بقلم عماد الدين أديب
للمرة المليون، نصرخ: صحة الشعب المصرى فى خطر دائم.
خبران نتوقف أمامهما بقلق شديد، الأول هو منع دولة الإمارات استيراد الخضراوات والفاكهة المصرية بسبب مخالفتها الشروط الصحية العالمية، تحديداً فى كونها تعرضت لمنسوب عالٍ وخطر من المبيدات المهدّدة للصحة العامة.
الخبر الثانى هو ازدياد شكاوى المواطنين فى محافظات كفر الشيخ والجيزة والبحيرة، وبعض مناطق الصعيد من آثار الصرف الصحى فى الترع والمصارف بشكل يُهدد الصحة العامة للمواطنين، خصوصاً أن بعض هذه الترع تخترق مدنهم وقراهم ومناطقهم السكنية.
ويقول سكان هذه الأماكن إن البخر الشديد الذى يأتى من المياه الملوثة بعوادم ونفايات المصانع والبشر يؤدى إلى نفوق الطيور والماشية ويُهدّد صحة الأطفال.
بالطبع، فإن الكارثة الكبرى هى أن مياه هذه الترع الملوثة هى التى تقوم برى الأراضى الزراعية التى تخرج فى النهاية محاصيل ملوثة وخطرة على صحة البشر.
إن مصر تقوم منذ عامين بمشروع رائع وعظيم كلفها مليارات، وهو القضاء على فيروس الكبد الوبائى، وقد تم بالفعل إحراز نجاحات كبرى فيه، لكن المأساة أننا نتعامل بكل قوة وكفاءة مع المرض، لكننا لا نتعامل مع السبب الذى يكمن فى تلوث ما نأكل ونشرب ونستنشق فى صدورنا.
إن مصر بحاجة إلى خطة شاملة وفوقية تقوم وتعتمد على تضافر جهود كل القوى الرسمية والشعبية للتعامل مع مسببات ما يُهدد الصحة العامة من المنبع.
صحة المواطنين هى قضية القضايا، وحرام علينا أن نتعامل معها بالتجزئة.