السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه
آخر تحديث GMT 17:44:56
 فلسطين اليوم -

"السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه"

 فلسطين اليوم -

السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه

عريب الرنتاوي

تكتيك درسناه شباباً، في مسعى منا للحفاظ على “ماء وجهنا الإيديولوجي الصارم”، ونحن في حمأة التفكير مع أطراف وجهات، لطالما أدرجناها في خانة “الثورة المضادة” على المدى البعيد، أو على أقل تقدير، لطالما اعتبرناها قوى “برجوازية انتهازية ومتذبذبة”.
مناسبة هذا الحديث، ما يعتمل داخل الإدارة الأمريكية من جدل وانقسامات حول الموقف من النظام السوري وموقعه في الحرب الدولية على “داعش” ... ففيما الرئيس أوباما يتحدث عن نظام “فقد شرعيته” من قبل غالبية السوريين، مجددا رفضه التحالف معه في الحرب على الإرهاب، يتحدث وزير دفاع تشاك هاغل عن “نظام هو جزء من المعادلة”.
أهم ما قاله باراك أوباما في قمة العشرين في أستراليا، بعد أن أعاد التذكير بمجمل مواقفه السابقة، هو أن التحالف مع الأسد سيقوض التحالف الدولي، لذا فهو يرفض الأول ويتمسك بالثاني، وهذا صحيح إلى حد كبير، فثمة حلفاء لواشنطن في المنطقة والعالم مستميتون في الدفاع عن فكرة أن الطريق إلى الرقة يمر بدمشق، وأن هزيمة داعش تستوجب إلحاق الهزيمة بالأسد أولاً، من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، كل من فرنسا دولياً وتركيا إقليمياً والسعودية عربياً.
واشنطن لم تأخذ بوجهة نظر هؤلاء الحلفاء ... ألمح أوباما إليها حين أمر مساعديه بإعادة تقيم وتقويم الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا ... لكن وزير الدفاع الأمريكي وغيره من الناطقين، سارعوا للحديث عن عدم وجود أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية حيال سوريا ... اليوم يأتي أوباما ليقول: إن التحالف مع الأسد سيقوض التحالف الدولي، لكأن الرجل يدفع بمسؤولية عدم إشراك النظام السوري في الحرب على داعش، على كاهل إدارته، ويلقي بها على كاهل حلفائه.
على أية حال، ثمة مخرج من هذا الاستعصاء ... لا أظن أن الدبلوماسية ستعجز عن تقديم حلول “توافقية” تضمن انخراط النظام السوري في الحرب على داعش، من دون انفراط عقد التحالف الدولي ... وفي ظني أن ما تفعله الولايات المتحدة هذه الأيام، من تنسيق غير مباشر مع النظام السوري، وعبر قنوات عراقية تحديداً، ربما يمهد لصيغة “السير منفردين والضرب في نفس الاتجاه” التي تحدثنا عنها، ويمكن تطوير هذه الصيغة مع تطور المجابهة مع داعش وانتقال مركز ثقلها من العراق إلى سوريا، بعد حين من الوقت، ودائماً بما يحفظ وجه الإدارة ورئيسها، فالمشكلة مع الأسد باتت بالنسبة لكثير من الغربيين وغيرهم، نفسية بامتياز.
أمس، وبعد أن اطلع على سير العمليات ضد داعش في العراق، تحدث الجنرال مارتن ديمبسي عن حرب السنوات القادمة ضد داعش، وقبلها كان قال بأن العراق سيكون بحاجة إلى 80 ألف جندي عراقي محترف ومدرب جيداً ومسلح تسليحاً رفيعاً، إن هو أراد تحرير كامل أراضيه من “داعش”، فضلاً بالطبع عن ألوف المدربين والمستشارين الأمريكيين ... لم يقل أحد من الأمريكيين حتى الآن، كم جنديا مقاتلا ومدربا تدريباً جيداً ومسلحاً تسليحاً جيداً، ستحتاج سوريا للفكاك من أسر “الدولة الإسلامية”... في ظني أن رقم 80 ألف سيكون الحد الأدنى المطلوب، وربما أكثر من ذلك، فـ “داعش” استوطنت سوريا قبل أن تتمدد إلى العراق، ولها فيها معاقل ونفوذ لا يستهان بها على الإطلاق.
وإذا ما استمرت المعدلات الحالية في تدريب وتجهيز “المعارضة المعتدلة” في سوريا (خمسة آلاف سنوياً)، فإننا سنحتاج إلى عشر سنوات وربما أكثر، لتوفير القوة الأرضية المطلوبة لاستئصال داعش، عندها سيكون الخراب قد عمّ البصرة والموصل والرقة وحلب ودمشق واللاذقية ودرعا، بل وقد امتد إلى دول أخرى قريبة وبعيدة.
ليس أمام الولايات المتحدة من وسيلة سوى إدماج الجيش السوري في الحرب الكونية على الإرهاب، ومن دون “التحالف” مع قوات النظام، فلن يكون بمقدور “التحالف الدولي” أن يتوفر على أقدام يسير عليها ... فإن تعذر جلوس مندوبي النظام وضباطه إلى موائد الاجتماعات في البنتاغون والبيت الأبيض، فليس أقل من العودة إلى “التكتيك اللينيني”: السير منفردين والضرب في نفس الاتجاه... ومنفردين هنا تتسع لأشكال ومستويات شتى من التعاون والتنسيق والإمداد والدعم الجوي واللوجستي والاستخباري، ودائماً من دون المخاطرة بفرط عقد التحالف الدولي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه السير منفردين والضـرب في نفس الاتجاه



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday