بين فصلين في المسار ذاته
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

بين فصلين في المسار ذاته

 فلسطين اليوم -

بين فصلين في المسار ذاته

بقلم : عريب الرنتاوي

جولة التصعيد الدامية في قطاع غزة، تندرج في سياق «السياسة الداخلية» الإسرائيلية، ويمكن النظر إليها بوصفها جزءاً من الحملات الانتخابية التي بدأت مبكراً في إسرائيل، مع تزايد احتمالات إجراء انتخابات للكنيسيت في شباط / فبراير القادم، أو في وقت قريب من هذا الموعد.

أغلب الظن، أن أفيغدور ليبرمان، هو من يتحمل شخصياً مسؤولية التصعيد الأخير، وثمة أنباء تحدثت على أية حال، عن استغلاله سفر نتنياهو إلى باريس، لتدبير أمر «عملية الكوماندوز» في غزة، والتي فتحت الأبواب على مصراعيها أمام موجة دامية جديدة، قد تعد الأعنف منذ عدة سنوات.

المصادر الإسرائيلية تتحدث عن انقسام داخل مجلس الوزراء «الأمني/ المصغر»، حيث يقود ليبرمان تياراً «صقرياً» يدعو لتوسيع نطاق الحرب على غزة، وصولاً إلى إدخال قوات برية، بهدف إلحاق ضربة مؤلمة بحماس، تكسر ظهرها كما يشتهي ... وهو في ذلك، يبعث برسائل ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء لجمهور اليمين المتطرف، دينياً وقومياً، مفادها أن ليبرمان وليس نتنياهو، هو الزعيم الأكثر جدارة بحكم إسرائيل وحفظ أمنها وصون صورتها الردعية.

نتنياهو في المقابل، يفضل تكتيك «الانهاك المتدرج» لحماس، المصحوب بـ»تكتيك الاستدراج الناعم» للحركة إلى مربعات «التنسيق الأمني» ومعادلة «الهدوء مقابل الغذاء والكهرباء»، ولديه في هذا المضمار، من يشجعه بدفع المال أو تقديم الوساطة ... على أن يُبقي لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، يداً طليقة في تنفيذ ما تعتقده عمليات استباقية ووقائية ضد أهداف فلسطينية، في الزمان والمكان اللذين يراهما مناسبين.

من حيث التوقيت، يبدو أن العملية، وما أعقبها من ردود أفعال متبادلة، جاءت في لحظة انتقال بين فصلين في مسار التهدئة الذي تقوده مصر بدعم من نيكولاي ملادينوف، وتموله قطر بسخاء ... وإذ انقضى الفصل الأول، بتسليم أول دفعة من «أموال الرواتب» القطرية إلى سلطة حماس، وسيادة هدوء نسبي جبهات المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال في الجمعة الثالثة والثلاثين من مسيرات العودة، فإن الفصل الثاني، الذي يؤشر إلى انتقال الهدوء إلى تهدئة، كان سيشتمل على ترتيبات تتضمن صفقة جديدة لتبادل الأسرى ... إسرائيل التي ظنت أنها ستحصل على «كنز معلوماتي» ثمين، طاشت سهامها، وبدل الانتقال إلى الفصل الثاني من مسار التهدئة، عادت الأوضاع إلى المربع الأول.

هنا، وهنا بالذات، لم تتأخر حركة الوسطاء الأمميين والإقليميين، لاستكمال ما انقطع، وإعادة الأمور إلى نصابها ... وفي ظني أن جولة التصعيد الحالية، ستنتهي كما سابقاتها، باتفاق جديد لوقف النار واستعادة الهدوء، بانتظار جولة جديدة من التصعيد تقرر حجمها وزمانها ومكانها إسرائيل من جانب واحد، كما جرت العادة في السنوات الأخيرة.

أين تأخذنا كل هذه التطورات؟
إنها ببساطة تعيدنا إلى المربع الأول ... فإن أرادت حماس والقوى المتحكمة بمصائر القطاع، رفع الحصار وتطبيع حياة الناس واسترداد كرامتهم، بل ووقف العدوانات الإسرائيلية، فإن الطريق الأقصر لتحقيق هذه الأهداف، هو طريق المصالحة الوطنية، التي من شأنها، ومن شأنها وحدها، أن تأتي بترتيبات تخدم على نحو أفضل تلك الأهداف ... إما إن أرادت الحركة، «التمديد لولايتها» على رأس السلطة في القطاع، فالطريق إلى ذلك، شائك ومكلف لا محالة، والأرجح أنه غير مضمون العواقب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين فصلين في المسار ذاته بين فصلين في المسار ذاته



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday