بقلم :عماد الدين أديب
هناك 3 أمور داخلية تتم الآن فى واشنطن سوف تكون لها تأثيراتها على السياسة الأمريكية والعالم.
الأمر الأول هو الإعلان عن قيام روبرت موللر، المسئول عن لجنة التحقيق الخاصة بعلاقة المرشح دونالد ترامب وفريقه الانتخابى بروسيا، بتشكيل ما يعرف باسم «لجنة محلفين عليا» للتعامل مع هذه المسألة.
ولجنة المحلفين العليا هى إجراء قانونى يجوز اللجوء إليه فى الإجراءات الخاصة بالتحقيق فى الولايات المتحدة ليس من أجل إصدار قرار بالإدانة أو البراءة ولكن من أجل الآتى:
1- استدعاء شهود للمثول أمام اللجنة لسرد شهاداتهم.
2- الانتهاء بعد سماع الشهود إلى الفصل فى مسألة هل هذه الشهادات تستدعى توجيه تهمة جنائية إلى الرئيس ترامب أو مساعديه أم لا؟
والأمر ذاته حدث فى مارس 1974 حينما تم توجيه الإدانة الجنائية للرئيس ريتشارد نيكسون لتورطه فى فضيحة «ووترجيت»، لكن حصانته كرئيس فى السلطة منعت التصعيد فى الأمور وتحريك الإجراءات إلى أن اضطر نيكسون إلى تقديم استقالته خوفاً من العزل السياسى من قبل الكونجرس.
المؤلم بالنسبة لـ«ترامب» أن كبار المتورطين أو المتهمين هم من أقرب الناس إليه مثل: ابنه، ابنته، زوج ابنته، كبير موظفى البيت الأبيض السابق، المتحدث الرسمى السابق، وزير العدل الحالى... والقائمة لا تنتهى.
والأخطر، الآن، هو التحقيق فى حسابات ترامب وابنه الأكبر الشخصية، للتأكد مما إذا كانت هناك أموال روسية قد دخلت حساباتهما قبيل الانتخابات.
الأمر الثانى الحادث فى واشنطن هو: نجاح إدارة ترامب فى فرض عقوبات جديدة على النظام الكورى الشمالى بموافقة نادرة من روسيا والصين فى مجلس الأمن الدولى على هذه العقوبات.
الشىء الذى يدعو إلى التأمل هو أن إدارة جورج دبليو بوش قامت بغزو العراق وتكلفت أكبر فاتورة حرب فى التاريخ البشرى بلغت 3٫7 تريليون دولار لمجرد أنها شكت فى وجود أسلحة دمار شامل، بينما اكتفت بعقوبات دولية على كوريا الشمالية رغم كونها متأكدة تماماً من وجود صواريخ مدمرة عابرة للقارات تصل إلى هاواى وكاليفورنيا وديترويت.
الأمر الثالث: إعلان البيت الأبيض قرار الرئيس ترامب، فى هذا التوقيت، عن قيامه بالحصول على عطلته السنوية لمدة 17 يوماً.
ويقول بعض المراقبين إن هذه العطلة ستكون لترتيب الملفات والأوراق الخاصة بالدفاع القانونى والتحرك السياسى لماراثون الاتهامات التى ينتظر أن تنفجر قريباً فى وجهه.
وهناك تحليلات تقول إن ترامب قد يحاول الخروج من مأزقه الداخلى بفتح جبهة حرب أو عمليات عسكرية مع كوريا الشمالية!
لا أحد يعرف ماذا سيفعل الرئيس المأزوم؟