انقلابات في المشهد السوري ماذا تنتظر الدبلوماسية الأردنية
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

انقلابات في المشهد السوري.. ماذا تنتظر الدبلوماسية الأردنية؟

 فلسطين اليوم -

انقلابات في المشهد السوري ماذا تنتظر الدبلوماسية الأردنية

بقلم :عريب الرنتاوي

لولا “المكان”، لكان الأسد مشاركاً رابعاً في قمة الضامنين الثلاثة لمسار أستانا التي أنهت أعمالها في أنقرة الأسبوع الماضي، وفقاً لما أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر روسية وصفتها بالمطلعة، موضحة أن الأسد اعتذر من بوتين عن عدم تلبية الدعوة بالنظر لانعقاد القمة في تركيا التي تحتل مساحات واسعة من سوريا، وتشتبك مع نظامه في صراع سياسي وميداني ضارٍ.

ولولا “المكان”، لأمكن إطلاق العنان للتكهنات بإمكانية مشاركة الأسد في القمة العربية المقبلة ... حيث تنشط الجهود والوساطات التي تقوم بها أكثر من دولة عربية، لضمان عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، لكن انعقاد القمة في الرياض، سيجعل جهود الوسطاء ومساعيهم الحميدة، أكثر صعوبة وتعقيداً.

يعني ذلك، أن الأسد قد يشارك في قمة “الثلاثي الضامن لمناطق خفض التصعيد” المقبلة والمقرر عقدها في طهران، صديقة الأسد وحليفته، وقد يصبح هذا الإطار الثلاثي، رباعياً، وقد تتحقق المصالحة السورية – التركية على هامشه، والتي تعد مفصلاً رئيساً لمعالجة مشكلات الحروب والجبهات المفتوحة على امتداد الشمال السوري.

ويعني ذلك أيضاً، أن الأسد أو من يمثله، ربما يشغل مقعد سوريا في القمة العربية بعد عام من الآن، والتي من المرجح أن تعقد في لبنان، على ما كانت وسائل إعلام لبنانية قد ذكرت، نقلاً عن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في إيجاز له أمام وزراء من حكومته... إن حصل ذلك، فنحن بإزاء تطور نوعي مهم في سياقات الأزمة السورية.

والحقيقة أن هذه التطورات، تأتي منسجمة تماماً مع التبدلات في مواقف الأطراف الإقليمية والدولية من الأزمة السورية ... تركيا التي طالما عبرت عن أشد مشاعر الكراهية والعداء للأسد ونظامه، باتت مسكونة اليوم بهاجس “الكيان الكردي”، ولديها من المتاعب مع واشنطن والغرب، ما يدفعها للتقرب من طهران وموسكو، والطريق إلى دمشق، يمر حكماً بأهم عاصمتين حليفتين لنظام الأسد، وثمة تقارير ومعلومات، تحدثت عن “مقايضات” وصفقات” جرى إبرامها بين دمشق وأنقرة، عبر الوساطة الروسية، وبمراقبة حثيثة من الحليف الإيراني، مكنت النظام من بسط سيطرته على مساحات واسعة من شمال سوريا، فضلاً عن حلب الشرقية وغوطة دمشق، وأفسحت في المجال أمام الجيش التركي للوصول إلى عفرين ومورك وقبلها جرابلس والباب وغيرها.

الموقف السعودي بدأ يتغير على نحو لافت، بعد إقرار رجل الرياض القوي، محمد بن سلمان، بأن الأسد باقٍ في السلطة، وتوجيهه “النصح” له بألا يجعل من نفسه “دميةً” في يد طهران، وإقراره بأهمية الدور الروسي في سوريا، أقله لكبح جماح الدور الإيراني المهيمن ... من راقب تصريحات ولي العهد السعودي للصحف ووسائل الإعلام الأمريكية أثناء رحلته الطويلة في الولايات المتحدة، لاحظ بلا شك، عمق التحول في الموقف السعودي، وهو تحول بدأ قبل أكثر من عام، عندما “نصح” الوزير عادل الجبير قادة “منصة الرياض” بالتكيف مع حقيقة بقاء الأسد في السلطة، حتى إشعار آخر.

الولايات المتحدة، وحدها من بين جيمع اللاعبين الكبار في سوريا، ما زالت تتخبط في ركام التصريحات المتناقضة التي تصدر عن ترامب وبيته الأبيض من جهة، أو عن الخارجية والبنتاغون من جهة ثانية ... لكن أغلب الظن، أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، إن بقي على المدى المباشر والقصير، فلن يستمر على المديين المتوسط والبعيد ... بانتظار أن تُتم الإدارات والمؤسسات الأمريكية ذات الصلة، ترتيب عملية ملء الفراغ ونقل السلطة والإدارة في المناطق التي تسيطر عليها، والتي تزيد عن ربع مساحة سوريا.

تطورات متسارعة في الملف السوري، تملي على الأردن، الجرأة في العمل على استدراك مصالحه، و”التفكير من خارج الصندوق”، وتوسيع قنوات الاتصال والتفاوض مع دمشق، وعرض المساهمة بشكل حثيث في إتمام المصالحات والتسويات في جنوب سوريا، وفي ريف درعا الشرقي على وجه الخصوص، توطئة لفتح الحدود واستئناف حركة الأفراد والبضائع والرساميل والخدمات، مع سوريا، وعبرها مع لبنان.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلابات في المشهد السوري ماذا تنتظر الدبلوماسية الأردنية انقلابات في المشهد السوري ماذا تنتظر الدبلوماسية الأردنية



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday