ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سوريا»
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سوريا»

 فلسطين اليوم -

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سوريا»

عريب الرنتاوي

لم يخرج التحالف الدولي الذي عملت واشنطن على تشكيله لمحاربة «داعش» عن إطار جبهة «أصدقاء سوريا»، أقله قبل أن تتقلص هذه الجبهة وتنحصر في عدد من الدول بعدد أصابع اليدين ... «أصدقاء سوريا» أخفقوا في التعامل مع الأزمة السورية، لا هم أسقطوا النظام، ولا هم أنجبوا معارضة «معتدلة» ذات حضور وازن، بل أن الأزمة السورية في «عهدهم» تفاقمت، وتحولت الجغرافيا السورية إلى بيئة حاضنة لـ «داعش» التي نعرف، وعشرات «الدواعش» المختبئة خلف مسميات أخرى، فما الذي يحملنا على الاعتقاد بأن هؤلاء سينجحون اليوم حيث أخفقوا بالأمس؟
 القصة لم تنته فصولاً، ولا يبدو أن الجمع قد توصلوا إلى الدروس الواجب استخلاصها ... نرى دولاً تشترط الانخراط بالحرب على داعش بالمضي في حربها على سوريا علها تضرب عصفوري داعش والنظام بحجر واحد، ومواصلة لعبة توزيع المعارضة بين معتدلة ومتطرفة ... المعتدلون في نظر هؤلاء هم «النصرة» و»الجبهة الإسلامية» و»أحرار الشام» وعشرات الأسماء المشابهة ... هؤلاء ما زالوا مشاريع حلفاء، وقد تفتح لهم معسكرات التدريب بكثافة قريباً، وقد يرسلون إلى شمال شرق سوريا للحلول محل «داعش» حين تصبح أثراً بعد عين ... إن كان هؤلاء معتدلين، فمن هم المتطرفون إذا؟
دولٌ أخرى، ما زالت تكتنف مواقفها ضبابية شديدة، هي لا تريد أن تقاتل داعش، وهي التي استثمرت فيها طوال سنوات، وتحملت جراء ما قدمته لها من دعم لوجستي وحدود مفتوحة، الكثير من الضغط واللغط، ستكتفي بأدوار «إنسانية» لا أكثر، ولن ترسل جندياً أو طائرة أو طلقة مدفع لمحاربة داعش ... لا زال الرهان على أخوات داعش قائماً في حسابات هذه الأطراف، وهي لا تريد التورط في حرب ضروس عليها، خشية أن تفقد تأثيرها على «أخوات داعش» وبدلائها في قادمات الأيام، والمؤكد أن الأخوات والبدلاء هم من طينة «داعش» ولكن بمسميات مختلفة.
المعارضة السورية، آخر من يعلم، أعربت عن تأييدها للتحالف الدولي، ورحبت باستراتيجية أوباما لمحاربة «داعش»، وهي فرحة بانفتاح نافذة فرص لتجديد حضورها بعد أن طواها النسيان ... بيد أن هذه المعارضة منقسمة على نفسها، حتى عندما يتعلق بمحاربة «داعش»، الإخوان المسلمون السوريون، الذين هم ركن ركين في هذه المعارضة، قالوها علناً: نرفض الائتلاف الدولي ولن نكون أداة من أدوات، مع استدراك بسيط وهو، أنه في حال قرر التحالف ضرب النظام السوري أولاً، سنعيد النظر في مواقفنا ... ولكن ماذا لو لم يحصل ذلك، أين سيصطف الإخوان وأصدقاؤهم وجبهة عريضة من المعارضات السورية المختلفة؟ ... نحن لا نعرف.
ستكون هناك صولات وجولات من الحروب في سوريا والعراق وعليها، وبالأخص في سوريا حيث الصورة أكثر تعقيداً وضبابية ... أيام وتبدأ معركة «تدمير داعش»، على أمل أن تحل «المعارضة المعتدلة» محلها في مناطق شمال – شرق سوريا، ولتحقيق هذا الهدف، سيجري تدريب وتمويل وتسليح هذه المعارضة، ومعها «صحوات عشائرية» يجري العمل على إحيائها ... لتدخل سوريا بعد حرب السنوات الثلاث على داعش، كما يقدر الأمريكان، في جولة جديدة من الحرب: بين «نظام الطاغية» من جهة و»المعارضة المعتدلة» من جهة ثانية ... قد تنجح المعارضة وتنتهي الأزمة، هكذا يراهنون، لكن قد ينجح النظام، فهل سيجري التسليم بهذا النجاح، أم أننا سنكون أمام ضرورة إنشاء تحالف دولي جديد، ضد النظام هذه المرة، من سيفعل ذلك، وبعد كم سنة، وهل مكتوب على الشعب السوري، أن ينهي عشرية كاملة من السنين، في حروبه الداخلية وحروب الآخرين عليه؟
بداية خاطئة لمشوار بناء التحالف الدولي ضد الإرهاب ... كان ينبغي الانطلاق من مجلس الأمن الدولي، وبمشاركة روسيا وعضوية إيران في هذا التحالف، إذا أردنا امتصاص التوتر وتبديد الاستقطابات وتجسير الفجوات بين المحاور السياسية والمذهبية الإقليمية المحتربة ... كان المطلوب بلورة تفاهمات حول مرحلة ما بعد «الحرب الكبرى» على داعش، ومواقع ومواقف مختلف الأطراف منها ... كان المطلوب عدم تمكين بعض الأطراف العربية والإقليمية ذات الأجندات السياسية والمذهبية المعروفة، من أن تملي شروطها على تشكيل الائتلاف وترسيم وجهة سيره وتقرير أهدافه المقبلة.
استئصال داعش، ضرورة... ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بد من ائتلاف دولي عريض، لكنها بداية مفخخة، تحمل في طياتها إرهاصات جولات لاحقة من الصراع والحروب، ومن يعش ير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سوريا» ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سوريا»



GMT 11:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 11:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 11:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 11:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 11:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 11:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 11:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 11:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday