المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي

 فلسطين اليوم -

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي

عريب الرنتاوي

المحاور المصطرعة في المنطقة، المختلفة على كل شيء تقريبا، تكاد تلتقي حول حالة “عدم الارتياح” من مواقف المجتمع الدولي من أزمات المنطقة ... الاجتماعات الأخيرة لدول التحالف حول سوريا والعراق، نظرت إليها دول المنطقة بعيون مختلفة: محور طهران  - دمشق عدّها “محاولة ابتزاز” مكشوفة هدفها انتزاع تنازلات من الدكتور حيدر العبادي وحكومته في الشأن الداخلي العراقي وإمعاناً في تضييق الخناق على نظام الأسد ... في المقابل رأت دول التحالف التركي - السعودي - القطري في المقررات الختامية للاجتماعات، استمراراً في سياسة المماطلة وموقف “اللاموقف”. لكن التفكير ملياً في المشهدين المعقدين في كلٍ من سوريا والعراق يفضي لا محالة، إلى استنتاج مغاير، ذلك أن أي توسع أو توسيع لعمليات التحالف الدولي أو حلف شمال الأطلسي ضد تنظيم الدولة ومن يؤازره من فصائل على صورته وطرازه، ومن دون أن تتوفر للعراق حكومة ومؤسسات أمنية وعسكرية ممثلة “للكل” العراقي، فإن الحلف والتحالف سيظهران بوصفهما “ميليشيا مذهبية” مصطفة إلى جانب ميليشيا “الحشد الشعبي” المثيرة للخلاف والانقسام ... وهذا أمرٌ لن تقبل بها أي من القوى الفاعلة إقليمياً ودولياً ... جذر الخلل الذي يعرقل فرص تدخل دولي فاعل إنما يكمن في “خلل النظام” بنيةً وتركيبةً ومؤسسات. والمؤكد أنه  لا أحد يرغب بأن يكون المدافع عن نظام الأسد في مواجهة خصومه الكثر ... ولو أن هذا النظام “سهّل فرص بناء توافقات وطنية عريضة، ونجح في استقطاب أو تحييد فصائل وشخصيات عديدة من المعارضة الوطنية المستقلة، لكان من السهل عليه وعلى حلفائه، النجاح في استجرار مساعدة دولية أنجع في التصدي لإرهاب داعش وأخواتها ... لكنه لم يفعل، حتى أن صدره ضاق برجاء الناصر ولؤي حسين وَعَبَد العزيز الخير. على المقلب الآخر لخريطة المحاور والتحالفات، تبدو الصورة معكوسة تماماً ... أجندات خصوم النظام السوري و”كارهي” النظام العراقي، تجعل مهمة الحلف والتحالف صعبة للغاية، وتبقيه على مسافة واضحة من هذه الدول ... ليس لإنهما على وئام مع بغداد ومشق، بل لأنهما يدركان أتم الإدراك، أن مواقف هذا “الثالوث” الإقليمي محكومة بنزعات مذهبية، وأن اجندته    المشتركة تنهض على قاعدة “التغيير وإن على يد الشيطان”، وأن أدواته للتغيير في البلدين المذكورين تشتمل على “القاعدة” و”النصرة” ولا تستبعد “داعش” أو تسقطها من المعادلة. ومن دون أن تتقدم هذه الدول الثلاث بتصورات ورؤى واقعية لمستقبل البلدين (سوريا والعراق)، يضع في صدارة أولوياته الحرب على الإرهاب، فليس من المحتمل جسر الفجوات وبناء قاعدة من التوافق تضع مواقف الإقليم والمجتمع الدولي على سكة الانسجام والتناغم، بدل الاستمرار في تبادل الشكوك والاتهامات والملامة. والحقيقة أن الفجوة بين الحلف والتحالف من جهة وبقية محاور المنطقة وأحلافها من جهة ثانية، ما زالت على اتساعها ... بل ويمكن القول أنها تظهر في اليمن كذلك، وبصورة لا تقل فداحةً ... واشنطن ومعها مجموعة وازنة من الدول، أيدت وتؤيد “التهدئة” و”الحل السياسي”، وبصورةٍ أغضبت وتغضب السعودية وتحالف “عاصفة الحزم” ... في المقابل تبدي طهران وحلفاؤها ميلاً واضحاً لاتهام واشنطن بالضلوع في الحرب السعودية على اليمن... أما الخلاصة، فلا أحد راضٍ على أداء المجتمع الدولي الذي يقف مشلولاً أمام هول الكوارث السياسية والأمنية والسياسية آلتي تعصف بهذه الأقطار.     من دون عملية ونظام سياسيين متوازنين في العراق .... من دون عملية انتقال في سوريا توسع دائرة المشاركة والتمثيل .... من دون الاحتكام للمبادرة الأممية في اليمن، ليس من المتوقع، ولا ينبغي لأحد أن يتوقع، بأن يكون هناك تغيير في استراتيجيات الحلف “الأطلسي” والتحالف “الدولي” حيال مختلف أزمات المنطقة، من اليمن إلى ليبيا مروراً بسوريا والعراق. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي المحاور الإقليمية والمجتمع الدولي



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday