ملف خاشقجي لم يغلق بعد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

ملف خاشقجي لم يغلق بعد

 فلسطين اليوم -

ملف خاشقجي لم يغلق بعد

بقلم : عريب الرنتاوي

قدمت السعودية روايتها، وقالت إن جمال خاشقجي "توفي" إثر مشاجرة في قنصليتها في إسطنبول، وأعلنت عن احتجاز مشتبه بهم، وجردّت مسؤولين كباراً من مناصبهم وصلاحياتهم... وتعهدت استمرار التحقيق لكشف بقية ملابسات الحادثة، وقدرت أنها ستحتاج لشهر إضافي لإنجاز المهمة ... إذاً، الملف لم يُغلق بعد، والأسئلة ما زالت تبحث عن إجابات، وكلما أجيب على بعضها، تناسل الكثير منها، الأمر الذي يدفع على الاعتقاد، بأن "تراجيديا خاشقجي" ما زالت تتوالى فصولاً.
نحن بانتظار نتائج تحقيقين آخرين، يجريان في مكانين آخرين: التحقيق الأميركي، الذي قال الرئيس ترامب إن نتائجه قد تتضح يوم الاثنين ... والتحقيق التركي، وهو الأهم، الذي يبدو أنه بدوره قد شارف على نهايته، سيما وأن "البحث عن الجثة" بات أيسر الآن، طالما أن المشتبه بهم قيد الاحتجاز، ولدى المحقق السعودي معلومات عن مصير الجثة، بعد أن اعترفت المملكة بواقعة الوفاة، وبأنها تمت في القنصلية، تأكيداً لمصداقية الرواية التركية عن الواقعة.
ثمة طوفان من الأسئلة والتساؤلات التي لم يجب عليها البيان السعودي، وثمة فراغات في الرواية التي استبطنها، وهي بحاجة لمن يملأها ... وفي ظني أن البيان السعودي نجح في إغلاق فصل من فصول حادثة الخاشقجي، لكنه افتتح فصلاً جديداً مليئاً بالإثارة والتشويق على طريقة المسلسلات البوليسية الأميركية.
ثمة احتمالان لا ثالث لهما، لنتائج التحقيقين الأميركي والتركي ... أن يأتيا مصداقاً لما ورد في البيان السعودي، وهنا يكون الجانب الجنائي من الجريمة قد تكشف، لتبقى تداعياتها السياسية والأخلاقية وما قد يترتب عليها ... أو أن يأتي، أحدهما أو كلاهما، متعارضاً مع الرواية السعودية، وعندها سيدخل ملف خاشقجي فصلاً جديداً من فصول التعقيد، مع كل ما قد يثيره من توترات في العلاقات الإقليمية والدولية، ومن تبدلات في مواقف ومواقع وأوزان وأدوار لاعبين كثر، أهمهم السعودية، وما قد يفضي إليه كل هذا وذاك وتلك، من انعكاسات على أزمات المنطقة، بدءاً باليمن وليس انتهاءً بالأزمة القطرية مروراً بـ"صفقة القرن".
العثور على جثة خاشقجي، وإخضاعها للفحص والتحليل الجنائي، هو نقطة مفصلية في التحقيق حول الجريمة ... وسيكون بمقدور الخبراء تحديد السبب المباشر والرئيس للوفاة، وما اعترى الجثة خلال الأسبوعين الأخيرين ... هنا يمكن أن تكسب الرواية السعودية، صدقيتها، وهنا قد ينقلب الأمر رأساً على عقب... السعودية التي كانت مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، ستكون مطالبة خلال الأيام القليلة القادمة بالكشف عن مكان "جثته"، وفي ظني أنها ستفعل، حتى وإن بعد طول تردد أو إحجام، فلا حجة لها في نفي معرفتها بالمكان، طالما أنها تضع يديها على المتسببين بمقتل خاشقجي.
الأتراك يقولون إنهم ملتزمون بكشف نتائج التحقيق كاملة وبكل نزاهة وشفافية ... هم الآن على المحك، صدقية وسمعة قضائهم وصورتهم في مواجهة مع أهم اختبار لها ... نفيهم الانخراط في أية صفقات أو مقايضات، ستتضح صدقيته من خلال "الأدلة" و"الرواية" و"الشواهد" التي سيتقدمون بها ... وفي ظني أنهم، أكثر من غيرهم، من بيده أمر تقرير صحة الرواية السعودية أو عدمها، ولكل من هذين الاحتمالين، تداعيات لا تقف عند حد.
والأميركيون ليسوا جميعاً على "قلب رئيسهم"، فهو وحده من رحب بالرواية السعودية "ذات المصداقية"، واعتبرها خطوة هامة وكبيرة ... مثل هذا الموقف لم يصدر عن أي مؤسسة أميركية أخرى، حتى البيت الأبيض في بيان المتحدث باسمه، كان أكثر حذرا وتحفظاً من رئيسه ... الكونغرس بأعضائه الكبار والصغار، من جمهوريين وديمقراطيين، والإعلام الأميركي بما فيه الداعم لترامب، لم يصدر عنه، ما يشي بقبوله الرواية السعودية أو شرائه لها، حتى أن معظم ردود الأفعال الأولية، قد ذهبت باتجاه الشك والتشكيك والسخرية والامتعاض.
والخلاصة أن البيان السعودي وإن وضع التحقيق في جريمة قتل الخاشقجي على سكة جديدة، إلا أنه لم يغلق ملفها بعد، بل أثار من الأسئلة والتساؤلات بأكثر مما وفر من الأجوبة والتطمينات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملف خاشقجي لم يغلق بعد ملف خاشقجي لم يغلق بعد



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:11 2015 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

الحقيبة الصغيرة مكملة لإطلالة المرأة الجميلة في سهرات 2016

GMT 10:00 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

أسباب غير متوقّعة تؤدّي إلى تأخّر الإنجاب

GMT 12:10 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تحرص على حضور عزاء الفنان سعيد عبد الغني

GMT 03:33 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

"حماس" تخطط لإعادة فتح معبر رفح والقاهرة لا تعقب

GMT 11:49 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

باكستاني ينسى اسم عروسته والسلطات البريطانية تعتقله

GMT 03:18 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

نوعان من الزراف في أفريقيا يواجهان خطر الانقراض

GMT 09:27 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني بينات يقترب من تدريب نادي النصر الإماراتي

GMT 08:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بريطاني مسنّ مخمور يعترف أمام فتاة شابة في حانة بخنق زوجته

GMT 06:00 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أردوغان يطالب دول أفريقيا للتبادل التجاري بالعملة
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday