بقلم : عماد الدين أديب
هل تعرفون ما هو أسوأ من التكفير الدينى فى المجتمع المصرى؟.
إنه تكفير الناس بقيم مجتمعهم ورموزه الصادقة المخلصة الشريفة!
إننا أكثر مجتمعات العالم فى العصر الحديث التى نقوم فيها بحالات من الانتحار الجماعى واغتيال الشخصية المعنوية لرموزنا سواء مَن فى الحكم أو مَن فى المعارضة، سواء من نكرهه أو من نحبه، سواء من هو طرف فى عالم السياسة أو خارجها تماماً!
إنها حالة من العداء والكراهية والتحريض والتدمير الذاتى!
وكأن صفوة المجتمع المصرى قد قامت بوضع حزام ناسف ضخم على عقلها وقلبها وقررت أن تضغط كل صباح ومساء على جهاز التفجير الذاتى كى تدمر نفسها وغيرها!
حينما نغتال رموز المجتمع بغير حق، فإن هذا الأمر يؤدى إلى فقدان ملايين الناس فى كل شىء، وأى شىء وكل شخص وأى شخص.
لم تعد هناك شخصية البطل أو المثل الأعلى فى المجتمع فى أى مجال من المجالات.
كل صباح يقرأ الناس على الإنترنت وتقوم وسائل الإعلام الأخرى -دون تحقق- من صحة المعلومة بتداول الأكاذيب المنشورة عن فساد أو أخطاء وخطايا رموز المجتمع.
كل رجال الأعمال حرامية، وكل نجوم الفن فاسدون، وكل رجال الرياضة يأخذون منشطات، وكل رجال الإعلام باعوا ضمائرهم، وكل رجال السياسة يتلقون أموالاً من الغير، وكل هيئات المجتمع المدنى عميلة لدول أجنبية!
وهكذا نحن نعيش فى فيلم تراجيدى أسود، كل أبطاله شخصيات فاسدة وملوثة ومعطوبة!
الجميع قرر أن يثأر من الجميع!
الجميع قرر أن يضرب «كرسى فى الكلوب» حتى تظلم الدنيا ويدخل الجميع فى مشاجرة دامية تنهى على الأبطال والكومبارس والجمهور فى آن واحد!
إنها معركة، الجميع فيها خاسر لا محالة!
لقد قامت الثورات فى بلادنا وهى تدعى أنها تريد تحقيق العدالة للجميع، بينما واقع الحال أنها منذ أن عرفنا مصطلح الثورات ونحن فى حالة ثأر تاريخى ضد بعضنا بعضاًَ.
قد أختلف معك، ولكنى أرفض أن أختلق ضدك أكاذيب ودسائس لتشويه صورتك واغتيالك معنوياً.