واشـنطــن وحلفاؤهــا
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

واشـنطــن وحلفاؤهــا

 فلسطين اليوم -

واشـنطــن وحلفاؤهــا

عريب الرنتاوي

الخلاف الأمريكي – الخليجي (السعودي أساساً) يتجاوز بكثير برنامج إيران النووي و”اتفاق فيينا” ... تصريحات الرئيس الأمريكي المتكررة منذ مؤتمر كامب ديفيد، تشف عن أبعاد أعمق لهذا الخلاف، وتكشف البون الواسع في قراءة التهديدات والفرص التي تواجه دول المنطقة وشعوبها، ومصائر الصراعات المحتدمة فيها، وسبل الخروج من الاستعصاءات القاتلة التي تعصف بأمن المنطقة واستقرارها.
يبدأ الخلاف بين الجانبين من إيران، التي أظهر الرئيس الأمريكي مبكراً، إصراراً واضحاً على معالجة الخلافات معها، بوسائل دبلوماسية، وكل حديث عن “خيار عسكري” صدر عن إدارته، لم يكن أكثر من مجرد “ورقة ضغط” جرى التلويح فيها لغايات دفع المفاوضات صوب اتفاق أكثر توازناً ... أما دور إيران الإقليمي، فالرئيس أوباما يتبنى وجهة نظر تقترح إدماج إيران في معالجة أزمات المنطقة، والرهان على إشراكها في جهود حل النزاعات الإقليمية بطرائق سلمية، ودائماً على أمل أن تصبح طهران جزءاً من الحل لا سبباً في المشكلة فقط.
قبل كامب ديفيد وبعده، تبنى الرئيس وإدارته مقاربة، لا تتفق مع حالة القلق التي طبعت مواقف إسرائيل ودول خليجية من إيران ... هو قالها بالحرف الواحد، أنه لا يجوز تحويل إيران إلى مشجب تعلق عليه مشاكل المنطقة وأزماتها، فثمة الكثير من الأسباب والظواهر الداخلية والبينية التي تستدعي القلق وتستوجب المعالجة والاهتمام ... وبصورة تعيد للذاكرة، فصولاً من الخطاب (أو السرد) الأمريكي في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001.
في “فقه الأولويات”، تبنى الرئيس وإدارته شعار “محاربة الإرهاب أولاً”، وفي مختلف ساحات الصراع الإقليمي المتفجرة ... في سوريا والعراق، قدّم الخطر الذي تمثله “داعش” على شعارات “إسقاط الأسد” و”محاصرة النظام الجديد في العراق” ... ونجح بعد فترة طويلة نسبياً من الجمود، في فرض أولوياته على حلفائه ... تركيا اليوم، تعلن الحرب رسمياً على “داعش”، ودول الخليج تتبارى في الحديث عن خطرها، مع أن بعضها ما زال يضع إيران ومحورها في موضع التهديد الأول والأخطر... وفي اليمن، وبرغم من التأييد اللفظي الذي منحه الرئيس الأمريكي لعملية “عاصفة الحزم”، إلا أن الجهد الأمريكي الفعلي ينصب على وضع حد لهذه الحرب، التي سمحت للقاعدة والسلفية الجهادية وكافة قوى التطرف في المنطقة، بالانتعاش والتمدد من جديد.
في “فقه الخيارات”، دعم الرئيس خيارات الحل السياسي لكل هذه الأزمات، فيما أبدى حلفاؤه الإقليميون ميلاً جارفاً للحلول العسكرية وخيارات الحسم ... حتى إنه اضطر للقفز عن بعض “خطوطه الحمراء” في سوريا، فيما خص استخدام القوة، وآثر توقيع “اتفاق الكيماوي” مع سوريا، على اللجوء إلى خيار القوة ... ولم تنجح ضغوط تركيا وإسرائيل والسعودية وقطر بشكل خاص، في دفع الإدارة للذهاب في مغامرة “الحسم العسكري” و”إسقاط الأسد”، أو حتى مجرد إنشاء مناطق آمنة وممنوعة على طيران النظام وقواته.
واللافت للانتباه أن الرئيس كلما اقترب من لحظة مغادرة البيت الأبيض، كلما بدا أكثر جرأة ووضوحاً في التعبير عن مواقفه وأطروحاته، التي تضرب على “وتر حساس” عند بعض حلفائه ... تحدث عن “التحديات الداخلية” التي تستوجب المعالجة في دول الخليج، واظهر ميلاً واضحاً لدعم الحركة الكردية في العراق وسوريا، ضارباً عرض الحائط، مخاوف حليفه في أنقرة وحساسيته تجاه هذه المسألة، بل ومتحدياً وجهة النظر الإسرائيلية، في عدة مواضيع، تدرجها تل أبيب في قلب دائرة أولوياتها: الملف النووي الإيراني والملف السوري.
وفيما رأى البعض في عواصم الحلفاء، أن البيت الأبيض يتخلى عنهم، ويتجه لنقل البندقية الأمريكية من كتف إلى كتف آخر، حرصت إدارة أوباما على عرضالضمانات و”مظلات الحماية” من التهديدات الخارجية للدول الحليفة، قدم السلاح بغزارة لإسرائيل ودول الخليج، والتزم سياسة “الصبر الاستراتيجي” حيال تركيا في ملف “داعش”، وتعهد بأن يكون أكثر رئيس أمريكي تجسيداً لمبدأ الالتزام بأمن إسرائيل وتفوقها، بل والأهم، أنه لم يظهر حتى الآن، أي مؤشر جدي لاستعداده ممارسة ضغط على تل أبيب للجنوح لخيار “حل الدولتين”... بيد أن الذين اعتادوا أن يأخذوا من واشنطن “كل شيء”، لا يبدو أنهم قادرون على تجاوز “صدمة واشنطن” وحساباتها الكونية الأبعد والأوسع من حساباتهم الأمنية والأنانية الضيقة ... الذين اعتادوا استمراء دور “الابن المدلل” لا يريدون للراعي الأمريكي أن يظهر نوعاً من التوازن في علاقاته الإقليمية، أو حتى أن يقرأ خريطة المنطقة من منظور حسابات واشنطن، بدلاً عن حسابات عواصمهم.
لكن المؤكد أن هؤلاء الحلفاء، سيجدون أنفسهم مرغمين على تكيّف مقارباتهم لتوائم المقاربة الأمريكية في نهاية المطاف ... إسرائيل ابتلعت “الطعم الإيراني”، وكل ما يصدر عنها من ضجيج إنما يندرج في سياق الابتزاز لتعظيم العوائد والفوائد و”جوائز الترضية” ... تركيا بعد حادثة سروج الإرهابية، تبدو كمن قرر الاستدارة وشرع في رحلة “التكيف” مع أولويات سيد الأبيض، أما الدول العربية المعنية، فهي تعرف ألا ملجأ إليها من واشنطن إلا إليها، وربما يكون اليمن، برغم اشتداد ضراوة الحرب الدائرة فيه وعليه، أولى الخطوات على هذا الطريق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشـنطــن وحلفاؤهــا واشـنطــن وحلفاؤهــا



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday