تحت ستار الحرب على الإرهاب
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

تحت ستار الحرب على الإرهاب

 فلسطين اليوم -

تحت ستار الحرب على الإرهاب

عريب الرنتاوي

أماط التدخل الروسي الكثيف في ميادين الحرب في سوريا وعليها، القناع عن “حرب أجندات” حقيقية، تدور رحاها في سوريا وعليها، ودائماً بذريعة الحرب على الإرهاب وتحت ظلالها. الانتقادات التركية – السعودية – القطرية، المدعومة من واشنطن وباريس، لاستهداف الطيران الروسي مواقع “جيش الفتح” في إدلب وريف حماة وشمال اللاذقية، كشفت عن جانب واحدٍ من الصورة: هذه الأطراف، وتحت ستار الحرب على داعش، تدعم قوى جهادية أخرى، بعضها يتبع القاعدة رسمياً: النصرة، وبعضها الآخر، لا تفصله عنها سوى فوارق تكتيكية ضئيلة: أحرار الشام، حيث يشكل الفصيلان، العمود الفقري لما يسمى بـ “جيش الفتح”، والذي تفضل أوساط المعارضة على إسباغ صفة الاعتدال عليه، بل وتنسبه إلى “الجيش السوري الحر”، مع أننا نعرف كغيرنا، أن هذا “الجيش” بات أثراً بعد عين، ولم يعد يتحكم سوى ببؤر معزولة من المناطق السورية، وأن بقاءه بات مشروطاً بدرجة رضا “النصرة” و”الأحرار” عليه. وسائل إعلام هذه العواصم، كما أوساطها الدبلوماسية، استعادت من جديد، “رواية” الجيش الحر والمعارضة المسلحة المعتدلة، ولقد سمعنا بالجيش الحرفي غضون أيام ثلاثة، أعقبت القصف الجوي الروسي لأهداف في سوريا، كما لم نسمع به طوال أشهر عديدة ... لا أحد في هذه العواصم، ولأسباب معروفة، يريد أن “يُعرّف” القوى التي تستهدفها الطائرات الروسية، بغير عبارة “الجيش الحر” أو “المعارضة المعتدلة”، مع أن القاصي قبل الداني، يدرك تمام الإدراك، أن “جيش الفتح” ليس في واقع الحال، سوى الوجه الآخر لـ “داعش”، وأنه في أحسن الأحوال، ينتمي إلى “القاعدة وأخواتها”. هنا تتضح أجندة هذا المحور: تحت ستار الحرب على “داعش” والإرهاب، يجري صرف الأنظار عمّا يجري في شمال غرب سوريا، ويقوم طيران التحالف منذ عام أو يزيد، بتوجيه ضربات غير مركزة وغير مؤثرة، على أهداف لـ “داعش” في شمال شرق سوريا، فيما المعركة الحقيقة تجري في مكان آخر، وهدفها الاقتراب من “معاقل” النظام، ومن حصنه الساحلي المنيع، وفيما الحسابات الدفينة، تستهدف إسقاط اللاذقية، حيث الكثافة السنيّة، لتأمين موطئ قدم لهذه القوى ورعاتها الإقليميين والدوليين، على شاطئ المتوسط. في المقابل، بتنا نعلم كما تعلمون، أن “نقطة التحول” التي جاءت بالدب الروسي إلى سوريا بكل ثقله، إنما بدأت من إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب، فبعد سقوط هذه المناطق في يد النصرة، وتحت مسمى جيش الفتح، وبدعم مباشر، وتسهيلات لوجستية وعسكرية تركية وخليجية، قررت موسكو أن تتدخل، وأن تتدخل بقوة لحماية “سوريا المفيدة”، وتأمين قاعدتها البحرية الوحيدة في المياه الدافئة، وحماية الحليف الأبرز لها في المنطقة: النظام السوري. ما كان بإمكان روسيا أن تدخل الحرب في سوريا تحت هذه الشعارات “الفاقعة”... كان لا بد من الاستظلال بالحرب على “داعش” والإرهاب، للتغطية على “التوغل” العسكري الروسي في المنطقة، مع أن موسكو والحق يقال، كانت أكثر شفافية في خطابها السياسي، فهي لم تخف دعمها للأسد ونظامه وجيشه، بل صرحت به على أرفع المستويات، في حين، مارس الغرب وبعض عواصم العرب والإقليم، ضروباً من “التقية” و”التورية” عند الحديث عن حربهم على الإرهاب، إذ باستثناء بعض الضربات المتفرقة ضد أهداف لجبهة “النصرة”، لم يقم طيران التحالف الدولي باستهداف الإرهاب في شمال غرب سوريا، واكتفى بإثارة زوابع من الغبار والدخان في شمالها الشرقي، مع أن الدول المنضوية في هذا التحالف، قررت بالإجماع، لفظياً على الأقل، بأن “النصرة” هي فصيل إرهابي، وأنها الابنة الشرعية للقاعدة، وأنها مشمولة بالحرب على الإرهاب. واشنطن وأنقرة وبعض حلفائهما من عرب الخليج، يعتمدون “تكتيك” المفاضلة بين إرهاب قذر وإرهاب نظيف، إرهاب تتوجب محاربته، وآخر يمكن “تحييده”، هم لا يقولون ذلك علناً (بعضهم يقول ويسعى لتسويق النصرة وإعادة تأهيليها كقطر والسعودية وتركيا)، ولكنهم جميعاً يمارسون هذه “المفاضلة” فعلياً وعلى الأرض، ومن يتتبع سجل العمليات الجوية للتحالف فوق سوريا، يدرك هذه الحقيقة، كما أن الدعم الكثيف لما يسمى بـ “جيش الفتح” يفضح هذه النوايا والأجندات. في المقابل، كانت الدوافع الروسية للمشاركة في هذه الحرب، أكثر من مفضوحة ومكشوفة، موسكو لم تطق صبراً، ولم تنتظر مرور بضعة أيام على مشاركتها في الحرب، بل شرعت منذ الطلعات الأولى لسلاحها الجوي، باستهداف مكونات “جيش الفتح” والمعارضات عموماً في المناطق المُهدِدة لـ “سوريا المفيدة”، كثفت ضرباتها ضد أهداف في حمص وإدلب وريف حلب وشمال اللاذقية، في سيناريو بات مقروءاً لكل من يراقب الأزمة السورية عن كثب. نحن إذن أمام معسكرين مصطرعين، يجمعهما شعار الحرب على الإرهاب وتفرقهما المصالح المتضاربة والأجندات المصطرعة ... الأول يتطلع لحشر النظام في أضيق الزوايا، في مأمنه، والثاني يسعى في حمايته وتحصين قواعده ووجوده، وإن استمر الحال على هذا المنوال، فإن من المرجح للحرب على الإرهاب أن تستمر طويلاً، بل وطويلاً جداً، طالما أنها ما زالت في أسفل قائمة أولويات المحتربين والمصطرعين، وطالما ظلت “الأجندات الخفية” متحكمة بوضع القرارات وصياغة الاستراتيجيات، ودائما تحت شعار فضفاض واحد: الحرب على الإرهاب. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحت ستار الحرب على الإرهاب تحت ستار الحرب على الإرهاب



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday