الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

الفلسطينيون بين زمنين: رديء وأردأ

 فلسطين اليوم -

الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ

عريب الرنتاوي

في الوقت الذي تتعاظم فيه حملة المقاطعة الدولية لإسرائيل، وتكسب فيه حركة   “BDS” مواقع جديدة، تتكثف الاتصالات العربية – الإسرائيلية، رسمياً خلف الأبواب المغلقة، و”شعبياً” على الملأ وأمام عدسات الإعلام، في واحدة من أوسع عمليات الاستجداء، “التوسل والتسول” على حد تعبير وزير الخارجية القطري السابق، لاقناع إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية التي مضى على إقرارها في بيروت أكثر من ثلاثة عشر عاماً، عملت خلالها إسرائيل على إحداث تغييرات جوهرية على خرائط “الأمر الواقع” في الضفة والقدس، وبصورة تجعل من قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، حلماً بعيد المراد. الكنسيت الإسرائيلية تعقد اجتماعاً طارئاً إثر القرار الذي اتخذه الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا بمقاطعة إسرائيل ... مئات الكتاب والفنانين والأكاديميين، في عموم أرجاء القارة، يجاهرون بمقاطعتهم لدولة الاستيطان والتمييز العنصري ... برلمانات أوروبا تنتفض في أوسع تظاهرة اعتراف رمزية بدولة فلسطين المستقلة، السويد ومن بعدها الفاتيكان، يقودان الكنيسة والعالم الغربي إلى الاعتراف الرسمي بالدولة، وإسرائيل تناقش لأول مرة، وكما لم يحصل منذ قيامها، خطر “نزع الشرعية” عنها وفرض أطواق العزلة من حولها. إسرائيل لا تجد غضاضة في الاستماع إلى “التمنيات العربية” بخصوص المبادرة، خصوصاً وأنها لا تعيق مسارات التطبيع العلني والسري الجارية على قدم وساق بينها وبين عدد من “دول الاعتدال العربي” ... نتنياهو الذي يصر في السر والعلن على رفض “الدولة” و”العودة” و”تقسيم العاصمة الأبدية الموحدة”، خاض ثلاث حملات انتخابية، وفاز فيها جميعها، تحت شعار “الخطر الإيراني أولاً”، مروجاً لمساحات واسعة من التوافق مع “العالم العربي السني” حول هذه النقطة، مضيفاً إليها بالطبع حديثاً ملتبساً عن خطر الإرهاب الذي يوحد الجميع، وهو يقصد بالطبع، إرهاب حزب الله وحركة حماس ... وفيما عربٌ كثر يؤيدونه في تصنيف الحزب كحركة إرهابية، لأسباب مذهبية ودوافع إيرانية، إلا أنهم لا يشاطرونه الرأي تماماً حيال حركة حماس، التي يمكن أن “تخدم” في الحرب على إيران وهلالها وأقواسها. ولقد لوحظ أن وتيرة التعاون والتنسيق، المُضمر أساساً، فما هو معلن منها ليس سوى الرأس الظاهر من جبل الجليد، ارتفعت مؤخراً على خلفية “الإحباط المشترك” من المواقف الأمريكية ... نتنياهو وبعض العرب، كانوا يأملون بإقدام باراك أوباما على استعادة سيرة سلفه، والدخول في حرب ثالثة، ضد إيران هذه المرة ... والطرفان، لم يبديا أي ترحيب على الإطلاق بتردد أوباما في قصف دمشق وتدمير الجيش والدولة السوريين، وهما ينظران بقليل من الحماسة، لما يجري في العراق، خصوصاً في ظل “التعامل الأمريكي الرخو” مع حكومة حيدر العبادي ... إلى أن جاءت أزمة اليمن، فتقاربت المواقف أكثر في القلق من طهران والانزعاج من واشنطن. على أية حال، يعرف بعض القادة العرب المهجوسين بإيران ودورها الإقليمي المتعاظم، أن كل حديث لهم عن القضية الفلسطينية، لم يعد يؤخذ على محمل الجد، فهم منصرفون إلى أولويات أخرى، حتى أن إسرائيل التي طالما قلقت من تسلح هؤلاء، باتت تدعم تسليح بعض الدول العربية بأسلحة نوعية متطورة، طالما أنها باتت على ثقة بأن فوهات هذه الأسلحة ووجهتها، ستكون صوب إيران شرقاً لا صوب إسرائيل غرباً ... وإسرائيل باتت على يقين بأن كل ما يقال عن “مبادرة السلام العربية” ليس سوى نوع من “ذر الرماد” و”إبراء الذمة” لا أكثر ولا أقل ... ولهذا نجد إسرائيل، ماضية في مشاريع التهويد والاستيطان والعدوان، بل وماضية في إطلاق التأكيدات العلنية على صحة وصدقية مواقفها المتعنتة من مبادرة بيروت، وقبل أيام كان هناك في تل أبيب من يقول: أنظروا إلى سوريا، ألم يكن موقفنا برفض الانسحاب من الجولان صائباً، وما الذي كنا سنجنيه لو أننا أخذنا بشعار “الأرض مقابل السلام”؟ المفارقة أن إسرائيل لم تعد “عدواً” بالنسبة لعدد متزايد من الدول التي لم توقع سلاماً ولم تدشن علاقات دبلوماسية معلنة معها... وهي “عدو مؤجل” حتى إشعار آخر بالنسبة لحملة رايات الجهاد والخلافة والإمارة و”حكم الشريعة” ... أما ما كان يُعرف يوماً بـ “محور المقاومة والممانعة” فقد انصرف لمعارك الدفاع عن النفس و”حماية الظهر” والحفاظ على السلطة، من غزة حتى جسر الشغور وانتهاء بالقلمون. مسكين أبو مازن، ومسكينة هي السلطة (الحيطة الواطية)، التي لم تعتد تمتلك حتى قرار “حل نفسها”، برغم التهديدات والتلويحات المتكررة التي تصدر عن قادتها ... وسيتعين على الفلسطينيين – على ما يبدو – أن يتنقّلوا ما بين زمن عربي رديء وآخر أردأ منه. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ الفلسطينيون بين زمنين رديء وأردأ



GMT 10:32 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

GMT 10:08 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ظالم ومظلوم

GMT 10:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد رحيم.. يرسم ملامح المطرب بالنغمة والإيقاع!

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday