بقلم : عماد الدين أديب
هناك خطوة تصعيدية مهمة فى الأزمة الحالية بين قطر والدول الأربع المختلفة معها.
ظهرت هذه الخطوة فى استضافة السعودية للشيخ عبدالله بن على آل ثانى، وهو أحد أهم قيادات آل ثانى التاريخية.
ولإعطاء أهمية لهذا الرجل الذى لا يشغل أى منصب رسمى فى الدولة القطرية استقبله ولى العهد محمد بن سليمان فى جدة ثم استقبله الملك سلمان بن عبدالعزيز فى مقر إقامته أثناء عطلته السنوية فى مدينة طنجة المغربية.
ولإعطاء هذا الرجل مكانة وحظوة لم تُعطَ للحكم الحالى فى قطر، أعلنت السعودية رسمياً قبولها وساطة وطلب الشيخ عبدالله بفتح معبر «سلوى»، وهو الطريق البرى الوحيد الذى يربط بين حدود السعودية وقطر والسماح للحجاج القطريين بالسفر إلى الحج هذا العام من خلال تسيير خطوط طيران سعودية على نفقة الدولة السعودية وعمل غرفة عمليات خاصة أثناء الحج لرعاية شئونهم.
ولكن من هو الشيخ عبدالله بن على آل ثانى؟
الرجل حفيد أحد حكام قطر وشقيق حاكم آخر، والبعض فى الأسرة يرى أن الحكم تحوّل عنه بعدما قام جد الأمير تميم بالحكم بدلاً عنه.
وتعكس الخطوة السعودية رسالة سياسية لا تخفى على حكام قطر الحاليين بأن الرياض لا اعتراض لها على التعاون فى شئون الحكم مع أسرة آل ثانى، وليس لديها ثأر تاريخى معها، لكنها لا تثق فى تيار الأمير السابق (الوالد) حمد أو ابنه تميم، وأنها تعتقد أنه طالما أن الأمير الوالد يمارس سلطاته القوية غير المعلنة، رغم تنازله رسمياً وعلنياً عن الحكم، فهى تعتقد وتؤمن إيماناً راسخاً بأن سياسة المؤامرات والتدخلات فى شئون الغير مستمرة فى تهديد دول الخليج والمنطقة.
هذه الخطوة هى خطوة تصعيد لمستوى وسقف النزاع الدائر الآن لا تعلوها سوى خطوة التدخل العسكرى فى قطر.
كل يوم يمر على هذا الصراع المعقد تزداد فيه خسائر كل الأطراف وتستخدم فيه كل وسائل الصراع غير المعروفة نتائجه وقيمة خسائره!