بقلم - عماد الدين أديب
تنفَّس العالم الصعداء عقب الإعلان عن فوز إيمانويل ماكرون بمقعد الرئاسة الفرنسية.
لم تكن قضية العالم هى فوز «ماكرون»، ولكن ضرورة عدم وصول مارين لوبان إلى الحكم.
ماكرون (39 سنة) هو أصغر رئيس يتولى الحكم فى فرنسا منذ عام 1848.
ويمكن للمراقب المحايد للانتخابات الرئاسية الفرنسية أن يلاحظ عدة نقاط جوهرية يمكن تحديدها على النحو التالى:
أولاً: أنه بالرغم من فوز «ماكرون» بثلثى الأصوات، فإن «لوبان» حصلت على 11 مليون صوت، وهو صعود غير عادى لجمهورها الانتخابى رغم عدم فوزها.
ثانياً: أن كثيراً من أصوات اليسار انقسمت ما بين التصويت لصالح «ماكرون» والتصويت بورقة بيضاء.
ثالثاً: أنه بالرغم من فشل «لوبان»، فإنها لن تتخلى عن منصبها فى قيادة حزب الجبهة الوطنية، بل إنها تعتزم أن تقود المعارضة فى الانتخابات البرلمانية فى يونيو المقبل.
رابعاً: أن «ماكرون» الذى دخل هذه الانتخابات الرئاسية مستقلاً بلا حزب تقليدى بحاجة ماسة الآن وفورية لعمل ائتلاف سياسى يسانده فى الحصول على أغلبية برلمانية تمكنه من تمرير قرارات حكومته المقبلة.
المذهل أن فوز «ماكرون» بالرئاسة جاء رغماً عن الرغبة السياسية لكل من «ترامب وبوتين» فى آن واحد، اللذين كانا لأسباب مختلفة يفضلان فوز «لوبان».
أكثر سكان كوكب الأرض سعادة بفوز «ماكرون» هى أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، التى كانت أول المهنئين له بالفوز، لأنه لو لم يفُز «ماكرون» لكان مشروع أوروبا الموحدة قد سقط.