الأردن والحرب البرية علىداعش
آخر تحديث GMT 18:14:58
 فلسطين اليوم -

الأردن والحرب البرية على"داعش"

 فلسطين اليوم -

الأردن والحرب البرية علىداعش

عريب الرنتاوي

مشاركة الأردن في العمليات الجوية ضد تنظيم “داعش “، لا يعني تلقائياً أن مشاركته في الحرب البرية حال وقوعها، يجب أن يكون أمراً “محسوماً”، أو من باب تحصيل الحاصل ... ذلك أن مستويي المشاركة في أنشطة التحالف الدولي ضد “داعش”، يترتب على كل منهما، نتائج وتداعيات مختلفة تماماً عن بعضها البعض، والاشتراك في أية حرب برية مقبلة على التنظيم الإرهابي، يجب أن تخضع لعملية تمحيص وتدقيق، بالغة الدقة والحذر.
الولايات المتحدة أعلنت عن اندراج أكثر من أربعين دولة في التحالف الدولي ضد إرهاب “داعش”، أقل من ربع هذه الدول، يشارك أو ينوي المشاركة في عمليات حربية جوية ضد التنظيم، بقية الدولة تكتفي بالدعم السياسي والاستخباراتي واللوجستي والمالي، ومع ذلك، ينظر إليها بوصفها دولاً أعضاء في التحالف الدولي.
لا يعني ذلك أن الحرب على “داعش” ليست حربنا، كما يحلو لكثيرين القول، بل بالعكس من ذلك تماماً، هي حربنا ذات الطبيعة الدفاعية، ومن أجل حفظ أمننا واستقرارنا... بيد أن الإقرار بهذه الحقيقة شيء والذهاب في الحماسة للحرب والمشاركة فيها حتى أبعد شوط ومدى، شيء آخر... الإقرار بهذه الحقيقة شيء، وتقرير مستوى المشاركة في هذه الحرب، شيء آخر مختلف تماماً، ويخضع لحسابات أخرى.
الأردن يشارك في الحرب منذ بدايتها، استخباريا ولوجستياً، وسلاح الجو نفذ طلعات قتالية ضد أهداف لـ “داعش”، هذا المستوى من المشاركة، معقول ومقبول، مع أنه مُنتقد لأسباب مفهومة من كثيرين، أهمها الخشية من تأجيج التهديدات الأمنية الداخلية وعبر الحدود، لكن الذهاب إلى حرب برية، وإرسال جنود إلى ساحات القتال وميادينه في العراق أو سوريا أو كليهما، هو أمرٌ ينطوي على مخاطر جمّة، سيما أن أسفرت المعارك التي سيخوضها هؤلاء (لا سمح الله) عن سقوط ضحايا من الجنود والضباط، وما قد يستثيره ذلك من مشاعر غضب وردّات فعل محلية، نحن في غنى عنها.
حكومتا البلدين / الساحتين المحتملتين للحرب المقبلة، سوريا والعراق، أعلنتا بأنها لا تريدان قوات برية من الخارج، وأنهما ستتعاملان مع أية قوات تأتي بالضد من إرادتهما السيادية بوصفها قوات معادية ومحتلة... وهذا استهلال غير طيب، لا يمكن المجازفة معه، بالدخول في معارك مؤجلة مع هذه الحكومات، دع عنك رمال المنظمات وفصائل المعارضة ووحدات الحماية والصحوات العشائرية المتحركة، التي سيصعب معها، تحديد العدو من الصديق، كما سيصعب التنبؤ مسبقاً، بتغير وتبدل ولاءات وانتماءات هذه المجاميع، الأمر الذي سيضع القوات البرية دائماً، في دائرة الخطر الشديد.
ثم، أن الدول المرجح أن تكون مشاركة فاعلة في الحرب البرية، حال اندلاعها، هي دول ذات أجندات خاصة بها، في سوريا والعراق والإقليم، وهي غالباً أجندات لا ناقة للأردن فيها ولا جمل، وبعضها يستهدفه مثلما يستهدف البلدين المذكورين، وليس من المستبعد أبداً أن تنتهي الحرب البرية لا باستئصال “داعش” وإنما بانتصار تلك الأجندات، فهل من الحكمة أن نكون وقوداً لمصالح وأطماع ومطامح غيرنا؟
أكثر ما يقلقني في حكاية المشاركة في الحرب البرية، هو مصائر الجنود والضباط الذين سينخرطون فيها، وردود أفعال عائلاتهم وعشائرهم على الحرب ومن أمر بالمشاركة فيها، في حال بدأت باستقبال “الجثامين” وإحصاء أعداد الشهداء والجرحى والمصابين، سيما وأننا نعرف أن لـ “داعش” وأخواتها، مريدون كثر في أوساطنا، ومن ينكر ذلك، يعيش “حالة إنكار”.
لقد سمعنا من أوساط غربية وقرأنا في صحف خارجية، أن الأردن أبلغ واشنطن استعداده للمشاركة في حرب برية محتملة، ورأينا وزيراً في الحكومة يصرح بأن أمراً كهذا يبدو “وارداً”... قرأنا عن ضغوط يتعرض لها الأردن من أجل الاستعداد لهذه الحرب والالتحاق بها عند اندلاعها... وأحسب، إن صحت مثل هذه الأنباء والتقديرات، أن الأردن سيكون جازف كثيراً، وتخطى حدود الممكن والمسموح والمحتمل في الحرب على الإرهاب... وآمل أن يجري إعمال الحذر والتحوّط قبل وقوع الكارثة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن والحرب البرية علىداعش الأردن والحرب البرية علىداعش



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday