عماد الدين أديب
جاء بيان القمة الخليجية رقم 35، التى انعقدت فى الدوحة، قوياً متماسكاً بوجه عام، وجاء الجزء الخاص بمصر ودعمها الكامل «بشرة خير» لملايين المصريين الذين سعدوا بتأكيد أشقائهم فى الخليج العربى، وأيضاً كخطوة أولى من جانب دولة قطر، لرأب الصدع فى العلاقات مع مصر التى وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ ثورة 30 يونيو 2013.
ويبدو أن الشيخ صباح الأحمد، أمير الكويت، رئيس الدورة الحالية، ومهندس الوفاق الخليجى، استطاع بخبرته الدبلوماسية التى طالت أكثر من 65 عاماً أن يجد مخرجاً لائقاً لملف العلاقات القطرية - المصرية.
كان المخرج هو ذلك البيان الجماعى الذى صدر عن القمة الخليجية، الذى يتم فيه تكرار مواقف الدول الأعضاء من دعم مصر حكومة وشعباً، ودعم خارطة الطريق التى يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هذا التعهد الجماعى بالدعم شمل أيضاً تعهداً قطرياً بنفس المبادئ، ما أعطى فرصة لقطر أن تتراجع عن مواقفها السابقة دون أن يبدو ذلك تراجعاً.
ليس المهم هو الشكل ولكن الأهم هو المضمون. وفى هذا المجال علينا أن نلاحظ الآتى:
1- أن الخلاف المصرى - القطرى لا يرجع إلى تجاوزات مصرية تجاه قطر، ولكن يرجع إلى اعتبار قطر رسمياً وإعلامياً أن ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو هى انقلاب عسكرى.
2- بناء على ما سبق اعتبرت قطر أن رئيس مصر الشرعى هو الدكتور محمد مرسى، وأن الحكم الجديد هو حكم اختطف السلطة الشرعية عبر الجيش.
3- ونتيجة لما سبق فإن دولة قطر احتضنت جماعة الإخوان المسلمين فى الداخل والخارج ودعمتها على المستوى الدولى ووظفت كل تحركات الدبلوماسية القطرية وكل النفوذ المالى لها من أجل دعم هذه الجماعة.
وفهمنا لما جاء فى البيان الختامى للقمة الخليجية فيما يختص بمصر هو التالى:
1- أن قطر تعترف رسمياً بالحكم الحالى رئيساً وحكومة وشعباً.
2- أن هذا الاعتراف يعنى -فى أدنى تقدير- عدم القيام بأى عمل يسىء للعلاقات بين البلدين ويمنع أى تدخل سلبى فى الشئون المصرية.
وإذا كان ما سبق صحيحاً، فإنه لا مبرر لقيام قناة الجزيرة، المملوكة لدولة قطر، بإذاعة أى أخبار أو آراء تحريضية ضد العهد الحالى فى مصر ولا تصبح هذه القناة منصة لإطلاق أى قوى سياسية معادية لمصر أفكارها.
نحن لا نطلب أن تتحول «الجزيرة» إلى قناة مصرية رسمية، أو أن تكون موادها الخاصة بمصر أخبار علاقات عامة، لكننا نريدها أن تمارس دور أى قناة محترمة ومحترفة تنقل الصورة بأمانة وصدق وتوازن.
يبقى شىء واحد وأساسى وهو أن تتطابق الأفعال القطرية مع بيان القمة!