السلطة بين إدامة الستاتيكو ورفع كلفة الاحتلال
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

السلطة بين إدامة "الستاتيكو" ورفع كلفة الاحتلال

 فلسطين اليوم -

السلطة بين إدامة الستاتيكو ورفع كلفة الاحتلال

بقلم : عريب الرنتاوي

ستجتمع اللجنتان المركزية لفتح والتنفيذية لمنظمة التحرير مطلع الأسبوع المقبل، للنظر في ترجمة القرارات والتوصيات الصادرة عن الاجتماع الأخير للمجلس المركزي، والتي اشتملت مروحة واسعة من الموضوعات، تندرج في معظمها تحت عنواني: تصحيح المسار السياسي الذي سلكته السلطة والمنظمة طوال أزيد من ربع قرن، وانتهى إلى طريق مسدود ... والثاني؛ رفع كلفة الاحتلال الذي ظل بلا كلفة طوال هذه السنوات... وفي سياق العنوانين السابقين، تندرج عناوين أخرى من نوع المصالحة وإعادة تعريف السلطة ووظائفها وهي الذي صارت "سلطة بلا سلطة"، فضلاً عن بعث و"تشبيب" منظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية.

هي أجندة ثقيلة بلا شك، أظن أنها بحاجة لما هو أكثر من مجرد اجتماع يعقد لهذه اللجنة أو تلك، ولكن حسناً أن هناك من يفكر بترجمة وتفعيل قرارات المجلس المركزي، بعد أن ظننا – وليس كل الظن إثم – أنها تؤخذ لتركن في الأدراج المظلمة أو على الرفوف العالية ... وأحسب أنه يتعين على النشطاء والفاعلين في فتح والفصائل ومن خارجها، القيام بأوسع حملات الضغط، من أجل ترجمة أمينة، جادة وجدية، لمصفوفة القرارات الأخيرة، حتى لا تفعل الانتقائية فعلها، ولا تغرق القرارات في مستنقع التسويف والمماطلة، كما جرت العادة.نريد أن نتفاءل، مع أننا لا نستطيع الإفلات من قبضة التشاؤم ... فالسلطة والقيادة والفصائل عموماً، باتت جزءاً لا يتجزأ من منظومة "الأمر الواقع" وحالة "الستاتيكو" المفروضة على الشعب الفلسطيني عموماً في مناطق السلطة على وجه الخصوص ... نريد أن نتفاءل بأن البعض في القيادة الفلسطينية، ما زال يفكر بعقلية "حركة التحرر الوطني" وليس بعقلية "السلطة" و"الدولة تحت الاحتلال" ... نريد أن نتفاءل بأن البعض من المجتمعين، ما زال يفكر بأن الشعب الفلسطيني ينتشر خارج رام الله كذلك، وأنه يتوزع على قارات العالم الخمس، وأن المنظمة هي من ابتعدت عنه وأدارت ظهرها له، وليس هو من باعها أو ابتعد عنها ... نريد أن نتفاءل بأن بعض المجتمعين، وهم ينظرون في وجوه بعضهم البعض، سيتذكر بأنه يقود شعباً، ثلاثة أرباعه دون سن الخامسة والثلاثين من أعمارهم، وأن أحداً من هؤلاء، لا يجلس معهم على مائدة البحث والتفكير وصنع السياسة واتخاذ القرار.نحن من ضمن قلة، على حد علمنا، تؤمن أن القضية الفلسطينية دخلت مرحلة استراتيجية، لا تشبه المراحل التي سبقتها، من دون أن تتضح لنا معالم هذه المرحلة أوملامح استراتيجيتها الجديدة بعد... وأن الحركة الوطنية بهياكلها وأطرها ومؤسساتها وشخوصها، ليست مؤهلة لخوض هذه المرحلة بعناوينها وأهدافها وأدواتها، بعد أن انغمست لأزيد من ربع قرن، في طقوس السلطة وامتيازاتها ومنافعها وتقاليدها في العمل والتنقل ... وأن أدوات الكفاح في المرحلة المقبلة، بجاجة لتجديد وتطوير وتحديث، وتستلزم ضخ دماء جديدة قادرة على إتقان فنون استخدامها ... لكن ذلك، لا يقودنا للحظة إلى العدمية، والمطالبة بإطلاق النار على القديم، قبل أن ينبثق الجديد من رحم التجربة الكفاحية للشعب الفلسطيني، وعلى أيدي الطلائع الذكية والمتقدمة من شبانه وشاباته، مثقفيه ومبدعيه.سنظل نطالب هذه الأطر والمؤسسات والقيادات، بالذهاب إلى أبعد شوط في مشوار المواجهة مع الاحتلال، أقله لتذكيرها بمسؤولياتها، على أنه لا يساورنا الشك، بأن المسكونين بهاجس الإبقاء على "الستاتيكو" لن يكونوا قادرين على تصدّر نضال هذا الشعب لقلب المعادلة وإعادة ترسيم قواعد اللعبة مع الاحتلال والاستيطانمن جديد.
سيجري وضع خطط وربما اتخاذ قرارات، بصدد ترجمة قرارات المجلس المركزي، هذا على فرض الأخذ بأكثر التقديرات تفاؤلاً، لكن الذهاب في ترجمتها حتى النهاية، سيظل رهناً بقدرة المؤسسة والسلطة والقيادة والفصائل، على التكيف مع مقتضيات المرحلة الجديدة، وإطلاق طاقات الشعب الفلسطيني دون خجل من "الأصدقاء" أو وجل من هذا الشعب ... معادلة رفع كلفة الاحتلال وحفظ "الستاتيكو" في مناطق السلطة، معادلة مأزومة سلفاً، وغير قابلة للترجمة في أقل تقدير.لكن لا بأس، لتمضي السلطة ومؤسساتها وفصائلها بالقدر الذي تسمح به "امتيازات" القيادة والعادات التي اكتسبتها خلال ربع قرن من دبلوماسية البساط الأحمر والـ "”VIP، وبالحدود التي تسمح بها "شيخوخة" القيادة وتقادمها في السن وفي مواقعها (سنحتفل قريباً بمرور نصف قرن على عضوية بعضهم في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أو بموقع الأمين العام لهذا الفصيل أو ذاك)، إذ ربما يفضي هذا المسار، ويجب ان يفضي، إلى خلق قيادات جديدة في الميدان، وربما يفضي، ويجب أن يفضي، إلى خلق ديناميكيات جديدة في الداخل والخارج، تخرج الشعب الفلسطيني من حالة الركود والسكينة إلى فضاء الانخراط النشط والفاعل في الحركة الوطنية الفلسطينية على اتساعها وامتداد ساحاتها وتعدد أشكال وأدوات كفاحها.

المصدر :جريدة الدستور

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة بين إدامة الستاتيكو ورفع كلفة الاحتلال السلطة بين إدامة الستاتيكو ورفع كلفة الاحتلال



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday