فى بريطانيا عُرف بلا دستور وفى مصر دستور بلا عُرف
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

فى بريطانيا عُرف بلا دستور وفى مصر دستور بلا عُرف!

 فلسطين اليوم -

فى بريطانيا عُرف بلا دستور وفى مصر دستور بلا عُرف

عماد الدين أديب

منذ حرب الملك تشارلز الأول وكرومويل عرفت إنجلترا ذلك الجدل بين سلطة مليك البلاد والبرلمان فى فرض الضرائب. وقامت حرب كرومويل دفاعاً عن حق البرلمان فى مناقشة حجم الضرائب التى يفرضها الملك وعدم إنفاذ سلطة الملك الإلهية على مسألة تتعلق بالعباد والبلاد دون موافقة ممثلى الشعب. وبعد ذلك الصراع استقر لدى التجربة السياسية لإنجلترا ثم بريطانيا العظمى العمل بسلطة الأعراف والسوابق السياسية التى تنظم العلاقة بين التاج البريطانى، الذى تمثله الملكة، والبرلمان، والقضاء.

واستطاعت هذه الأعراف والسوابق أن تنقذ السياسة البريطانية من الصراع الحاد والأزمات الطاحنة. فالملكة، بهذا المقتضى، هى رئيسة الكنيسة البروتستانتية فى البلاد، ومن حقها حل الحكومة وقبول تشكيلها، وحل البرلمان وانعقاده، ومن حقها، بوصفها القائد الأعلى للجيش، أن تعلن حالة الحرب. وفى يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ومنذ عام 1951، يجتمع رئيس الوزراء مع الملكة لمدة ساعة على الأقل لإعطائها ملخصاً وافياً عن نشاط الحكومة والدولة بشكل عام. ورغم تداخل السلطات بشكل جزئى فى بعضها البعض فإن الملكة، بوصفها رأس الحكم فى البلاد، تقوم بدور «المايسترو» الذى يمنع أى اصطدام بين السلطات.

كل ذلك يحدث بدقة وانتظام وكفاءة دون وجود دستور مكتوب لأعظم ديمقراطية على ظهر كوكب الأرض. فى المقابل نحن لدينا فى مصر دستور مكتوب سبقته تجربة دستورية عمرها قرابة الـ140 عاماً، إلا أنه منذ عام 1952 وهناك انقطاع كامل للأعراف السياسية والدستورية، وتم اختزال السلطات الثلاث عام 1954 فى شخص رجل هو الرئيس جمال عبدالناصر.

والآن تواجه البلاد، رغم أن دستورها ينص بشكل واضح على الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، أزمة حقيقية فى صراع القوى بين سلطة البرلمان وسلطة القضاء.

ظهر ذلك مرتين خلال عشرة أيام، الأولى عند إصدار البرلمان قانون الهيئات القضائية ورفض نادى القضاة له، ثم حكم محكمة الأمور المستعجلة ببطلان قرار المحكمة الإدارية العليا ببطلان قرار الحكومة بالتوقيع على اتفاق إعادة جزيرتَى تيران وصنافير للسعودية.

وبعد صدور القرار بساعة أعلن السيد رئيس الوزراء إحالة القانون للبرلمان للتصويت عليه. ومن المتوقع أن يتم ذلك كله مرة أخرى، وبشكل أكثر صراعاً وجدلاً، حول علاقة القضاء بالبرلمان. لو كانت مسألة العرف المتبعة فى بريطانيا مطبقة لدينا لما وصلنا إلى الحائط المسدود واستفحال حالة التصادم بين السلطات. لا أعرف لماذا لا توجد لغة الحوار والتفاوض والتراضى بين الحكومة صاحبة المشروعات، والقضاء صاحب سلطة التقنين، والبرلمان صاحب سلطة التشريع؟ كل منا يخلق أمراً واقعاً ويحاول فرضه على الآخر! هل هذا معقول؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى بريطانيا عُرف بلا دستور وفى مصر دستور بلا عُرف فى بريطانيا عُرف بلا دستور وفى مصر دستور بلا عُرف



GMT 05:34 2019 الأحد ,28 تموز / يوليو

إيران: «أن تخسر أو تخسر»!

GMT 06:15 2019 السبت ,13 تموز / يوليو

تأملوا.. جيش مصر

GMT 04:22 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما يعرفه المرشد الإيرانى ويتجاهله

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday