صوت العقل من «إمرالي»
آخر تحديث GMT 19:35:14
 فلسطين اليوم -

صوت العقل من «إمرالي»

 فلسطين اليوم -

صوت العقل من «إمرالي»

بقلم : عريب الرنتاوي

حملت رسالة عبد الله أوجلان، السجين الأشهر في تركيا، ملامح مقتضبة عن تصوره لحل «المسألة الكردية» في سوريا ... فهو دعا: (1) لانخراط «قسد» في الحوارات حول دستور جديد لسوريا ... (2) وحدة الدولة والأرض السورية ... (3) أعاد التذكير بمفهوم «الأمة الديمقراطية» التي تدرج «تقرير المصير» في إطار وحدة الدولة والأمة، وليس بالانفصال عنها بالضرورة ... (4) مراعاة الحساسيات والمخاوف التركية في الشمال السوري، وتلكم «بيت القصيد» بالنسبة لأنقرة.

عبد الله أوجلان، أحد أكبر ثلاثة قادة أكراد في الإقليم، متقدماً على مسعود البرزاني من حيث نفوذه وشعبيته العابرة للحدود، وكذلك على الراحل جلال الطالباني ... الرجل ذو الخلفية الماركسية – اللينينية، أجرى مراجعات في سجنه المعزول على جزيرة إمرالي، جعلت الشروع في عملية سلام داخل تركيا أمراً ممكناً، وهو اليوم، يرسي ملامح حل لمشكلة أكراد سوريا، يمكن أن تعيش معه سوريا دولة ومجتمعاً، ويمكن لتركيا أن تتعايش معه من دون قلق أو مخاوف.
عملية السلام التي بدأت بمفاوضات مع أوجلان في جزيرته، حققت تقدماً ملحوظاً، لكن حاجة الحزب الحاكم لأصوات القوميين الأتراك، بعد فشله في الحصول على أغلبية مريحة في انتخابات يونيو 2015، دفعته لتعطيل هذه العملية، وكيل الاتهامات جزافاً، الصحيح منها والمفبرك والمبالغ له للأكراد وتحميلهم المسؤولية كاملة عن انتهاك شروط العملية وقواعدها، وجاءت المواجهات في جنوب شرق الأناضول لتقضي على البقية الباقية منها، ولتعود الاتهامات المتبادلة مغلفة بالدماء هذه المرة، إلى سابق عهدها.
السماح لمحاميي أوجلان بزيارته في سجنه لأول مرة منذ أكثر من ثماني سنوات، قرأه المراقبون على أنه غزل من طرف الحزب الحاكم للناخب الكردي في إسطنبول عشية انتخابات الإعادة ... لكن حزب الشعوب قطع الطريق على هذه المحاولة، وجدد دعمه «القوي» للمرشح الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي دفع الحزب الحاكم لنفي أية نية لديه لاستئناف الحوار مع أوجلان أو العملية السياسية التي مضى على انهيارها أزيد من أربعة أعوام... استحضار أوجلان اليوم، كما «تغييبه» بالأمس، لعبة انتخابية، يجيد الحزب الحاكم إدارتها، وإن كان النجاح فيها ليس مضموناً دائماً.
لو كان لي أن أُسمع صوتي لصناع القرار في أنقرة، لاقترحت عفواً عن أوجلان، ولأخرجته من سجنه معززاً مكرماً، وهو قضى أكثر من عقدين من الزمن على أية حال، قابعاً فيه بعيداً عن الحياة العامة والخاصة كذلك .... ولتركته يعمل على تجميع شتات الحركة الكردية، ولأدرت حوارات ومفاوضات معه على نحو خاص، فهو وحده القادر على قيادة أكراد المنطقة إلى ضفاف السلام و»التعايش في إطار الأمة الديمقراطية» ... ليس في تركيا وحدها، وإنما في الإقليم من حولها.
لقد اعترفت تركيا بأوجلان ومكانته و»تمثيليته» من قبل، واقعياً وليس رسمياً وقانونياً، وأجرت معه حواراً لم يكتمل، بصرف النظر عن الأسباب والدوافع، وهي لم تفعل ذلك إلا لإدراكها أن كلمة «إرهاب» لا تختصر الرجل ولا تختزل مكانته بين قومه ... وعلى الرغم من اختلاف الظروف والسياقات، فإن على تركيا أن تقرأ جيداً تجربة «مانديلا» في جنوب أفريقيا، علها تجد ما يمكن أن تستفيد منه، سواء لجهة استئناف المسار السياسي الداخلي، أو لمعالجة لملف أكراد سوريا، وصولاً إلى ملفات كردية أخرى في دول مجاورة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت العقل من «إمرالي» صوت العقل من «إمرالي»



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday