قطر والقرضاوي في ذاكرة سفير متقاعد
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

قطر والقرضاوي في ذاكرة سفير متقاعد

 فلسطين اليوم -

قطر والقرضاوي في ذاكرة سفير متقاعد

بقلم :عريب الرنتاوي

أثارت الحلقة الأخيرة من برنامج "رحلة في الذاكرة" الذي يقدمه الإعلامي المجتهد خالد الرشد على قناة "روسيا اليوم"، مع السفير الروسي السابق لدى الدوحة، فلاديمير تيتورينكو اهتماماً إعلامياً وسياسياً واسعاً، بالنظر للمعلومات الهامة التي كشفها الدبلوماسي المتقاعد، عن فترة هامة من "التاريخ الجاري" لهذه المنطقة، وتحديداً ما يتصل منها بدور قطر وقناة الجزيرة والشيخ القرضاوي ورؤى جماعة الإخوان المسلمين، وسنكتفي هنا بالوقوف عند مفاصل ثلاثة فقط، بانتظار اكتمال بقية حلقات "الرحلة" في قادمات الأيام:

 الأول؛ ويتعلق بانتفاخ الدور القطري، وتضخم إحساس الدوحة بدورها الإقليمي – الدولي، في بواكير الربيع العربي، وربما قبلها، إلى الحد الذي أشعر رئيس حكومتها وزير خارجيتها آنذاك، بأنه قادرٌ على مخاطبةروسيا بلغة "الإملاءات"، ما حدا بالسفير المتقاعد لوصفه بـ"الغول"... تطلع الدوحةللقيام بدور أكبر من حجمها ووزنها، هو تطلع مشروع برأي السفير، وإن كان من المتعذر إسناده بقوة المال فقط، وفي ظني أن هذه الخلاصة، وإن كانت صحيحة بالنسبة لقطر، إلا أنها صحيحة كذلك حين يتعلق الأمر بأقطار عربية أخرى، تشاطر قطر بعض سماتها وأحلامها المجهضة.
 
المشهد انقلب اليوم، وقطر انتقلت من موقع الهجوم و"رأس الحربة"، إلى موقع الدفاع السلبي، بعد أن اشتد من حولها حصار "ذوي القربى"، بيد أنها لم تتخل بعد عن حلفائها (أدواتها)، وإن صارت أكثر حذراً في توظيفهم، ولا عن وسائل نفوذها وأدوات اقتدارها الثلاث: (المال، العديد والجزيرة).
الثاني؛ ويتصل برؤية جماعة الإخوان للديمقراطية والتحالفات، كما صاغها "الأب الروحي" للجماعة و"كبير العلماء" المسلمين، فالرجل مسكون بهاجس تمكين "المجتمعات المسلمة" لقلب أنظمة الحكم رأساً على عقب، وأن هذا سيحدث بأسرع مما يُظّن، إن توفر لها الدعم المالي والإسناد الإعلامي، وهو غير معني أبداًبالتمييز بين أنظمة صديقة وأخرى عدوة، فجميع هذه الأنظمة ستكُنس في لحظة ما، بما فيها النظام القطري الذي استقبله وآواه، وكان ولا يزال، الحليف العربي الوحيد، الحاضن والداعم للجماعة الإسلامية.
 
الجماعة لم تجر المراجعات العميقة المطلوبة بعد، برغم النكسات الكبرى التي أصابتها في الإقليم والعالم، وربما كان هذا سبباً في انقساماتها وتشققاتها، وفي انفضاض الكثير من الحلفاء والأصدقاء من حولها، أما الدرس المستفاد من تجربتها في الحكم، فيتجلى في حاجة دولنا ومجتمعاتنا الدائمة لبلورة "معادل موضوعي" وازن، لنفوذ الجماعة وتأثيرها.
 
والثالث؛ ويتعلق بحجم النفوذ الذي تمتع به الرجل وجماعته، في مؤسسة صنع القرار القطري، فهو تخطى دور "الأداة" إلى دور "الشريك" الذي لا يكتفي بالدعوة لتوفير المزيد الدعم المالي للمعارضات في مصر وليبيا وسوريا وغيرها، بل كان يصدر توجيهاته وإرشاداته لقناة الجزيرة، عبر الديوان الأميري، للإكثار من نشر الصور الدامية والأطفال القتلى والمجازر الجماعية، لتأليب الرأي العام على الأنظمة والحكومات، ولنا ولكم، أن نملأ الفراغات في رواية القرضاوي، وأن نسترجع بعضاًمن الصور والمشاهد الإعلامية، الحقيقية والمفبركة، على امتداد السنوات السبع الفائتة.
 
والمفارقة هنا، أن دور "كبير العلماء" في لعبة السياسة والإعلام القطريين، لم يزاحمه أحدٌ عليه، سوى "المفكر العربي"ـ، المرصود لتفتيح قنوات "الاحتواء الناعم" القطرية على الأوساط القومية واليسارية والعلمانية العربية، حيث لا "دالّة" لكبير العلماء فيها أو عليها، وكلاهما ارتبط بالدوحة بـ"علاقة عضوية"، فكان لهما إسهامهما النشط في تشكيل هذه السياسة وصوغ تلك التوجهات، وكلاهما، على اختلاف مرجعياتهما الظاهر، لعب دور "رأس حربة" في المشروع القطري، إن جاز لنا أن نصفه بالمشروع وأن ننسبه للدوحة، متجاهلين حقيقة أن هذا "المشروع"، لم يكن في واقع الحال، سوى "حلقة" في سلسلة ممتدة، تبدأ بواشنطن ولا تنتهي بتل أبيب، وهذا ما سبق أن اعترف به الشيخ حمد بن جاسم في مقابلاته المتتالية، وهذا ما يتكشف صراحة وضمناً في بوح السفير المتقاعد للزميل الرشد، على شاشة "روسيا اليوم".

المصدر : جريدة الدستور

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر والقرضاوي في ذاكرة سفير متقاعد قطر والقرضاوي في ذاكرة سفير متقاعد



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday