ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»
آخر تحديث GMT 11:54:23
 فلسطين اليوم -

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»؟

 فلسطين اليوم -

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

تعابير الفرح وصيحات الانتصار والحركات الاستعراضية التي صدرت عن بنيامين نتنياهو في حفل الإشهار عن «صفقة القرن»، لا تعكس مواقف الرجل الحقيقية من الصفقة ذاتها، على الرغم من أنها منحت إسرائيل ما لا تستحقه، وما لم تكن تحلم به في يوم من الأيام ... لكن الرجل، ومن خلفه تيار عريض من اليمين المتطرف ولوبي الاستيطان، يراهنان على شيء آخر تماماً.
يعلم نتنياهو أن «صفقة القرن» جائرة إلى الحد الذي لن تَجِد معه فلسطينياً واحداً، يمكنه أن يضع خاتمه عليها، وأنها في مضامينها ولغتها، أقرب إلى «صك الإذعان» الذي يمليه المنتصر على المهزوم ... نتنياهو كان يعلم أن أي استحقاقات ستترتب على إسرائيل بموجب الصفقة، تشترط مسبقاً، قبول الفلسطينيين بها وموافقتهم عليها، ولذلك قرر أن يلعب لعبته التي اشتهر بها وأسلافه على أية حال.
يعني ذلك، أن «فِرَق بسط السيادة» على الغور الفلسطيني وشمال البحر الميت، التي سارع نفتالي بينيت لتشكيلها، ستبدأ عملها مطلع الأسبوع المقبل ... الفرصة لن تتكرر، ويجب اهتبالها، هكذا صاح وزير الدفاع الإسرائيلي الأكثر تطرفاً وعنصرية ... يعني ذلك أن قانون ضم المستوطنات، جميع المستوطنات، يجري وضع آخر النقاط على آخر حروفه، وربما يجري تمريره في الأسبوع ذاته، حتى قبل الانتخابات، وفي ظل حكومة تصريف أعمال، فمن يجرؤ على الرفض، ومن يجرؤ على السجال القانوني والدستوري ... الوقت من ذهب، وعلى إسرائيل استثمار سانحة ترامب حتى الثمالة... لن تنشغل الجرافات الإسرائيلية بحفر «الممر الآمن» بين الضفة وغزة، ولا بتشييد الأنفاق والجسور التي تربط جزر «الأرخبيل» الفلسطيني المعزولة بعضها ببعض.
كل ما ستجده إسرائيل في مصلحتها، وهو كثير، ولا يتطلب موافقة أو اعترافاً أو توقيعاً من الفلسطينيين، ستعمل على إنجازه فوراً ومن دون إبطاء أو تأخير ... وستطلق العنان لسرطان الاستيطان الزاحف للعمل بأقصى طاقته، طالما أنه بات محمياً بالاعتراف الأميركي ومحصناً بالفيتو الأميركي ... أما القدس، وبالذات الشطر الشرقي منها، فإن عمليات التطهير العرقي وهدم المنازل وخنق الساكنين، ستتكثف على نحو غير مسبوق.
لدى إسرائيل مهلة أربع سنوات لإنجاز عمليات القضم والهضم للوجبة الدسمة التي قدمها ترامب لها من كيس الفلسطينيين وعلى حساب حقوقهم ... هي ذاتها المهلة الممنوحة للرئيس عباس للتقرير بشأن موقفه النهائي من العرض الأميركي، وربما تكون هذه أطول مهلة في التاريخ تمنح لطرف من أطراف الصراع للحسم بشأن مبادرة للحل أو مشروع للتسوية ... إسرائيل لن تحتاج لهذه السنوات الأربع، ولا لأشهر أربعة، إسرائيل ستمضي بأسرع مما فعلت من قبل، لضمان ابتلاع حصتها من صفقة القرن، كاملة غير منقوصة.
أما عن مهلة السنوات الأربع، فأظنها «مزحة سمجة»، ذلك أن ترامب نفسه سيكون في العام الأخير من ولايته الثانية إذا قُدّر له الفوز – لا سمح الله – في الانتخابات المقبلة ... أو ربما، لكأني بترامب ونتنياهو، يعطيان «ملاك الموت» فرصته ومهلته للتعامل مع الرئيس الفلسطيني، على أمل أن يصدر عن خَلَفِه ما يرضي الأميركيين والإسرائيليين ويشبع طموحاتهم السوداء.
أياً يكن من أمر، فإن السيناريو الواقعي الذي قد ينتظم الأحداث على ساحة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، هو تمكين إسرائيل من التصرف بـ"مكتسباتها" من الصفقة، وبعد ذلك ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وستكون لدى واشنطن وتل أبيب في مطلق الأحوال، الحجة والذريعة لتبرير أفعالهما الشائنة: الفلسطينيون أهدروا الفرصة، كدأبهم دوماً، وليس بالإمكان أبدع مما كان.

قد يهمك أيضا : 

  هل من "نصف ممتلئ" لصفقة القرن؟

  "حل الدولتين": في نقد التفكير الرغائب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن» ما الذي سيُنَفذ عملياً من «صفقة القرن»



GMT 14:24 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

أنصار اسرائيل في اميركا يهاجمون المسلمين

GMT 17:48 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخبار مهمة للقارئ العربي - ٢

GMT 17:49 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

صـــفــقــــة الــعـــــدو

GMT 17:48 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

وهذه معرة النعمان

GMT 15:32 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

أخبار مهمة من حول العالم

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران

GMT 21:49 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

انتقال النسخة الـ23 من بطولة كأس الخليج إلى الكويت

GMT 16:12 2016 الخميس ,30 حزيران / يونيو

أجنحة الدجاج بالليمون والعسل

GMT 09:12 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

استبعاد تاج محل من كتيب السياحة الهندي يُثير السخرية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday