نجح الاستفتاء وأخفق «تقرير المصير»
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

نجح الاستفتاء وأخفق «تقرير المصير»

 فلسطين اليوم -

نجح الاستفتاء وأخفق «تقرير المصير»

بقلم : عريب الرنتاوي

من يتتبع ردود الأفعال الكردية على نتائج الاستفتاء وتداعياته الصعبة، يظن أن “الجماعة” أخذوا على حين غرة، ولم يكونوا متحسبين ليومٍ كهذا، مع أن كثرة كاثرة من أصدقائهم من غير الكرد، وبعض الكرد أحياناً، لطالما حذّروا من مخاوف حقيقية من مغبة عودة “القضية الكردية” إلى الوراء بدل تقدمها للأمام في ضوء نتائج “الاستفتاء”، أحادي الجانب، الذي رُتّب على عجل، وغالباً لأسباب تتصل بالمصير الشخصي والعائلي والحزبي لزعيم الإقليم: مسعود البرزاني... كنّا حذرنا في حواراتنا في السليمانية من نجاح الاستفتاء الذي نتحفظ على توقيته وملابساته، وفشل “تقرير المصير” الذي ندعمه بكل قوة باعتباره حقاً أساسياً من حقوق الشعب الكردي الشقيق.

في الأنباء، أن الكرد بعثوا برسائل لأصدقاء لهم في بغداد، من ضمنهم الدكتور إياد العلاوي، يعرضون فيها تجميد نتائج الاستفتاء لمدة عام أو عامين، وهو الاقتراح الذي تقول المصادر، أن بغداد رفضته رفضاً مطلقاً، مشددة على وجوب إلغائه وكأنه لم يكن ... مثل هذا العرض، إن صحت الأنباء بشأنه، سبق وأن قدّم للسيد البرزاني على طبق من فضة، ومن قبل الموفد الأمريكي، ورفضه رفضاً تاماً، قبل الاستفتاء بأسبوع واحد على أقل تقدير.

وفي الأنباء أيضاً، أن القيادة الكردية بدأت تتحدث عن الاستفتاء بوصفه تصويتاً على “حق تقرير المصير، وليس ترسيماً للحدود”، مع أن فكرة إجراء الاستفتاء في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل، السليمانية ودهوك) وتفادي إجرائه في المناطق المتنازع عليها، سبق وأن عرضت على رئيس الإقليم، ومن قبل موفد واشنطن ذاته، لكن البرزاني رفضه بشدة، وأصر على “حدود الدم” التي تفصل الإقليم عن بقية العراق، انسجاما مع مواقف سابقة صدرت عنه اعتبر فيها أن حدود الإقليم تنتهي حيث يتوقف تقدم قوات “البيشمركة” وأن المادة 140 قد أنجزت ولا عودة لها أبداً.

وفي الأنباء أن قيادة الإقليم عرضت تولي مراقبين عراقيين من بغداد أمر مراقبة العمل في مطاري أربيل والسليمانية، مقابل رفض شديد لتوليها الإشراف على المعابر البرية، وهو موقف يستبطن أشد المفارقات والتناقضات ... قبل الاستفتاء، لم يكن يخطر ببغداد أن تتقدم بطلب كهذا، ولم يكن موضوع المراقبين مطروحاً على جدول أعمال العلاقة بين المركز والإقليم ... الآن، تأتي المبادرة بهذا الشأن من أربيل وليس من بغداد، وفي ظرف غير مواتٍ للإقليم وكرده على الإطلاق.

لم تُستكمل بعد الإجراءات والعقوبات التي فرضتها بغداد، أو هي بصدد فرضها على الإقليم، وبعضها مؤذٍ للغاية من نوع وقف التعامل مع البنك المركزي “الكردي”، و”تأميم” النفط العراقي بالكامل بما في ذلك المنتج والمصدر في الإقليم والمناطق المتنازع عليها، ولم تستكمل دول جوار الإقليم الأخرى إجراءاتها العقابية المنسقة مع بغداد، ومع ذلك، بدأنا نرى الصراخ يتعالى في السليمانية وأربيل، وبدأنا نشهد على مسلسل متسارع من التنازلات المتتالية من قبل القيادة الكردية، وبما يعيد للأذهان كل الحديث الذي جرى تبادله مع كرد العراق، حول قدرة الإقليم على الانفصال “عنوّة” عن بغداد، ومحدودية الوسائل والأدوات التي يتوافر عليها “إقليم داخلي” محاط بجوار غير صديق على الإطلاق.

من آيات هذا التبدل السريع في المواقف، ما صدر عن السليمانية من مناشدات للمرجعية الشيعية آية الله السيستاني، طالبة إليه تحريم الاقتتال الشيعي – الكردي، سيما بعد مع تفاقم التهديد وتزايد حالات التفلت الصادرة عن “الحشد الشعبي” وبعض القوى السياسية العراقية ... لا يعني ذلك أن الكرد رفعوا الراية البيضاء، أو أن “ركبهم أخذت في الاصطكاك”، لكن “القوم” فوجئوا على ما أظن، بأن المركز ما زال فاعلاً، وأن الحكومة في بغداد، لديها الكثير من الأوراق تلعب بها وتشهرها في الوقت الذي تشاء.

والحقيقة أننا كنّا في غنى عن كل هذا وذاك، لو أن قدراً من العقلانية والسلوك الرشيد، قد هيمن على عملية صنع القرار في أربيل، وجرى تغليب المصلحة العامة، الكردية والعراقية، على المصالح الشخصية والعائلية والحزبية عند اتخاذ القرار بالاستفتاء، والإصرار عليه، بالضد من آراء ونصائح وضغوط مختلف الأطراف العراقية والإقليمية والدولية (باستثناء إسرائيل) ... لقد حصلت أربيل على عروض أفضل بكثير مما تعرضه هي اليوم، ومع ذلك رفضتها جميعها، واليوم تسعى في إدراك ما يمكن تداركه.

وإذ لحظنا، نحن الزائرون إلى السليمانية قبل الاستفتاء بأيام قلائل، أن ثمة نوعاً من الانقسام المضمر داخل البيئة والأحزاب الكردية حول قضية الاستفتاء (بعضه كان معلناً)، إلا أن الأنباء تترى حول مزيد من الانقسامات ... وقد يصبح الاستفتاء الذي أراده البرزاني مدخلاً لتجديد شرعيته وتمديد ولايته وتجديدها وتوريثها، ورافعة لتكريس زعامته العائلية المطلقة للشعب الكردي، مسماراً أخيراً أو قبل أخير، في نعش الرجل ومستقبله السياسي ... فالنصر له مائة أب، أم الفشل فيتيم ... والمؤكد أن البرزاني لم ينتصر، وأن ثمة من ينتظر الفرصة بفارغ الصبر، لإهالة التراب على إرثه السياسي، الإشكالي وموضع الخلاف والجدل على أي حال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجح الاستفتاء وأخفق «تقرير المصير» نجح الاستفتاء وأخفق «تقرير المصير»



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday