صديقي عامرسلام لك وسلام عليك
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

صديقي عامر..سلام لك وسلام عليك

 فلسطين اليوم -

صديقي عامرسلام لك وسلام عليك

بقلم : عريب الرنتاوي

تعود علاقتي به لثلاثة أعوام خلت، لكنني أشعر بأنني أعرفه منذ دهر، فهو قريب إلى القلب، سلس اللسان وسهل المعشر، نقي السريرة، ابتسامته لا تفارقه طوال الوقت، صديق الكبار والصغار، محبوب من كل من عرفه وعمل معه وجاوره، تجتمع حول موائده وجلساته الممتعة، مختلف العرقيات والأقوام والأولوان وصنوف البشر ... إنه عامر عثمان عدي.في الزيارة الأخيرة لكليفلاند، انتظرته في بيت صديقي العزيز محمود البرغوثي، الذي أجرى وزوجته الرائعة رنا عبد الله، كل ما يلزم لقضاء سهرة مفيدة وممتعة، وبحضور حشد من الأهل والأصدقاء من أبناء الجاليات العربية، سيما الفلسطينية والأردنية، بيد أنه لم يأت

والسبب كما أبلغنا لاحقاً، أنه منهمك في سلسلة من اللقاءات مع نشطاء وقادة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وعضو الكونغرس تيم رايان الذي يتولى الدفاع عن قضيته، في مواجهة قرار إبعاد جائر، تم ترحيل تنفيذه سنة بعد أخرى، ولمدة ثلاثين عاماً فقط، تزوج خلالها من فداء الأمريكية من أصل فلسطيني، وكون معها أسرة متحابة ومحبوبة، وأدار أعمالاً تجارية ناجحة واقام شبكة علاقات مع المجتمع المحلي، أهلته فعلاً لحمل لقب بطل مدينة «يونغستاون».والمدينة المذكورة تبعد ساعة ونصف الساعة بالسيارة عن كليفلاند، ودرجة الحرارة فيها زادت عن 20 درجة مئوية تحت الصفر ... لم يمنعنا ذلك من الذهاب إليه لإبداء التضامن معه في محنته، وشد أزر أسرته وأصدقائه، بعد أن كان قد أتم طواعية، كافة إجراءات سفره إلى الأردن، في السابع من الشهر الجاري، واتخذ ما يلزم لتصفية أعماله وتسليم منزله، قبل أن يأتيه الخبر السعيد صبيحة اليوم التالي، بأن إجراءات تسفيره قد أوقفت، وأن عليه أن يراجع دائرة الهجرة والحدود، لنزع السوار الذي يحيط بإحدى قدميه، ويشرع في متابعة قضيته لدى الجهات المختصة.حرّك الخبر موجة فرح عام في أوساط الجاليات العربية والعشرات من أصدقائه من بيض أمريكا وسودها والمتحدرين من أصول آسيوية ولاتينية على السواء ...

فتقرر أن نعود إلى «يونغستاون» ثانية، ولكن للاحتفال هذه المرة، وليس للمواساة والتضامن ... فإذا بقاعة النادي العربي الفلسطيني في المدينة تغص بالمئات من المحتفلين بإنصاف عامر، يتقدمهم «الديمقراطي» تيم راين ورئيسة الحزب الجمهوري في المدينة وعمدتها المنتخب حديثاً، وعشرات المواطنين والشخصيات من «شتى المنابت والأصول»، بدا أن العدالة الأمريكية بخير، وأن «السيستم» ما زال يعمل، على الرغم من المواقف الهوجاء، الفوّاحة برائحة العنصرية ، التي تهب بين الحين والآخر من البيت الأبيض وساكنه الجديد.ذكرني الحشد الشعبي بالمهرجانات الكبرى التي كانت تنظمها فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية في مراحل صعودها وحفلات كبار الفنانين والنجوم، وتوالى على المنصة عدد كبير من المتحدثين، من كل حدب وصوب، وجاء الفرحون من ولايات مجاورة، رغم قساوة الطقس وسرعة الترتيب للحفل الجماهيري ... وما أن انتهينا من الجانب الرسمي للاحتفال، حتى ضاقت قاعة المطعم الذي يمتلكه عامر، بالمحتفلين حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة الباردة.في السادس عشر من الجاري، كان صديقي عامر على موعد في دائرة الهجرة والحدود، لاستكمال ما وعِدَ به، قبل أن يكتشف بأن وقع «فخ» محكم، وأنه بات سجيناً ينتظر الترحيل، غير مسموح له بإجراء أكثر من مكالمة واحدة يومياً، وممنوع من زيارة أحد غير زوجته وبناته، فقرر المواجهة، ملتجئاً إلى السلاح الوحيد الذي يتوفر عليه السجين: الإضراب عن الطعام، وهو ما زال مضرباً عن الطعام حتى اليوم، ويتنقل من سجن إلى آخر، وفي ظروف، لم نعتقد أن هناك مثلها في السجون الأمريكية.عامر، الأردني من أصل فلسطيني، ذهب إلى الولايات المتحدة قبل أن يكمل السابعة عشرة من عمره، بحثاً عن فرصة للتعليم والعمل، وكغيره من عشرات الشبان الفلسطينيين والعرب، تزوج بأول أمريكية صادفها، قبل أن تتحول زيجته إلى سبب لترحيله لعدم اكتمال الإجراءات، وبعد أن تزوج من الفاضلة فداء، الزوجة النشطة والمحبة والمحبوبة من الجميع، وشريكته في مشوار حياته، سُحبت منه «بطاقة إقامته الدائمة»، منذ تلك الأزمنة الغابرة، وهو يقضي وأسرته أوقاتهم في بلاد الفرص الوفيرة، تحت سيف الترحيل والإبعاد.عامر يريد أن يبقى في الولايات المتحدة، بين أهله ومحبيه وأصدقائه الكثر، وقد ناقشته في فرص ترشحه للانتخابات المقبلة في المدينة، بعد أن رأيت الجموع الملتفة من حوله، والتي لم تهدأ ولم تستكن منذ إلقاء القبض عليه واحتجازه، بل وقبل ذلك، منذ إبلاغه بأن ما كان يحصل عليه من تسهيلات وتمديدات زمن الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتلاحقة، لن يحصل عليه في عهد ترامب، لكأن عامر، رجل الأعمال الناجح، وصديق الجميع في البلدة، هو الحائل دون أن تصبح أميركا عظيمة ثانيةً.لكن عائلة عامر، وهي تتابع ظروف اعتقاله السيئة وتدهور حالته الصحية جراء الإضراب المتواصل عن الطعام، لا تمانع في أن يجري ترحيله لتخليصه من معاناته، مع أنها تتمنى أكثر من غيرها، في أن يبقى بينها، وألا يتشتت شملها، وألا تنتزع من بيئتها وذكرياتها ومئات الأصدقاء من حولها، وألا تهدم حياة كاملة، امتدت لثلاثين عاماً حافلة بالنجاحات والإنجازات.
نتمنى أن تأخذ العدالة مجراها في الولايات المتحدة، وأن يعاود «السيستم» عمله دونما عرقلة وعنصرية، مثلما نتمنى على الحكومة الأردنية ووزارة الخارجية، أن تتابع ملف أحد أبنائها، الذي يفخر كل من عرفه بصداقته، ويعتز كل من عاشره بأخلاقه وطيبته وإنسانيته.

نقلًا عن جريدة الدستور

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديقي عامرسلام لك وسلام عليك صديقي عامرسلام لك وسلام عليك



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday