدو ضئيلة أمام ثلثى السكان، الذين يمكن وصفهم بـ«الشباب» بمفهومه الواسع، الذى يمتد حتى الخامسة والأربعين، لذلك كان طبيعيًا أن يكون الاهتمام بالشباب من أولويات العمل الوطنى، ولقد تعودنا تاريخيًا أن تغازل الأنظمة المختلفة الكتل الشبابية، وتملأ الدنيا أمامها وعودًا وورودًا حتى نشأت أزمة ثقة بين السلطة والشباب عمومًا، وهو أمر عرفته «فرنسا الديجولية» عام 1968، و«مصر الناصرية» فى ذات العام عندما اندلعت ثورة الطلاب احتجاجًا على الأحكام المخففة، التى صدرت على قادة الطيران المصرى فى هزيمة 1967، وكانت كبرى هذه الحركات على المستوى العالمى هى ما شهده ميدان «السلام السماوى» فى قلب العاصمة الصينية «بكين»، فى مطلع سبعينيات القرن الماضى، لذلك جاء «مؤتمر شرم الشيخ»، محاولًا كسر الحلقة المفقودة بين الشباب والسلطة واستعادة الثقة التى دمرتها سنوات طويلة من المحسوبية والفساد وتزايد معدلات البطالة.

ثانيًا: لقد أسعدنى كثيرًا فى مؤتمر «شرم الشيخ» شيوع روح جديدة دبت فى أوصال شبابنا، وانعكس تأثيرها على مسار الجلسات العامة وورش العمل المتخصصة، فالكل يحترم الآخر، كما أن الكل أيضًا راغب فى بذل أقصى ما يستطيع من أجل الخلاص من ماضينا التعيس والخروج من أزمة حاضرنا، الذى يضعنا أمام عنق الزجاجة فى ظروف اقتصادية صعبة وحصار إقليمى وتجاهل دولى لا تفسير لهما! لذلك فإن ما سعى إليه شباب المؤتمر كان هو التلاقى المباشر مع سلطة الحكم والمضى على الطريق بشفافية ووضوح، مع الاعتراف المتبادل بالأخطاء، ولقد كان رئيس البلاد نموذجًا فى التواضع والبساطة، حيث كان يقضى كل يوم- من أيام المؤتمر الثلاثة- أربع عشرة ساعة متواصلة، وقد تميزت جلسات المؤتمر برسوخ روح الوحدة الوطنية واختفاء الحزازات والصراعات والتراشق اللفظى، الذى لا مبرر له ولا مكان لوجوده.

ثالثًا: لقد رأيت شبابًا صغيرًا يحاور الوزراء فى ندية، بل إن بعضهم كان يناقش الرئيس شخصيًا، حتى أصبح بحق مؤتمرًا للحوار الوطنى وليس للشباب وحدهم، لأننا قد اعتبرنا عام 2016 هو عام الشباب، وكان إصرار الحاضرين- وبمبادرة من الرئيس- هو أن ينعقد المؤتمر سنويًا فى شهر نوفمبر من كل عام، على أن يكون هناك لقاء شهرى مصغر يضم شبابًا من أنحاء الجمهورية، ويتواصل مع الرئيس والوزراء المعنيين فى كل ما يهم الوطن والمواطن، كما أنه قد لفت نظرى- مثل غيرى- أن الكلمة الختامية للرئيس قد تضمنت انفراجًا واسعًا فيما يتصل بإمكانية العفو عن المحبوسين على ذمة قضايا لم يتم التحقيق فيها، كذلك فإن «قانون التظاهر» قد استأثر هو الآخر بتحول واضح، أدى إلى تشكيل لجان لمراجعة بنوده، بعد مراجعة أسماء مئات المعتقلين بسببه، وتلك ظواهر تستحق الإشادة، خصوصًا أن كل إجراء اقترحه الرئيس كان مشفوعًا بفترة زمنية محددة، حتى لا تختلط الأمور وتختفى الروح التى شعرنا بها جميعًا من قوة الدفع التى صنعتها أجواء «مدينة السلام» أثناء مؤتمر شرم الشيخ، كما حظى التعليم وغيره من القضايا المهمة باهتمام مماثل وبذات الروح التى طرحها الرئيس فى قراراته.

رابعًا: إننا نؤمن عبر التاريخ كله بأن الخلاف لا يُفسد للود قضية، وأن احترام خيارات الآخر هو جزء من قيمة الدولة التى نسعى لإعادة بنائها، فلابد من فكر جديد وحلول تقوم على الابتكار، بل الإبداع، تعويضًا لفرص ضائعة ولسنوات مضت أهملنا فيها قطاعات معينة، ولم نتمكن من تحديد المسار الصحيح لبوصلة الوطن.

تلك مشاعر وأفكار اختلطت لدىَّ خلال الأيام الثلاثة التى قضيتها فى ذلك المؤتمر غير المسبوق عبر السنوات الأخيرة..

دعونا ننتظر كيف تمضى الأمور بهذه الروح الجديدة والعقلية المتفتحة والصدق مع النفس، فهى كلها لوازم المجتمع الشفاف والدولة العصرية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ما أهمله التاريخ المصريون بين المظهر والجوهر مؤتمر الشباب نموذجاً تاريخ ما أهمله التاريخ المصريون بين المظهر والجوهر مؤتمر الشباب نموذجاً



GMT 03:22 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

GMT 06:08 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تكريم السادات

GMT 06:06 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

المكتشف الأول والعامل المجهول

GMT 05:39 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"محمود كارم" وسبيكة المكارم!

GMT 05:44 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

25 يناير 2011

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday