الفلسطينيون لم يخرجوا من التاريخ والجغرافيا بعد
آخر تحديث GMT 12:11:16
 فلسطين اليوم -

الفلسطينيون لم يخرجوا من التاريخ والجغرافيا بعد

 فلسطين اليوم -

الفلسطينيون لم يخرجوا من التاريخ والجغرافيا بعد

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

كُشف في إسرائيل والولايات عن تشكيل لجنة مشتركة، هدفها رسم خرائط الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ستضمها إسرائيل إلى «سيادتها»، ترجمة لـ"صفقة القرن" ... وأن هذه اللجنة ستضم في عضويتها عن الجانب الأميركي كلا من السفير ديفيد فريدمان، ومستشاره آييل لاتستون، وكذلك سكوت ليث، المسؤول عن ملف الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في مجلس الامن القومي الأميركي، أما عن الجانب الإسرائيلي فستضم اللجنة كلاً من السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون دريمر، الوزير ياريف ليفين ومدير عام ديوان رئيس الحكومة، رونين بيرتس.

«صفقة القرن» ذاتها، لم تكن ثمرة تفاوض بين الإسرائيليين والإسرائيليين، ولا بين الولايات المتحدة والعرب، بل ثمرة تفاوض بين الإسرائيليين والأميركيين، من فوق رؤوس الفلسطينيين، ومن دون علم العرب، وبغياب أي تشاور مع قادتهم ... لقد جال مهندس الصفقة جاريد كوشنير في العالم العربي، مروّجاً للصفقة، وطالباً دعمها وتمويلها، حتى من دون «التكرم» على العرب، بعرض تفاصيلها أو الكشف عن خطوطها العريضة.

اليوم، يحدث شيء مشابه تماماً، هو امتداد للنهج الذي ميّز علاقة إدارة ترامب باليمين الإسرائيلي ... تتشكل لجنة لترسيم «الحدود المرنة» أصلاً، وتحديد المناطق التي ستضمها إسرائيل إليها، من جانب واحد ... الولايات المتحدة، تعطي نفسها الحق بـ"منح" إسرائيل ما تشاء من أراضي الفلسطينيين، وتزعم في الوقت ذاته، أنها تقود عملية سلام وتسوية متوازنة، وأنها تقدم للأطراف، عرضاً ليس بمقدور أحد أن يرفضه ... أية مهزلة هذه؟ ... أي استهتار بالشرعية والقانون الدوليين؟ ... أية سابقة تسجلها الدولة الأعظم على نفسها؟

في الحروب، يفرض المنتصرون إملاءاتهم على المهزومين ... هذا ما حدث في سايكس – بيكو ... إسرائيل والولايات المتحدة، تتصرفان كطرف منتصر في «حرب المئة عام الأولى» بين العرب والإسرائيليين، وهما تقرران بصورة أحادية، فرض إملاءاتهما على الفلسطينيين، متشجعتين بحالة الاهتراء في الموقف العربي الرسمي، وحالة الشتات والضياع التي تعيشها الشعوب العربية، وحالة الضعف والانقسام في المشهد الفلسطيني ... «السماء لم تنطبق على الأرض» بعد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس ونقل السفارة الأميركية إليها ... و"السماء لم تنطبق على الأرض" كذلك، بعد الكشف عن «وعد ترامب» بإقامة «إسرائيل الكبرى» من النهر إلى البحر، وبقية حلقات المسلسل التصفوي ستأتي تباعاً، ولن تقف عن حدود "فلسطين التاريخية".

ليس المهم أن نصرف كل الوقت في الجدل حول حصاد «المئوية الأولى» من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ... قيام إسرائيل وتمددها وابتلاعها لنتائج حروبها وعدواناتها، وفشل المشروع الوطني الفلسطيني، هي بعض علائم الهزيمة التي ألحقت بنا في مختتم هذه المئوية ... الأهم مما سبق، هو أن نشرع من دون إبطاء في إعداد أنفسنا لـ"حرب المئوية الثانية" من هذا الصراع ... لا حلول قريبة، ولا حلول في الأفق ... لا رهانات على تغيير اتجاه تطور الأحداث لا بعد الانتخابات الإسرائيلية ولا بعد الانتخابات الأميركية ... معركة الفلسطينيين من أجل الحرية والحقوق، هي معركة السنوات والعقود القادمة، وليس أمامهم سوى واحدٍ من خيارين اثنين: إما القبول بشروط الهزيمة والرضوخ إليها، أو الشروع في الاستعداد لجولات جديدة، مديدة ومريرة من الصراع، والتكيف مع مقتضياتها وأدواتها وشعاراتها وبرامجها ... لا أمل في المدى المرئي المنظور، لكن الرهان ما زال معقوداً على معارك السنوات والأجيال القادمة، حينها لن تنطبق السماء على الأرض، بل ستسقط فوق رؤوس من راهنوا على خروج الفلسطينيين من الجغرافيا والتاريخ.

قد يهمك أيضا : 

«صفقة القرن»... إطار للحل أم توطئة للانفجار؟!

   حرب تركيا وإسرائيل، ومن خلفهما واشنطن، على سورية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون لم يخرجوا من التاريخ والجغرافيا بعد الفلسطينيون لم يخرجوا من التاريخ والجغرافيا بعد



GMT 22:40 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

تارا عماد تتألق بإطلالات عصرية ملهمة لطويلات القامة من عاشقات الموضة والأناقة

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday