مخاطر انفلات الشباب العربى
آخر تحديث GMT 11:37:55
 فلسطين اليوم -

مخاطر انفلات الشباب العربى

 فلسطين اليوم -

مخاطر انفلات الشباب العربى

بقلم :عماد الدين أديب

يواجه العالم المضطرب الآن حالة من القلق السياسى الممزوج بالتوتر الاقتصادى، مما يُحدث حالات من الحراك الاجتماعى غير الممنهج الذى ينذر -فى معظم الحالات- بمجالات من الفوضى

وفى عالمنا العربى الذى يشكل فيه الشباب نسبة متوسط 62٪ من تعداد السكان (من 18 إلى 30 عاماً) تصبح المسألة أكثر صعوبة.

وتزداد المسألة تعقيداً إذا علمنا أن 44٪ من هذا المعدل هم طلاب معاهد عليا وجامعات.

هذا كله يجعل دور الجامعات بالغ التأثير على عقول وسلوكيات هؤلاء، وتصبح مسألة كفاءة وحكمة ومدى استنارة إدارات هذه الجامعات والمعاهد العليا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجامعة، والشباب، والاستقرار السياسى على حد سواء.

ولوحظ أن «الربيع العربى»، بما له وما عليه، اعتمد فى وقوده البشرى على هذه المرحلة السِّنّية، وكانت الجامعات هى المنصة الرئيسية التى تتحرك أو تهدأ منها حركة الشارع.

وهكذا أصبحت المعادلة المفهومة والواضحة للمعارضة والحكم، للمثقفين وللعامة، لأجهزة الأمن الوطنى أو لأجهزة الاستخبارات المعادية، أن من يتحكم فى الجامعات يتحكم فى الشباب، ومن يتحكم فى الشباب يتحكم فى الشارع، ومن يتحكم فى هذا الشارع يتحكم فى معدل التوتر أو الاستقرار.

ويلاحظ أيضاً أن شباب الجامعات من القاهرة إلى الخرطوم، ومن بيروت إلى درعا، ومن صنعاء إلى تونس، ومن بنغازى إلى الجزائر، هم «المركب الرئيسى لقوى التأييد أو الرفض للأوضاع».

ومَن تابع أحداث الجزائر فى الآونة الأخيرة سوف يفهم أن محاولة تعطيل النشاط الجامعى فى مرحلة الجدل السياسى فى الشارع الجزائرى حول انتخابات الرئاسة كانت قضية محورية ودخلت فى صراع محتدم بين القوى المختلفة.

البعض يقول إنه فى حالة انفلات طلاب الجامعات فلا أمل ولا إمكانية حقيقية للسيطرة على سلوكهم أو إجبارهم على عدم تجاوز حدود وأسوار جامعاتهم، وكثيراً ما يتحولون -دون وعى- إلى أدوات فى يد قوى معادية للاستقرار.

فى مصر هناك تجربة عظيمة تستحق الاحترام والتعمق فيها وفهمها ودراستها، وهى تجربة رئاسة د. جابر جاد نصار الرئيس السابق لجامعة القاهرة وعميد كلية الحقوق.

تولى د. جابر، وهو رجل القانون، والأستاذ المتعمق فى علمه، مسئولية رئاسة جامعة القاهرة فى فترة شديدة الحساسية ومرحلة بالغة التعقيد كانت آثار شحنات تأثير الربيع العربى على عقول ونفوس الطلاب طاغية، ضاعت فيها الخطوط الفاصلة بين دور الطالب ودور المواطن، وتحطمت فيها أسوار الجامعة، وسقطت قواعد الالتزام الصارمة بأن الجامعة هى منارة للعلم والتعلم بكل الكفاءة والحرية، شريطة أن يكون ذلك داخل أسوارها وليس من خلال استباحة كل شىء وأى شىء.

وحتى يعرف البعض دقة وحساسية منصب إدارة جامعة مثل جامعة القاهرة يكفى أن نرصد الآتى:

تأسست جامعة القاهرة عام 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، وهى تضم الآن 20 كلية و5 معاهد و3 مراكز، ويدرس فيها أكثر من 150 ألف طالب، ويعمل بها 12158 أستاذاً وإدارياً وموظفاً.

هذه الجامعة، يوم تولى فيها د. جابر المسئولية، كانت مخترقة من الإرهاب التكفيرى بزعامة الإخوان المسلمين، ممنوع فيها النشاط المختلط، تسيطر فيها الزوايا الدينية بإفساد فهم الشباب والشابات للدين الصحيح، النشاط الفنى والحفلات والأعمال الإبداعية المسرحية سُنة ممنوعة.

كانت الجامعة فى ذلك الوقت منصة للاضطرابات والثورة المضادة ضد ثورة 30 يونيو 2013 ومصدر تفريخ للاضطرابات والمشكلات.

استطاع الدكتور جابر بقيادته لفريق من الأساتذة الشجعان العقلاء فى مجلس الجامعة أن يعيد للجامعة دورها المختطف، بأن تصبح مركز علم وعلماء، وداراً لتعلُّم قواعد التفكير العلمى وحرية التعبير المسئول، ومصدر إشعاع وتنوير دون تجاوز أو تفريط.

استطاع الرجل أن يُحدث حالة من الإصلاح الشامل لجميع مراكز العلم وتطوير المرافق، والأهم وضع القواعد والضوابط السلوكية والتعليمية لطلاب الجامعة.

تم الاهتمام بتطوير الحجر والبشر فى الجامعة، وتنمية المراكز العلمية والجهود البحثية والمستشفيات التعليمية، كما تم وضع قواعد صارمة لمواجهة الإرهاب التكفيرى، وعاد الإبداع والنشاط الطلابى والاحتفاليات إلى الجامعة مرة أخرى.

تجربة هذا الرجل التى استمرت 4 سنوات من النجاح نحتاج إلى الاستفادة منها عربياً، ونحن نواجه مرة أخرى عواصف سياسية رعدية، تحاول العصف بالاستقرار فى العالم العربى مرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر انفلات الشباب العربى مخاطر انفلات الشباب العربى



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday