الكرة في ملعب حماس
آخر تحديث GMT 16:54:54
 فلسطين اليوم -

الكرة في ملعب حماس

 فلسطين اليوم -

الكرة في ملعب حماس

عريب الرنتاوي

حماس هي السلطة المتحكمة بمفاصل الأمن ومختلف المرافق العامة وشؤون الحياة اليومية للمواطنين في قطاع غزة ... وفتح هي الحركة التي ينتمي إليها كل من استهدفتهم التفجيرات الخمسة عشر التي وقعت متزامنة فجر يوم الجمعة الموافق للسابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، فضلاً عن استهداف المنصة الرئيسة للمهرجان المركزي المخصص لإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد ياسر عرفات ... والأهم من هذا وذاك، أن أصواتاً في حماس، وأخرى محسوبة عليها، سبق وأن طالبت بمنع تنظيم المهرجات حتى لا تتكرر سابقة 2013، عندما شهدت غزة طوفاناً بشرياً اعتبر بمثابة تصويت ضد حماس، حتى وإن لم يكن تأييداً لفتح بالضرورة.

من حق فتح أن تتهم حماس بالمسؤولية عن التفجيرات، سيما وأن لدى رام الله ما يكفي من المعلومات عن ضلوع تيار في حماس، حركة وحكومة وأجهزة أمنية وكتائب مسلحة، في عمليات تخريب منظمة لمسار المصالحة وعودة السلطة إلى القطاع، حتى وإن أدى ذلك إلى تعطيل محاولات رفع الحصار وإعادة الإعمار، وهذا تيار يكاد يكون معروفاً بالاسم للجميع، ولقادة حماس ومكتبها السياسي.

لا يكفي أن تنفي حماس ضلوعها في الجريمة، ولا أن تقفز للأمام باتهام فتح بأنها هي من "فخخ" منازل كوادرها وقادتها لتعطيل المصالحة والتهرب من التزاماتها، هذه سذاجة لا تضاهيها سوى سذاجة المهجوسين بنظرية المؤامرة، الذين يستسهلون تحميل إسرائيل وزر أي حادث مروري يقع في القطاع، حتى يتفادوا تسمية الأشياء بأسمائها ... المطلوب من حماس، أن تقدم فوراً ومن دون إبطاء، على إلقاء القبض على الفاعلين، وتحويلهم لتحقيق نزيه ومحايد، وتقديمهم للقضاء، فما قارفوه، وفي هذا التوقيت بالذات، يرقى إلى مستوى الجريمة، بل الخيانة الوطنية، أياً كانت دوافعهم.

لن نأخذ بحكاية أن البحث جارٍ عن المتورطين أو الفاعلين ... غزة أصغر وأضيق من أن يضيع في أزقتها وحاراتها، جناة على هذا القدر من الاحتراف وحسن التدبير والخبرة العملية والتنظيم ... وحماس لطالما فاخرت بقدرتها على تجفيف منابع التجسس والعمالة لإسرائيل، فقد أعدمت علناً، وفي يوم واحد فقط (الجمعة 22 آب / أغسطس)، وعلى دفعتين، ثمانية عشر مواطناً متهماً بالعمالة والتخابر مع إسرائيل، أحد عشر واحداً منهم، قبل صلاة الجمعة وسبعة بعدها، ولا ندري كم أعدمت سراً بعد أن ارتفعت الأصوات المنددة بمظاهر الإعدام علناً في الساحات والشوارع، والتي تذكر بما تفعله "داعش" في الرقة وغيرها من بلدات سوريا والعراق الخاضعة لها.

ولم يتطلب الأمر أكثر من سويعات، حتى كانت قوات حماس، تجتث ظاهر "جند أنصار الله" وشيخهم السلفي عبد اللطيف موسى، حيث لقي 28 "مجاهداً" مصرعهم وأصيب أكثر من 130 آخرين بجراح، وتناثرت جثثهم في مسجد "ابن تيمية" في مدينة رفح، حيث لم تقم للحركة قائمة بعد ذلك التاريخ (منتصف آب/ أغسطس 2008) ... وفي منتصف أيلول / سبتمبر من السنة التالية، كانت الحركة تنهي ظاهر "عائلة دغمش" ومربعها الأمني، وتجعلها أثراً بعد عين.

خلاصة القول، إن حماس تعرف من قام بالفعلة النكراء، ولماذا فعل ذلك ... تعرف من خطط وقرر ونفذ وغطى وأمّن ... حماس تعرف من هم "البلطجية" الذين أرادوا أن يعترضوا مسيرة المصالحة وإعادة الإعمار ورفع الحصار، بالعبوات الناسفة، بعد أن أعيتهم الحيلة والمماطلة وعمليات التعرض لوزراء السلطة ومؤسساتها، وبعد الحملة الشعواء والنكراء ضد الرئيس عرفات في ذكرى استشهاده.

لن يشفع لحماس أنها بادرت إلى إصدار بيان تنديد واستنكار، هناك من يتهم الحركة بـ "قتل القتيل والسير في جنازته" ... المطلوب أن نرى على شاشات قناتي الأقصى والقدس، بعض مقاطع من التحقيق مع هؤلاء، وأن نعرف من دفع بهم وخطط لهم ومولهم، وما الأهداف المتوخاة من وراء كل ذلك.

لا نتوقع أن تقدم حماس على فعل ذلك، لأن لدينا ما يقنعنا بأن من قام بالفعلة هم "بعض حماس"، وربما بالضد من إرادة المستوى السياسي فيها، والذي يبدو أنه يقف حائراً عاجزاً "بين نارين"، نار تحمل تبعات هذه الجريمة التي أصابت المصالحة في مقتل، ووضعت حماس في أضيق الزوايا، ونار الاعتراف بأن من فعل ذلك، هم من أبناء جلدتها وتنظيمها وفكرها وأجهزتها ... ولأن الحركة، جزء من جماعة، تنهل من فكر يقدم التنظيم على الدولة، والجماعة على الوطن، فليس من المرجح أن تقوم حماس بما هو منتظر منها، مراهنة على عامل الزمن، وأن يطوي النسيان هذه المحطة الكالحة، ونعاود بعد طول تعطيل ومعاناة، اجتماعات المصالحة البائسة، التي باتت مثيرة للتقزز والغثيان، بدل أن تبعث على الأمل والتفاؤل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة في ملعب حماس الكرة في ملعب حماس



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday