إن لم يكن لهذا الصراع مبرره، فأي مبرر لأي صراع آخر
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

إن لم يكن لهذا الصراع مبرره، فأي مبرر لأي صراع آخر؟

 فلسطين اليوم -

إن لم يكن لهذا الصراع مبرره، فأي مبرر لأي صراع آخر

بقلم : عريب الرنتاوي

إن لم يكن استمرار احتلال الأرض الفلسطينية، وأراض سورية ولبنانية أخرى، مبرراً لاستمرار الصراع العربي – الإسرائيلي، بل واحتدامه، فما المبرر الذي تحتاجه أنظمة وحكومات عربية لاستمرار هذا الصراع؟!

وإن لم يكن تشريد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني منذ أزيد من سبعين عاماً، مبرراً كافياً لاستمرار الصراع العربي – الإسرائيلي، فما المبرر الذي ينتظره هؤلاء لإدامة هذا الصراع حتى يبلغ خواتيمه؟!

وإن لم يكن التعدي اليومي والانتهاك المنهجي المنظم، لحرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين، مبرراً قوياً لتحريك الدماء في العروق، والانتصار لعقيدة الأمة ودينها (كما يزعمون)، فما المبرر الذي ينتظره هؤلاء لاستمرار التزامهم – اللفظي بامتياز – بقضية العرب والقدس والمقدسات والأقصى، التي كانت مركزية وأولى ذات يوم؟!

إن لم يكن حصار مليوني فلسطيني في القطاع، وانتشار الأورام الاستيطانية السرطانية في أرض الفلسطينيين وحقوقهم، وتفاقم سياسات الأسرلة والتهوية والفصل العنصري، فما المبرر الذي يحتاجه القوم لكي تتحرك لديهم قيم الإنسانية والنخوة العربية والتضامن الإسلامي؟!

إن يكن التنكر المستمر، المنهجي والمنظم، للمبادرات، بما فيها تلك التي أطلقها هؤلاء، من قبل إسرائيل، وبالرغم من تهافت تلك المبادرات وما استبطنته من تنازلات سياسية وحقوقية وتاريخية ... إن لم يكن هذا الصلف والتعنت الإسرائيليين، كافيين مبرراً لاستمرار هذا الصراع، فما الذي يحتاجه هؤلاء للدفاع عن مبادرات لطالما نافحوا عنها، وتفاخروا بها، حنى لا أقول عن مستقبل شعب عربي، وحقوقه الوطنية ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

أن يهبط الحوثي من صعدة إلى صنعاء، سبب كافٍ لإشعال حرب السنوات الثلاث، وتدمير اليمن، وقتل وجرح عشرات الألوف من رجال وأطفاله ونسائه وشيوخه، وإصابة 700 ألف منهم بالكوليرا ... أما احتلال فلسطين التاريخية، ومعها الجولان السوري وأجزاء من لبنان، فليست مبرراً كافياً لاستمرار الصراع العربي – الإسرائيلي.

أن نختلف مع قطر في لعبة صراع الكراسي محلياً واصطراع الأدوار إقليمياً، فهذا يعد سبباً كافياً للحصار والعقوبات الجماعية وحملات التجييش، بل وتدبير محاولات تغيير النظام هناك، وتجييش أهله عليه، وتنظيم مؤتمرات لمعارضات مفبركة في لندن وغيرها ... أما أن تصول إسرائيل وتجول وتعربد في الأرض والسماء والمياه العربية، فلا يعد سبباً كافياً لاستمرار الصراع ضدها، بل ربما يمهد لحلف غير مقدس معها، في مواجهة أعداء من نسج الخيال وفعل الهواجس.

مؤسف أن الذين يتنافحون اليوم لتجريم التطبيع مع إسرائيل، ويتنادون لإنهاء الصراع الفافد لمبرراته معها، حسب زعمهم، وبئس ما يزعمون، لم يسجل لهم يوماً، أقله منذ أكثر من أربعين عاماً، أنهم كانوا في صدارة الصفوف والخنادق ضد هذا الاحتلال، وأن دورهم اقتصر على تقديم المبادرات التي قضمت كل واحدة منها، جزءاً من حقوق شعب فلسطين وتطلعاتها، وأحياناً فرضوها بالقوة على الشعب الفلسطيني والأمة العربية (حرب 82 بين قمتي فاس الأولى والثانية) أو اقتنصوها في لحظة ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية ونقصان المناعة القومية العربية (بيروت 2002).

هم يضيقون ذرعاً بالصراع العربي – الإسرائيلي، لأنهم اختلقوا لأنفسهم عدواً آخر، هذا شأنهم ... لكن الجزء الأخطر من الحكاية، أنهم لن يتركوا الشعب الفلسطيني وشأنه، بل وسيعملون بكل ما امتلكوا من اقتدار، على إجبار قيادة هذا الشعب للتساوق معهم ومع طروحاتهم الانهزامية المذلّة ... هذا ما رأيناه في محطات تاريخية سابقة، وهذا ما نرى إرهاصاته الخطيرة في سنوات حروب المحاور والمذاهب والأدوار وصراعات السلطة والبقاء على رأسها.

إسرائيل تتطرف، و"تتطلبن"، وتمعن في سياسات الضم الزاحف للأرض والحقوق، وتدير ظهرها لكل المبادرات ومشاريع الحلول، وتصعد من عدواناتها على شعب فلسطين، وتعربد في سماء سوريا ولبنان، وتنسج لنفسها "شرعية دولية" في غفلة من العالم العربي، بل وبتواطؤ من بعض حكوماته وأنظمته ... ومع ذلك، هناك من يجرؤ على إخبارنا بأنه لا يوجد مبرر لاستمرار هذا الصراع.

لهذا الصراع كل مبرراته، ومبرراته كامنة في وجوده ومبناه، وهم ممتد منذ مائة، ولا ضير أن يستمر لمائة عام أخرى، ومن ضاق به ذرعاً، فليعلن انسحابه منه، ويغسل يديه من تبعاته، لكن من العار على أي طرف، أن يسعى في إقناع الضحية، أو يفرض عليه، روايته المتهافتة لانتفاء مبررات الصراع ... هو صراع توارثناه عن الآباء والأجداد، وسنورثه للأبناء والأحفاد، إلى أن ينعم شعب فلسطيني بحريته واستقلاله.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن لم يكن لهذا الصراع مبرره، فأي مبرر لأي صراع آخر إن لم يكن لهذا الصراع مبرره، فأي مبرر لأي صراع آخر



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday