مخاطر انفلات الشباب العربى
أخر الأخبار

مخاطر انفلات الشباب العربى

 فلسطين اليوم -

مخاطر انفلات الشباب العربى

بقلم :عماد الدين أديب

يواجه العالم المضطرب الآن حالة من القلق السياسى الممزوج بالتوتر الاقتصادى، مما يُحدث حالات من الحراك الاجتماعى غير الممنهج الذى ينذر -فى معظم الحالات- بمجالات من الفوضى

وفى عالمنا العربى الذى يشكل فيه الشباب نسبة متوسط 62٪ من تعداد السكان (من 18 إلى 30 عاماً) تصبح المسألة أكثر صعوبة.

وتزداد المسألة تعقيداً إذا علمنا أن 44٪ من هذا المعدل هم طلاب معاهد عليا وجامعات.

هذا كله يجعل دور الجامعات بالغ التأثير على عقول وسلوكيات هؤلاء، وتصبح مسألة كفاءة وحكمة ومدى استنارة إدارات هذه الجامعات والمعاهد العليا مسألة حياة أو موت بالنسبة للجامعة، والشباب، والاستقرار السياسى على حد سواء.

ولوحظ أن «الربيع العربى»، بما له وما عليه، اعتمد فى وقوده البشرى على هذه المرحلة السِّنّية، وكانت الجامعات هى المنصة الرئيسية التى تتحرك أو تهدأ منها حركة الشارع.

وهكذا أصبحت المعادلة المفهومة والواضحة للمعارضة والحكم، للمثقفين وللعامة، لأجهزة الأمن الوطنى أو لأجهزة الاستخبارات المعادية، أن من يتحكم فى الجامعات يتحكم فى الشباب، ومن يتحكم فى الشباب يتحكم فى الشارع، ومن يتحكم فى هذا الشارع يتحكم فى معدل التوتر أو الاستقرار.

ويلاحظ أيضاً أن شباب الجامعات من القاهرة إلى الخرطوم، ومن بيروت إلى درعا، ومن صنعاء إلى تونس، ومن بنغازى إلى الجزائر، هم «المركب الرئيسى لقوى التأييد أو الرفض للأوضاع».

ومَن تابع أحداث الجزائر فى الآونة الأخيرة سوف يفهم أن محاولة تعطيل النشاط الجامعى فى مرحلة الجدل السياسى فى الشارع الجزائرى حول انتخابات الرئاسة كانت قضية محورية ودخلت فى صراع محتدم بين القوى المختلفة.

البعض يقول إنه فى حالة انفلات طلاب الجامعات فلا أمل ولا إمكانية حقيقية للسيطرة على سلوكهم أو إجبارهم على عدم تجاوز حدود وأسوار جامعاتهم، وكثيراً ما يتحولون -دون وعى- إلى أدوات فى يد قوى معادية للاستقرار.

فى مصر هناك تجربة عظيمة تستحق الاحترام والتعمق فيها وفهمها ودراستها، وهى تجربة رئاسة د. جابر جاد نصار الرئيس السابق لجامعة القاهرة وعميد كلية الحقوق.

تولى د. جابر، وهو رجل القانون، والأستاذ المتعمق فى علمه، مسئولية رئاسة جامعة القاهرة فى فترة شديدة الحساسية ومرحلة بالغة التعقيد كانت آثار شحنات تأثير الربيع العربى على عقول ونفوس الطلاب طاغية، ضاعت فيها الخطوط الفاصلة بين دور الطالب ودور المواطن، وتحطمت فيها أسوار الجامعة، وسقطت قواعد الالتزام الصارمة بأن الجامعة هى منارة للعلم والتعلم بكل الكفاءة والحرية، شريطة أن يكون ذلك داخل أسوارها وليس من خلال استباحة كل شىء وأى شىء.

وحتى يعرف البعض دقة وحساسية منصب إدارة جامعة مثل جامعة القاهرة يكفى أن نرصد الآتى:

تأسست جامعة القاهرة عام 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، وهى تضم الآن 20 كلية و5 معاهد و3 مراكز، ويدرس فيها أكثر من 150 ألف طالب، ويعمل بها 12158 أستاذاً وإدارياً وموظفاً.

هذه الجامعة، يوم تولى فيها د. جابر المسئولية، كانت مخترقة من الإرهاب التكفيرى بزعامة الإخوان المسلمين، ممنوع فيها النشاط المختلط، تسيطر فيها الزوايا الدينية بإفساد فهم الشباب والشابات للدين الصحيح، النشاط الفنى والحفلات والأعمال الإبداعية المسرحية سُنة ممنوعة.

كانت الجامعة فى ذلك الوقت منصة للاضطرابات والثورة المضادة ضد ثورة 30 يونيو 2013 ومصدر تفريخ للاضطرابات والمشكلات.

استطاع الدكتور جابر بقيادته لفريق من الأساتذة الشجعان العقلاء فى مجلس الجامعة أن يعيد للجامعة دورها المختطف، بأن تصبح مركز علم وعلماء، وداراً لتعلُّم قواعد التفكير العلمى وحرية التعبير المسئول، ومصدر إشعاع وتنوير دون تجاوز أو تفريط.

استطاع الرجل أن يُحدث حالة من الإصلاح الشامل لجميع مراكز العلم وتطوير المرافق، والأهم وضع القواعد والضوابط السلوكية والتعليمية لطلاب الجامعة.

تم الاهتمام بتطوير الحجر والبشر فى الجامعة، وتنمية المراكز العلمية والجهود البحثية والمستشفيات التعليمية، كما تم وضع قواعد صارمة لمواجهة الإرهاب التكفيرى، وعاد الإبداع والنشاط الطلابى والاحتفاليات إلى الجامعة مرة أخرى.

تجربة هذا الرجل التى استمرت 4 سنوات من النجاح نحتاج إلى الاستفادة منها عربياً، ونحن نواجه مرة أخرى عواصف سياسية رعدية، تحاول العصف بالاستقرار فى العالم العربى مرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر انفلات الشباب العربى مخاطر انفلات الشباب العربى



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات النجمة يسرا المدهشة من فساتين الكاب إلى الجمبسوت

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تتميز دائماً النجمة يسرا بإطلالتها الأنيقة بمختلف الأوقات، ولكن لا زالت تحتفظ بأناقتها مع مرور السنوات. واحتفالاً بعيد ميلادها قررنا أن نشارككِ أبرز صيحات الموضة التي حرصت على اختيارها النجمة يسرا بمختلف الأوقات سواء بالحفلات والمهرجانات، والتي ساعدتها في الحصول على مظهر أنيق ورائع يخطف الأنظار. الفساتين بموضة الكاب اختيار يسرا كانت فساتين السهرة بموضة الكاب من أكثر الصيحات المفضلة لدى النجمة يسرا عند ظهورها على السجادة الحمراء في مختلف دول العالم. حيث اختارت الفستان العاجي المطرز بتفاصيل ذهبية، وذلك عند حضورها حفل الأوسكار 2020. لهذا تميل دائماً لاختيار هذه الموديلات من توقيع المصممين العرب مثل زهير مراد وإيلي صعب وجورج حبيقة. اختارت أيضاً الفستان السماوي بموضة الكاب بأقمشة الشيفون بشكل ناعم مفعم بالأنوثة خلال حضورها �...المزيد

GMT 07:42 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تحتاج إلى الانتهاء من العديد من الأمور اليوم

GMT 10:33 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 10:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكور شرقي وكلاسيكي في منزل نجوى كرم في لبنان

GMT 12:49 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

تعرف على موعد عرض مسلسل "شديد الخطورة" على" watch it"

GMT 19:50 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

هاجر سامي تعبر عن مشاعر رقيقة في إليك

GMT 03:11 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

ديكورات خشبية مميزة وتصاميم عصرية لعام 2018

GMT 12:09 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح

GMT 09:06 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المشاجرة بين الأم وأولادها المراهقين ظاهرة صحية

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday