في السباق نحو الرقّة
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

في السباق نحو الرقّة

 فلسطين اليوم -

في السباق نحو الرقّة

بقلم: عريب الرنتاوي

قراران هامان بخصوص الأزمة السورية، صدرا عن واشنطن مؤخراً ...الأول؛ ويقضي باستئناف برنامج تدريب “المعارضة المعتدلة”، باعتماد “طبعة مزيدة ومنقحة” عن البرنامج القديم الذي مُني بفشل ذريع ومتكرر .... والثاني؛ ويقضي بنشر قوات خاصة أمريكية “وازنة” لتعزيز قدرات حلفاء واشنطن من كرد و”معتدلين عرب” في محاربة “داعش”.

اللافت أن الإعلان عن القرارين جاء غداة الاختراق الذي حققه التحالف الروسي – السوري على جبهة تدمر، وعشية الاختراق الثاني على محور “القريتين”، ووسط أنباء عن نوايا وخطط جدية لدى موسكو ودمشق، لفتح معركة دير الزور وصولاً للرقة، حيث تشير كافة التقارير إلى ارتفاع ملحوظ في معنويات قوات النظام وحلفائه من جهة، مقابل انهيار في معنويات وصفوف قوات “داعش” على الطرف الآخر.

في مغزى التوقيت، ولماذا الآن، وليس قبل ستة أشهر أو عام على سبيل المثال، يبدو أن واشنطن بدأت تتلمس جدية موسكو ودمشق وحلفائهما في مطاردة “داعش” إلى آخر موقع على الحدود السورية مع كل من العراق وتركيا ... إن حصل ذلك، سيكون النظام قد عزز مواقعه استراتيجياً، وجمع من “أوراق القوة” ما يكفي لتفريغ مسار جنيف من مضمونه، وتحويل العملية السياسية الانتقالية برمتها، إلى مجرد “تعديل وزاري” يُحدثه من جانب واحد، على حكومة الدكتور وائل الحلقي.

واشنطن بقراريها المذكورين، تريد أن يكون لها ولحلفائها، مكانة على الأرض وفي الميدان، لكي يصبح لها قولاً مؤثراً على مائدة المفاوضات حول المرحلة الانتقالية، ومقرراً حين يتصل الأمر بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ودوره في مستقبل سوريا ... إن ظل الوجود الأمريكي في سوريا محلقاً على ارتفاعات شاهقة، فلن يكون بمقدور واشنطن التأثير في حركة الميدان، ولا في تقرير وجهة المفاوضات والتحكم بنتائجها.

قيل عن القرارين أنهما يأتيان من باب طمأنة الحلفاء والأصدقاء في سوريا والإقليم، وهذا صحيح نسبياً، وإن كان لا يختصر المسألة برمتها ... القراران الأمريكيان، يندرجان في سياق إعادة ترميم ميزان القوى الذي مالت كفته على نحو واضح، لصالح النظام وحلفائه، منذ الثلاثين من سبتمبر / أيلول الفائت، وبالأخص منذ الاختراقات على جبهات تدمر والقريتين وغيرهما.

هل ستنجح واشنطن في مسعاها هذا، أم أنها ستعيد انتاج الفشل ذاته، وربما للمرة الرابعة أو الخامسة؟ ... حتى الآن، لم يُثبِت أي من برامج “تدريب المعارضة المعتدلة” نجاعةً في خلق “تيار ثالث”، في الحالات السابقة، ترك المقاتلون المعتدلون خنادق القتال قبل إطلاق أول رصاصة، بعضم انضم للنصرة في طريق عودته إلى “الأراضي المحررة” وبعضهم الآخر توزع على القبائل السورية المسلحة ... أكثر من 80 بالمائة من الأسلحة الأمريكية المتطورة التي زوّد بها “المعتدلون” بما فيها صواريخ “تاو” المضادة للدروع، وصلت إلى أيدي “جبهة النصرة”، وهي تستخدم الآن بنجاحة في حرب النصرة على الجيش السوري وحروبها على الفصائل الأخرى.

ما الجديد الذي تراهن عليه واشنطن للقول بأن برنامجها لتدريب المعارضة هذه المرة، سيكون مختلفاًعمّا سبقه؟ ... لا أحد يدري ... وكم من الوقت سيستغرق تدريب هؤلاء، وكيف سيتم اختيارهم ومن أين؟ ... أسئلة لم نعرف بعد، كيف سيجيب البنتاغون أو “السي آي إيه” على أي منها ... لكننا ونحن الذين لم نُبد “تفاؤلاً” بالبرامج القديمة، لا نمتلك ما يدفعنا للاعتقاد بأن البرنامج الجديد، سيكون مختلفاً.

خلاصة أخرى يمكن اشتقاقها من القرارين المذكورين، مفادها أن واشنطن لم تستجب، وربما ليست بوارد الاستجابة مستقبلاً، لاقتراح موسكو تنسيق الجهد الميداني الروسي الأمريكي، واستتباعاً السوري (الجيش ووحدات الحماية الشعبية الكردية) من أجل معركة الرقة ... واشنطن تدرك أنها ستكون الطرف الأضعف في هذه المعادلة، ما لم تتوفر على قوات برية على الأرض، وهي قبل أن تناقش هذا الاقتراح مع الكرملين، تريد التأكد أنها لن توفر “غطاء جوياً” يكون بمثابة “غطاء سياسي” لإعادة “تعويم” نظام الرئيس بشار الأسد.

هل ستنجح واشنطن هذه المرة؟ ... وهل تمتلك من الوقت ما يكفي لإحداث تغيير جدي في توازنات القوى على الأرض؟ ... هل تكسب موسكو ودمشق السباق نحو دير الزور والرقة، قبل أن تستفيق واشنطن من غفلتها؟ ... أسئلة برسم الأيام والتطورات القادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في السباق نحو الرقّة في السباق نحو الرقّة



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday