المعركة المفتوحة
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

المعركة المفتوحة

 فلسطين اليوم -

المعركة المفتوحة

عريب الرنتاوي

أياً كانت نتائج الجولة الحالية من الصراع على الأقصى، وبصرف النظر عن الكيفية التي ستنتهي إليها موجة التصعيد الديني-القومي-العنصري الإسرائيلية الأخيرة، فإن الحرب على القدس والأقصى والمقدسات، تبدو حرباً مفتوحاً، لا مطرح فيها لمعادلة “رابح – رابح”، سيما في ضوء التطورات المهمة التي تراكمت في عمق المشهد السياسي والحزبي الإسرائيلي.
إسرائيل تتجه بثبات نحو اليمين الاستئصالي، دينياً كان أم قومياً، و”لوبي الاستيطان” يعزز نفوذه في مؤسسات الحكم وصنع القرار، فمن بين 120 نائباً في الكنسيت، هناك 29 نائب يتحدرون من مستوطنات القدس والضفة الغربية، ويمثلون أقصى ألوان الطيف الإحلالي العنصري في التفكير السياسي الإسرائيلي.
وإذا كان “الآباء المؤسسون” للدولة “العبرية” قد سعوا إلى في مراحل مبكرة من تشكل المشروع الصهيوني، إلى علمنة “المقدس” اليهود، فإن فئات سياسية واجتماعية واسعة في إسرائيل، تسعى اليوم، كما يفترض الصديق الدكتور مهند مصطفي من جامعة حيفا، إلى “تديين” الصهيونية، بدلالة هذا النفوذ المتزايد للاتجاهات الأرثوذكسية اليهودية المتطرفة، ونجاحها في فرض “منطقها” الخاص على التيار المركزي في الدولة، ويتجلى ذلك بكل لا في الإصرار على “يهودية الدولة” فحسب، بل وفي سلسلة التشريعات العنصرية، القائمة على هدف “الأسرلة” و”التهويد”.
في هذا السياق، تأتي المعركة المفتوحة على الأقصى والمقدسات والقدس عموماً، من باب تحصيل الحاصل، وهي معركة لا يمكن لها أن تضع أوزارها، باتفاقيات مؤقتة، أو بتفاهمات هي أقرب إلى “الهدنة” و”التهدئة” كتلك التي رعاها جون كيري في عمان، في القمة التي جمعته بالملك ورئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي ترتب عليها التزامات إسرائيلية بوقف التعديات والانتهاكات، مقابل عودة السفير الأردني لمزاولة عمله في تل أبيب، وقبول أوراق سفيرة إسرائيلية جديدة في عمان.
في الجولة السابقة من الحرب على الأقصى، كتبنا في هذه الزاوية بالذات محذرين من خطر التهديد الإسرائيلي، الذي لا يتوقف عن حدود القدس و”الرعاية الهاشمية” لمقدساتها، وأشرنا إلى أن إسرائيل إنما تستهدف بانتهاك المعاهدة والتمادي في الخروقات والانتهاكات، تهديد أمن المملكة وسلامتها واستقرارها، خصوصاً في هذه اللحظة الإقليمية التي تتميز بحضور “الدين” بكثافة في جملة صراعاتها وأزماتها المفتوحة، وانتهينا إلى خلاصة مفادها، يجب وضع “الأقصى” في كفة و”المعاهدة” في كفة أخرى.
ولم تكن لدينا أية أوهام للحظة واحدة، بأن نتنياهو سيلتزم بتعهداته، وهو المعروف عنه بنكث كافة المواثيق والمعاهدات، والأخطر، أن الرجل لم يعد يمتلك القدرة، بفرض توفر الرغبة، في احترام التزاماته مع الأردن، التي شهد عليها جون كيري، فالائتلاف الهش الذي يقف نتنياهو على رأسه، يولي اهتماماً بالتوسع الاستيطاني والتهويد، أكثر من عنايته بعلاقات متميزة مع الأردن، وأكثر من اكتراثه بأمن الأردن واستقراره.
والأردن لا يستطيع أن يقف متفرجاً فيما رعايته لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تتعرض للتهديد، خصوصاً في هذه اللحظة الإقليمية المتفجرة، حيث يحتدم صراع المرجعيات والشرعيات الدينية، بين نماذج وقراءات متفاوتة ومتنافسة، الأمر الذي لا يمكن المرور عليه بخفة أو سهولة، فأي تراجع في مكانة الأردن في الأقصى، سيستخدم ذريعة للانقضاض على دوره ومكانته وسمعته، وبما يهدد أمنه واستقراره.
يتعين ألا يتردد الأردن في توجيه رسالة قاطعة لكل من يهمهم الأمر، وبالذات في إسرائيل، بأن منظومة العلاقات الأردنية – الإسرائيلية، ستكون على المحك، في حال استمرار مسلسل الانتهاكات والتعديات، وأن “المعاهدة” فعلاً في كفة والرعاية الهاشمية بكل مستلزماتها وموجباتها، في كفة أخرى ... علينا ان نبدأ هذه الجولة، من النقطة التي انتهينا إليها في الجولة السابقة، لا أن نعود للغة التصعيد المتدرج، التي ثبت أنها عاجزة عن وقف مسيرة القضم المتدرج للأقصى والمقدسات.
وعلينا أن نفكر جدياً من قبل ومن بعد، بأن النظرية الإسرائيلية التي تقول بأن أمن الأردن من أمن إسرائيل، قد سقطت، أقله بالنسبة لتيار متنامي ويزداد تأثيراً، في إسرائيل، وهو التيار الذي يعطي الأولوية للتوسع و”الأسرلة” و”التهويد”، حتى وإن كانت النتيجة، تدميراً لخيار حل الدولتين، واستتباعاً تهديد أمن الأردن واستقراره، هويته وكيانه.
الأقصى يتحول إلى خط تماس ساخن بين الأردن وإسرائيل، والأردن لا يمتلك ترف خسارة هذه المعركة، إن لم يكن من باب نصرة الفلسطينيين، فمن باب حفظ أمنه وصون استقراره وهويته وكيانه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعركة المفتوحة المعركة المفتوحة



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday