مثلث العقد التاريخية عند رجب طيب أردوغان
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

مثلث العقد التاريخية عند رجب طيب أردوغان

 فلسطين اليوم -

مثلث العقد التاريخية عند رجب طيب أردوغان

بقلم: عماد الدين أديب

ما هو مثلث العقد التاريخية الذى يسيطر على تفكير وسلوك الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ويسيطر تماماً على مواقفه وسياساته وتحركاته؟الإجابة عن هذا السؤال مفصلية وأساسية فى فهم قانون الفعل ورد الفعل الذى يتحكم فى سلوك الرجل الذى يحكم 73 مليوناً.أضلاع مثلث العقد التاريخية لدى أردوغان هى: «الجيش، العلمانية، الغرب»، وهى أمور جوهرية تمثل محور الشر عنده، وتعتبر مثلث العداء بالنسبة له.يكره أردوغان الجيش مثلما يكره اليهود النازية.الجيش بالنسبة لأردوغان هو القوة التى اغتصبت السلطة فى الماضى، وأنهت الخلافة على يد مصطفى كمال أتاتورك، وهى التى حاولت مؤخراً الانقلاب عليه شخصياً.الجيش حامى العلمانية أو حارس الدستور المضاد للدين هو العدو التاريخى لفكر أردوغان ومشروعه وحزبه.قام الجيش بـ6 أعمال انقلابية، 4 منها نجحت واثنان مُنيا بالفشل.وكان الانقلاب المذل والمهين ضد نجم الدين أربكان الذى تم فيه إجباره على توقيع وثيقة تنازلات مجتمعية لسلوك حزبه الإسلامى هى بداية الصدام المعاصر بين مؤسسة الجيش وأردوغان.بعد ثلاثة أشهر من الصدام مع أربكان تم عزله وسجن كل أنصاره ومنهم السياسى الشاب رجب طيب أردوغان.فى السجن، تعلم أردوغان أن مؤسسة الجيش هى العدو، وأن الحل هو انتصار حزب إسلامى عبر الشرعية لمواجهة المشروع العلمانى للدولة.وفى بلد يبلغ فيه تعداد السكان المسلمين 98٪، وتقع 97٪ من أراضيه فى إقليم الأناضول الآسيوى و3٪ منها فى الجانب الأوروبى، يصبح الولاء فيه للإسلام وآسيا وللمشروع الراغب فى التعامل مع الغرب عبر الاتحاد الأوروبى، لكن من خلال مشروع سياسى ومنظومة قيم مضادة له، وتلك إشكالية تخيف دول الاتحاد الأوروبى التى ترفض إعطاء تركيا صفة العضوية الكاملة وتصر على إبقائها فى صيغة العضو المنتسب.لذلك كله يرى أردوغان حل معضلة مثلث العقد لديه فى الهروب إلى الخلف والعودة إلى مشروع الخلافة العثمانية الذى بدأ عام 1229 من قبائل من وسط آسيا تنتمى إلى العرق المغولى، أسسوا عشائر تنحدر إلى ما يعرف ببنى عثمان.العثمانيون الجدد هم حلم أردوغان فى بناء خلافة إسلامية ذات صبغة عصرية تتعامل مع الغرب تجارياً ولكن تحتقره فكرياً وتسيطر على «هؤلاء العرب الأجلاف المتأخرين وتدير لهم شئونهم وثرواتهم كما حدث لمئات السنين فى ظل الخلافة العثمانية الأولى».الآن، يتحكم أردوغان من خلال انتخابات برلمانية مبكرة واستفتاء على النظام الرئاسى بيد مطلقة فى شئون البلاد والعباد فى تركيا.هذا التحكم وصل إلى حد الاستبداد الذى يرتدى عباءة النظام والقانون والدستور بعد محاولة الانقلاب الأخيرة عليه.فى ظل ذلك هناك 43 ألف موقوف فى قطاع التعليم، وخروج مائة أكاديمى من العمل، وطلب استقالة لـ1577 لعمداء كليات، وتم إغلاق 954 مدرسة و15 جامعة، وإغلاق 104 منظمات، وتعطيل 1125 جمعية ومصادرة جميع ممتلكاتها.وتم اعتقال وتوقيف 70 ألف شخص، وآلاف من كبار الضباط فى الجيش والشرطة، وإقالة كبار القضاة وأعضاء الهيئة القضائية.ووصل حجم عدم الثقة فى الجيش إلى أنه عين معظم أعضاء مجلس الأمن القومى من المدنيين.هذا كله يفسر مواقف أردوغان من الغرب، ومن الجيش، ومن كل القوى التى تعارض الإسلام السياسى أو ترفض إدخال الدين فى السياسة.رغم ذلك كله يصعب على العقل تفسير العلاقة الحديدية بين أنقرة وتل أبيب والتعاون العسكرى فى مجال الأبحاث العسكرية بين جيشى البلدين والتنسيق الأمنى شبه اليومى بين الموساد والمخابرات التركية.المذهل أن مثلث العقد التاريخية لا يحتوى على العداء لإسرائيل، فقط صوت عالٍ مضاد ولكن الفعل تعاون وتكامل مع تل أبيب.المصدر: الوطن
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثلث العقد التاريخية عند رجب طيب أردوغان مثلث العقد التاريخية عند رجب طيب أردوغان



GMT 05:34 2019 الأحد ,28 تموز / يوليو

إيران: «أن تخسر أو تخسر»!

GMT 06:15 2019 السبت ,13 تموز / يوليو

تأملوا.. جيش مصر

GMT 04:22 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما يعرفه المرشد الإيرانى ويتجاهله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday