بقلم: عماد الدين اديب
فى مصر كثير من النخب السياسية، بل ومن المسئولين، لا يعرفون بالضبط ماذا تعنى فكرة «الشيعة السياسية» التى يتبناها النظام فى إيران.
منذ سقوط حكم شاه إيران محمد رضا بهلوى وقدوم آية الله الخمينى من باريس إلى طهران حدثت 4 متغيرات أساسية:
1- سقوط الحكم الإمبراطورى الشاهنشاهى وتحوله إلى نظام جمهورى إسلامى.
2- انتقال الحكم من حكم إمبراطورى وراثى علمانى إلى حكم جمهورى دينى تكون فيه السلطة الدينية للمرشد الأعلى فوق كل سلطات الدولة الدستورية.
3- حكم المرشد الأعلى هو حكم ولاية الفقيه نائب الإمام المهدى الغائب الذى يُنتظر أن يأتى فى آخر الزمان.
4- لا تعتبر الدولة فى إيران أن سلطانها وسلطان من يحكمها نافذ على ما هو داخل حدودها الدولية فحسب، ولكن على كل الشيعة فى العالم.
من هنا كانت فكرة الثورة الشيعية الدائمة للانتصار لدم الحسين رضى الله عنه وللثأر التاريخى من قتَلته من آل معاوية بن أبى سفيان وكل السنّة وأحفادهم وأحفاد أحفادهم الذين لم ينصروا الحسين بن على ولم يثأروا للمظلومية التاريخية التى وقعت عليه وعلى عشيرته وأسلافه من بعده.
من ناحية هناك ثأر آخر غير ثأر الحسين وهو ثأر ضد الدولة العباسية والدولة العثمانية اللتين دخلتا فى حروب ضارية ضد العرق الفارسى ومشروع سيادة الفرس على المنطقة.
إذن نحن أمام نظام دينى مذهبى عرقى يتحرك وفق تراكمات ثأر تاريخى أبدى مستمر حتى قيام الساعة.
هذا الجنون الإيرانى أصبح الآن مدعوماً بثلاثة أمور إضافية هى:
1- رضاء أمريكى وأوروبى ورضوخ وقبول للدور الإيرانى فى المنطقة.
2- 120 مليار دولار أمريكى تضاف إلى خزانة الدولة الإيرانية عقب رفع العقوبات عن طهران.
3 - ترسانة سلاح ضخمة تكاد تصل إلى تصنيع السلاح النووى تدعمها صناعة صواريخ محلية قادرة على الوصول لأبعد العواصم العربية!
هذه هى ملامح الإجابة عن سؤال: ما هى إيران اليوم؟
من لا يفهم هذا الأمر ويعتقد أن المسألة هى فتح جسور حوار وإقامة علاقات جيدة وإظهار حسن النوايا يكفى لمنع الشرور الإيرانية تجاه المنطقة إما واهم أو جاهل بحقيقة إيران أو -للأسف- كلاهما!