بقلم - عماد الدين أديب
«المرشح عابر للأحزاب، المستقل عن جميع القوى التقليدية» هذا هو الوصف الدقيق الذى تم منحه لـ«ماكرون» (39 عاماً) أحد أهم مرشحى الرئاسة الفرنسية.
انتهت الجولة الأولى التنافسية بين 11 مرشحاً، لم يحصل أحدهم على نصف الأصوات زائد واحد، وانتهت الجولة الأولى بفوز «ماكرون» بـ23٫7٪ من الأصوات، وجاءت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بـ21٫7٪ بالمرتبة الثانية فى نسبة الأصوات، وبالتالى يتأهل كل من «ماكرون» و«لوبان» للجولة الثانية والنهائية يوم 7 مايو المقبل لاختيار الرئيس المقبل.
وقال المرشح الخاسر «فيون»، فور إعلان النتيجة، إنه سوف ينصح مناصريه بإعطاء أصواتهم لـ«ماكرون» من أجل منع فوز «لوبان».
ويبدو أن التاريخ سيكرر نفسه حينما أعطى الشعب الفرنسى أصواته للرئيس فرانسوا أولاند من أجل منع فوز منافسه «لوبان» «الأب».
هنا علينا أن نتوقف أمام صيغة جديدة تظهر فى الحياة السياسية الدولية، وهى صيغة المرشح المستقل عابر للأحزاب التقليدية.
لقد سئم الرأى العام فى الدول الديمقراطية من كافة صيغ الأحزاب التقليدية الديناصورية التى عجزت عن فهم طبيعة متغيرات التركيبة السياسية والديموغرافية لتطلعات المجتمعات الحديثة.
يريد الناس سياسات عملية واقعية بعيدة عن القوالب الجامدة والالتزامات الأيديولوجية المعطلة للعقل والمقيدة للحركة.
يريد الناس دماء شابة ورؤى جديدة غير مرتهنة بقواعد جامدة يعيش السياسى أسيراً لها.
يسعى «ماكرون» إلى أوروبا جديدة متجددة من خلال مشروع تلعب فيه فرنسا دوراً قائداً.
يسعى «ماكرون» إلى أمة موحدة غير منقسمة على نفسها جراء الطائفية والعنصرية والعداء للآخر.
يسعى «ماكرون» إلى فرنسا الجديدة من خلال برنامج عملى طموح لإنقاذ البلاد من شبح الإفلاس.