بقلم عماد الدين أديب
من أهم محاضرات الدكتور هنرى كسينجر الشهيرة التى ألقاها فى جامعة هارفارد فى أوائل الثمانينات، تلك المحاضرة التى تتحدث عن القواعد الاستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية.
وأكد «كسينجر» فى هذه المحاضرة أن كل دولة عظمى تبنى سياستها الخارجية على قواعد أساسية من الركائز، كى تحقق بها مصالحها العليا.
وفى حالة إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فإن القاعدة الأساسية التى يتحرك منها هى شعار «أمريكا أولاً»، ومن منظور مستشارى «ترامب»، فإن تحقيق هذا الهدف يعتمد على قاعدة التنسيق الاستراتيجى بين «واشنطن» و«موسكو» من خلال قناة علاقات خاصة وقوية بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.
وكما كان الهدف الاستراتيجى لإدارة رونالد ريجان هو إسقاط الاتحاد السوفيتى بشكله القديم من خلال إدخاله فى فاتورة لا قبل له بها فى ما عُرف بحرب النجوم، فإن هدف إدارة «ترامب» هو عكسى تماماً.
هدف إدارة «ترامب» هو التنسيق مع نظام فلاديمير بوتين المأزوم سياسياً، والمفروضة عليه عقوبات اقتصادية من «واشنطن» ودول الاتحاد الأوروبى، من أجل توفير فاتورة المواجهة الحالية أو المقبلة بين روسيا والولايات المتحدة.
التنسيق مع روسيا أمريكياً بهدف إغلاق جهة المواجهة مع روسيا والتفرّغ لـ«داعش» وإيران وكوريا الشمالية.
التنسيق مع روسيا يهدف إلى إشراك روسيا فى الخطط الاستراتيجية الأمريكية، بدلاً من استنفاد القوى والموارد ضدها.
التنسيق مع روسيا يهدف إلى تقاسم مناطق النفوذ فى العالم بالتراضى والتفاهم بين «موسكو» و«واشنطن».
هذا ما يريده «ترامب» لكنه غير قادر على تحقيقه بسبب موقف حلفائه فى أوروبا و«الناتو» والمعارضة فى الكونجرس!