نحن الآن نعايش نهاية نظام دولى قديم، وميلاد نظام دولى جديد فى طريقه إلى التشكل وتحديد قواعده وتوازناته ومعاييره الاستراتيجية.
القديم يحتضر، والجديد يولد، لكن لا أحد يعرف -بعد- الإجابة الدقيقة على أسئلة جوهرية هى:
1 - من يقود العالم؟
2 - ما معايير القوة للنظام الدولى الجديد، وكيفية الخروج من الاقتصاد المأزوم؟
3 - ما علاقة قوى النظام الدولى القديم بالنظام الدولى الجديد؟
4 - من سيتحالف مع من وضد من؟
5 - كيف ستتم عملية ممارسة الصراعات؟
خطورة ما يحدث الآن، هى أن له 6 علامات وسمات خطيرة للغاية:
1 - غامض فيه علامات استفهام أكثر من إجابات.
2 - مضطرب فى حالة سيولة شديدة.
3 - متوتر تمارس فيه الصراعات بأشكال جديدة.
4 - القوة فيه للاقتصاد والعلم.
5 - صعود الاتجاه الشعبوى الفوضوى فى مواجهة الدولة الوطنية.
6 - العقوبات الاقتصادية والحروب التجارية هى السلاح الأكثر استخداماً فى ممارسة الصراع بين الدول فى زمن تعجز فيه الدول عن الموازنة بين النفقات والإيرادات.
نحن فى عالم تحاول فيه الميليشيات لعب دور الأمن والجيوش، وتحاول فيه القوة الشعبوية استبدال السلطات الثلاث التى أسسها مونتسيكو عقب الثورة الفرنسية من خلال المقولة الشهيرة: «السلطات ثلاث هى تنفيذية، قضائية، تشريعية، والشعب هو مصدر السلطات».
أفكار اليمين واليسار المتطرف فى أوروبا الآن تركز على أن الشعب -وحده- هو مصدر السلطات مع إسقاط السلطات الثلاث الأخرى.
هذا العالم الآتى يداهمنا ونحن فى حالة عدم فهم، وعدم استعداد للتعامل معه ومواجهة قواعده الجديدة.
نحن لم نفهم الماضى وانهزمنا، ولم نفهم الحاضر فسقطت دولنا الوطنية، وحينما لا نفهم المستقبل سوف نذهب فى نفق النسيان الحضارى.
اللهم ألهمنا الفهم الصحيح، والإحساس الصادق، والقرار الصائب.
إنك على كل شىء قدير.
نقلا عن الوطن
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع