الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية خمسة أهداف وخمسة عوائق
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية خمسة أهداف وخمسة عوائق

 فلسطين اليوم -

الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية خمسة أهداف وخمسة عوائق

بقلم : عريب الرنتاوي

خمسة أهداف، حددها الوزير الأمريكي ريكس تيلرسون لإستراتيجية بلاده الجديدة في سورية: (1) منع داعش والقاعدة من العودة، بصيغتيهما القديمة أو بأي صيغ جديدة .... (2) الحد من نفوذ إيران في سوريا، ومنعها من تدشين “هلال شمالي” يربطها بدمشق وضاحية بيروت/ الجنوب ... (3) منع سوريا من امتلاك أسلحة دمار شامل ... (4) المساهمة في توفير حل سياسي للأزمة السورية، لا يُلحظ دور للأسد في مستقبل سوريا ... (5) تمكين اللاجئين من سوريا والنازحين فيها، من العودة إلى مدنهم وقراهم طواعية ومن دون إكراه.

في التفاصيل تسعى واشنطن في تأمين وجود عسكري دائم لها في شمال وشرق سوريا، من “التنف” إلى “الطبقة”، وتسييج المنطقة الحدودية بقوة مدربة قوامها 30 ألف عسكري، نصفهم من قوات حماية سوريا ...أما الخطة “العملانية” فتقتضي كسر “الهلال البري” ومنع إيران من الحصول على تواصل جغرافي مع حليفيها السوري واللبناني.واشنطن، ووفقاً للوزير تيلرسون، وضعت في صدارة أولوياتها السورية، حفظ مصالحها حليفتها وربيبتها إسرائيل: من غير المسموح لإيران أن تحتفظ بوجود وازن في سوريا، لا مباشر ولا عبر الميليشيات المحسوبة عليها ... ومن غير المسموح للنظام السوري، أي نظام، الحالي أو المستقبلي، بتملك أسلحة كاسرة للتوازن مع إسرائيل، أو بالأحرى، تنتقص من نظرية “التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة.

وفي تفاصيل الخطة وثناياها، لا تبدو الخشية الأمريكية الحقيقية منصبة على عودة داعش والقاعدة، كما زعم الوزير ... مصدر القلق الأهم، من احتمال عودة الرقة السورية إلى حضن الدولة السورية، الأمر الذي سيبدو معه، كما أو واشنطن قدمت “المناطق المحررة” من داعش، على طبق من فضة للنظام وحلفائه، واستتباعاً لإيران.

ومن بين الأهداف الجانبية، غير قليلة الأهمية لهذه الاستراتيجية، وتحديداً في شقها المتصل بإبقاء قوات أمريكية في قواعد ثابتة في سوريا لأمد طويل، هو الحيلولة دون انقضاض تركيا بقوتها العسكرية المتفوقة، على الكيان الكردي الناشئ، ومنع اندلاع حرب تركية – كردية، لن تستفيد منها سوى دمشق وطهران، وتضع واشنطن في موقف حرج بين حليفين أساسيين لها في المنطقة، وقد تجهز على البقية الباقية من النفوذ الأمريكي المُكلف في كل من سوريا والعراق.إن كانت هذه هي الأهداف الكبرى و”الجانبية” للاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي كشف عنها بتوسع الوزير الأمريكي في كاليفورنيا، فإن الأسئلة التي تزدحم في أذهان المراقبين والمتابعين للشأنين الأمريكي والسوري، تدور حول الأدوات والحلفاء والإمكانيات التي تتوفر عليها واشنطن لتحقيق أهداف خطتها الجديدة، وهنا تقفز إلى السطح جملة من المعيقات التي تجعل هذه الاستراتيجية “مفخخة” ومستبطنة لعناصر فشلها.

منها ما يتعلق بقدرة الولايات المتحدة، معطوفة على رغبتها في حشد قوة عسكرية على الأرض، قمينة بتحقيق هذه الأهداف ... فالتجربة برهنت على أن الحلفاء المحليين لم يصمدوا طويلاً في مواجهة قوات النظام أو حلفائه، أو حتى في مواجهة داعش ذاتها، ولم يكن بمقدور واشنطن “تحرير” الرقة إلا بعد تدميرها عن بكرة أبيها، وإبرام صفقات “انتهازية” مع داعش، قضت برحيل آمن لمئات المقاتلين والقادة “الجهاديين” كما بات معروفاً.والمسألة الثانية؛ أن اعتماد واشنطن المتزايد على الحركة الكردية، النواة الصلبة للجيش المعارض الجديد الذي تعمل على إنشائه، تحت مسمى “حرس الحدود”، من شأنه تعميق الخلاف التركي – الأمريكي، وتسعير وتيرة التناقضات من الأتراك والأكراد، وجر المنطقة إلى أتون جرب جديدة في شمال سوريا، بدأت نذرها مع قذائف القصف المدفعي التركي على تلال عفرين ومحيطها.والمسألة الثالثة؛ أن إعلان واشنطن أنها بوجودها العسكري في سوريا، إنما تستهدف إيران على وجه الخصوص، وتسعى في قطع تواصلها الجغرافي مع سوريا ولبنان، من شأنه أن يجذب عشرات ألوف المقاتلين المقربين من طهران والمحسوبين عليها، إلى المواجهة مع القوات الحليفة لواشنطن، وربما مع القوات الأمريكية ذاتها ... سيناريو كهذا ستتزايد احتمالاته، وقد تجد الولايات المتحدة نفسها مرغمة على المفاضلة بين واحد من خيارين: إما العمل على بناء المزيد من عناصر القوة الأرضية في المنطقة، وإما الانسحاب قبل إنجاز أهداف الاستراتيجية الجديدة ومراميها.والمسألة الرابعة؛ وتتعلق بالنظام السوري، الذي يبدو أنه هدف من أهداف الاستراتيجية الجديدة، وقد اظهر النظام استمساكاً مذهلاً بالسلطة والبقاء على رأسها، وليس من المنطقي توقع تهاونه أو جنوحه للمهادنة بعد أن بلغت الأزمة السورية مربعها الأخير ... لقد هدد النظام بالتصدي للوجود الأمريكي “الدائم” في سوريا، وأحسب أن لديه أوراقاً فعّالة، غير القوة العسكرية، سيستخدمها في اللحظات المناسبة، ومنها تأليب العشائر العربية على الأكراد، وشد العصب القومي السوري في مواجهة الانفصالية الكردية التي تقلق المعارضة بقدر ما تقلق النظام.والمسألة الخامسة؛ تفترض أنه في الوقت الذي تخوض فيه واشنطن غمار “استراتيجيتها الجديدة” من دون حلفاء دوليين أو حضور إقليمي فاعل كما يبدو، فإن برهانها الذي يكاد ينحصر على أكراد سوريا، تدفع تركيا دفعاً للتقرب من طهران والاقتراب من موسكو ... وأحسب أن مشكلة هذه الاستراتيجية أنها تأتي بعد فوات أوانها ...

فالعالم ضاق ضرعاً بهذه الأزمة، والحلفاء الأوروبيون أجروا مراجعات واستدارات باتجاه قبول الحل بوجود الأسد ومشاركته، وربما أخذوا يتقبلون الرواية الروسية، ووكالة بوتين للملف السوري، فيما واشنطن تعدهم بفتح فصل جديد من فصول هذه الحرب، نعرف جميعاً متى يبدأ وكيف، بيد أن أحداً لا يعرف متى ينتهي، وأين وكيف؟

نقلًا  جريدة الدستور

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية خمسة أهداف وخمسة عوائق الإستراتيجية الأميركية الجديدة في سورية خمسة أهداف وخمسة عوائق



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday