عماد الدين أديب
نتحدث دائماً عن أخطاء الحكام على مر السنين، ولا نتحدث عن أخطاء المجتمعات.
وقد علّمنا التاريخ أنه إذا كان فساد حاكم على رأس الحكم يُعتبر كارثة فإن فساد المجتمع كارثة الكوارث!
فساد المجتمع يعنى أن يكون الفساد أسلوب حياة وسمة غالبة على طبيعة العلاقات بين القوى السياسية وبين أفراد هذا المجتمع.
مظاهر هذا الفساد هى حرص الجميع على أن تسود الرشوة والسمسرة والمحسوبية وسيادة منطق المصالح الخاصة على المصلحة العامة.
ومن مظاهر هذا الفساد فى المجتمع تدنى مستوى القيم الاجتماعية وتعظيم منطق الخروج على القانون وعدم الاكتراث بالانحطاط الأخلاقى.
ومن مظاهر فساد المجتمع فقدان النخبة لأى دور قيادى وسليم مما يتيح توجيه المجتمع من قبَل من سماهم «سقراط» بالسفلة!
ويقول ابن خلدون: «إن مجتمع العبيد هو مجتمع غير قابل للنهوض»!
لذلك يرى علماء الاجتماع السياسى أن أزمة بعض المجتمعات فى بعض الأزمنة هى وجود حكم رشيد ولكنه يواجه مجتمعاً فاسداً.
ويصف العلماء هذه الحالة بأنها حالة شبه مستحيلة فى الإصلاح لأن المجتمع فى هذه الحالة قد يقضى تماماً على الحاكم المصلح أو أنه ينجح فى النهاية فى تحويل الحاكم الصالح إلى حاكم فاسد.
وتظهر المجتمعات الفاسدة فى أعقاب عقود من ضياع النظام القيمى وتدهور مستمر فى نظم التعليم وافتقاد المجتمع إلى الشفافية وقواعد الحوار السليمة.
الحاكم الفاسد قد يتم إصلاحه فى شهور أو سنوات قليلة. أما المجتمع الفاسد فقد يحتاج إلى عقود أو قرون من الزمن.
تلك هى المسألة!