بروفة المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

"بروفة" المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان

 فلسطين اليوم -

بروفة المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان

بقلم :عريب الرنتاوي

الفلسطينيون في الوطن المحتل والمحاصر والشتات، قالوا كلمتهم يوم أمس: هم شعب واحد موحد، أكبر من انقسامات فصائله وقياداته وصراعاتها العبثية ... وهم، وهذا هو الأهم، ما زالوا يمسكون بجمر قضيتهم وحقوقهم الوطنية المشروعة، من مات من كبارهم نقل إلى أبنائه وأحفاده "الرواية الفلسطينية" بكامل فصولها، والجيل الثاني والثالث وحتى الرابع للنكبة، لم ينس ولن ينسى، بل هو أكثر استمساكاً بهويته وحقوقه وأشواق آبائه وأجداده من الراحلين.

مائة عام على وعد بلفور، سبعون عاماً على النكبة، خمسون على الهزيمة/ النكسة، لم تفتّ في عضد الشعب الفلسطيني، ولم تخلف ورائها سوى العزيمة والإصرار على متابعة مسيرة الحرية والكرامة والاستقلال ... فالفلسطينيون لا ينسون ولا يهزمون، يخسرون معركة أو عدة معارك، بيد أنهم واثقون تماماً من أنهم سيكسبون الحرب في نهاية المطاف، مهما تعاظمت قوة أعدائهم وجبروتهم، ومهما تطاول الظلم والإجحاف الدوليين، ومهما بلغ التهافت والتهاون والتواطؤ عند "ذوي القربى".

أمس، تجاوز الفلسطينيون في الضفة والقدس والقطاع وداخل الخط "الأخضر، ومخيمات اللجوء والشتات، كل الثرثرة والهراء و"الجدل البيزنطي" حول المصالحة والحوار ... توحدوا في الميدان، وهل ثمة أعمق وأصلب من وحدة يعمدها الميدان ودماء الشهداء وأزيز الرصاص الحي والمطاطي وسحب الدخان والغازات المسيلة للدموع ... أمس قال الشعب كلمته، نحن أكبر من الانقسام، وقضيتنا أكبر من الانقسام، وجسدوا ذلك على الملاء وعلى الهواء مباشرة، في يوم يعد بحق، من أيام فلسطين، وما أكثر الأيام الفلسطينية الفوّاحة بالعزة والكرامة والتضحية والفداء.

وأمس أيضاً، في الضفة وغزة والقدس، عاصمة فلسطين الموحدة والأبدية، قدّم الفلسطينيون، ولأول مرة منذ عدة سنوات، "بروفة" عمّا يقصدونه بالمقاومة الشعبية السلمية ... جنود الاحتلال المدججين بالكراهية والسلاح وأوامر أطلاق النار المباشر على رؤوس المتظاهرين السلميين وصدورهم، وقفوا عاجزين أمام "قوة الحشد الشعبي" ... وإسرائيل منذ أيام وأسابيع، تعيش كابوس يوم الأرض من جديد، والمؤكد أن الذين راهنوا منهم على صمت الشعب الفلسطيني وسكوته، أصيبوا بصدمة شديدة، وهو يرون عائلات بأجيالها، تخرج عن "بكرة أجيالها"، للانتصار للأرض والحق الفلسطينيين، أجداد وأبناء وأحفاد، رجال ونساء، شيوخوشبان ... خرج الفلسطينيون يشقون طريقهم للمقاومة الشعبية السلمية، التي تتحول يوماً إثر آخر، إلى عنصر "توحيد" للقوى الفلسطينية، بعد كانت مبعثاً على الانقسام.
 
ما حصل أمس في عموم المناطق الفلسطينية المحتلة والمحاصرة، وفي بلدان اللجوء والشتات، ليس سوى بداية انطلاقة فعاليات ممتدة حتى الذكر السبعين للنكبة ... ستة أسابيع سيتعين على إسرائيل أن تعيشها في ذروة الاستنفار الأمني والنفسي والمعنوي والتعبوي ... زمن الاحتلال المريح، الخمسة نجوم، في طريقه للتلاشي، وزمن المقاومة الشعبية و"قوة الماس"، او الحشد الشعبي، يشرق على مدن الفلسطينيين وبلداتهم ومخيمات اللجوء والشتات، ويحفز أعداداً متزايدة منهم للانخراط في معمعان الكفاح من أجل الاستقلال الناجز والحرية والكرامة.
 
والمؤكد أن تجربة يوم الأرض 2018، المحمَلة بالدروس والعبر، ستكون ملهمة للفلسطينيين، وأجيالهم الشابة على وجه الخصوص ... فما الذي سيمنع الفلسطينيين بعد اليوم، من تحويل جميع أيامهم إلى "يوم أرض"، وما الذي سيحول دون تطوير "رزنامة" فلسطينية كفاحية متنقلة في الزمان والمكان والشعارات، لتنظيم الاحتشاد وضرب المواعيد الجماعية لعشرات الألوف منهم ... اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وغداً لصلاة الأحد في كنيسة القيامة، وبعد غدٍ على موعد عند حدود الجدار، واليوم الذي يلي أمام هذه المستوطنة أو تلك البؤرة الاستيطانية ... ودائماً على امتداد جدار العزل العنصري الذي يخنق غزة ... لا بديل عن تصعيد وتطوير مقاومة الشعب، الجماهيرية السلمية ... هنا، وهنا بالذات، تنتفي الخطوط بين الفصائل وتتلاشى ألوانها وراياتها، وترتسم خريطة الوطن وترتفع راية فلسطين ... هنا وهنا بالذات، تجري مقارعة صفقة القرن وقرار ترامب حول القدس ... هنا وهنا بالذات، تسقط مؤامرة البدائل المشبوهة التي يجري تسمينها في مزارع تسمين العجول المضروبة بفيروس الخيانة والعمالة ... هنا وهنا بالذات، "يكسر الجليد" الذي تراكم طول سنوات الانقسام العشر العجاف.
 
ما حدث بالأمس، ويتواصل على مدى الأسابيع القادمة، يسجل بوصفه قصة نجاح وأبداع فلسطينية، ويؤكد أن العنقاء الفلسطينية "تكبُر أن تُصادا" ... وأن طائر الفينيق الفلسطيني، لن يتوقف عن الانبعاث من تحت الرماد والركام، ليحلق على ارتفاعات شاهقة، يتعذر معها على سهام الغدر والتخاذل أن تطاله أو تلحق به ضرراً.

المصدر : جريدة الأيام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بروفة المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان بروفة المقاومة الشعبية والوحدة في الميدان



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday