بقلم عماد الدين أديب
الضربة الأمريكية لقاعدة «الشعيرات» فى سوريا هى تطور جوهرى فى مفهوم الردع لدى الإدارة الأمريكية منذ عهد باراك أوباما الذى استمر 8 سنوات.
8 سنوات، وأوباما يستخدم سياسات الاحتواء الدبلوماسى، الذى تسبب فى حالة من الفراغ الأمنى فى مناطق كثيرة فى العالم.
وحينما أدرك أشرار العالم أن أوباما لن يفعل شيئاً، أظهر كل منهم أنيابه وتوسعاته فى مناطق الصراع والتوتر.
قامت إيران بالتدخل فى البحرين، والعراق، وسوريا، ولبنان، والصومال وجيبوتى واليمن وعدة دول فى أفريقيا السوداء!
وعاندت إيران دول «خمسة زائد واحد» فى مفاوضات مضنية حول الاتفاق النووى دون أن تقدم تنازلاً إقليمياً واحداً!
وعقب توقيع هذا الاتفاق بأسابيع بدأت أول سلسلة من تجارب صواريخها الباليستية.
وقامت كوريا الشمالية، بتهديد جارتيها كوريا الجنوبية واليابان، بل وهددت سواحل الولايات المتحدة حينما أجرت تجارب صاروخية على صواريخ عابرة للقارات تصل إلى سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، غير عابئة بقرارات مجلس الأمن الدولى.
وامتدت يد العنف العنصرى الطائفى لحكومات نورى المالكى ثم حيدر العبادى فى العراق ضد السنة وسكتت الولايات المتحدة على التطهير العرقى الذى يمارسه الشيعة ضد السنة.
وسكتت أيضاً إدارة أوباما على مشروع إيران الممنهج لتحويل العراق العربى إلى دولة فارسية شيعية!
وأغمضت إدارة أوباما عيونها على نمو حركة داعش وتحولها إلى تنظيم عسكرى قوى فى سوريا والعراق وليبيا وانتشار المتعاطفين معها فى أوروبا والعالم.
والفراغ الأمريكى الذى اتبعته إدارة أوباما وانكفاؤها على الداخل ترك الفرصة لصعود الدور الروسى والعربدة الإسرائيلية، والتوسع الإيرانى، والغرور التركى، وتوحش حركة داعش.
وبصرف النظر عن رأينا فى شخص الرئيس ترامب، فإن الدور الأمريكى الفاعل والقوى مطلوب للغاية.