العدوان الثلاثي الوشيك على سورية
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

"العدوان الثلاثي" الوشيك على سورية

 فلسطين اليوم -

العدوان الثلاثي الوشيك على سورية

بقلم :عريب الرنتاوي

ما لم تحدث “المعجزة” في ربع الساعة الأخير، فإن سورية ستكون على موعد وشيك مع “عدوان ثلاثي” جديد، تلعب فيه واشنطن دور “رأس الحربة”، وتتناوب فرنسا وبريطانيا على دور “الكومبارس” فيه ... كل الدلائل تشير إلى أن إدارة الرئيس ترامب عاقدة العزم على توجيه ضربة لئيمة ومؤلمة لسوريا، إن أخفقت الدبلوماسية في استغلال ما تبقى من “سويعات”، لنزع فتيل الانفجار.

ثمة أسباب ثلاثة، تجعل الضربة آتية لا ريب فيها: (1) حاجة الرئيس الأمريكي الدائمة، لتأكيد صورته التي يرغب في رؤيتها (وترميمها بين الحين والآخر)، بوصفه زعيماً قوياً وحازماً، بخلاف سلفه باراك أوباما الضعيف والمتردد.... (2) حاجة واشنطن لترميم صورتها الردعية في سوريا، وتأكيد دورها العالمي المهيمن، في مواجهة التمدد الروسي، ونجاحات الكرملين في الاستحواذ على الملف السوري ... (3) حاجة واشنطن لترميم علاقاتها مع حلفائها، الذين أشعرهم قرار ترامب بسحب قواته “قريباً جداً” من سوريا، وتركها للأطراف الأخرى لإدارة أمورها، بالخذلان.

وثمة خصائص ثلاث ستميز “العدوان الثلاثي” الجديد، عن الضربة الصاروخية الأمريكية لمطار الشعيرات قبل عام ... (1) واشنطن لن تذهب إلى المعركة منفردةً، بل ستجر معها عدداً من الدول الغربية، وربما العربية، المؤكد أن فرنسا وبريطانيا ستشاركان في أي عمل عسكري يقرره ترامب ... (2) أن الضربة هذه المرة، بخلاف الضربة الفائتة، ستطال مروحة واسعة من الأهداف في سوريا، وليس هدفاً واحداً فقط، وقد تشمل إلى جانب الأهداف العسكرية، رموزاً سيادية للدولة والنظام، وربما في قلب دمشق ... (3) أن الضربة الجديدة هذه المرة، قد تطاول أهدافاً إيرانية على الأرض السورية كذلك، ولن يصرف البنتاغون وقتاً وجهداً للتأكد من عدم وصول الصواريخ إلى هذه الأهداف، وفي رسالة لا تخفى دلالاتها على أحد.

وثمة رسائل ثلاث تستبطنها أجنحة “الصواريخ المجنحة” التي ستنطلق صوب أهدافها ... الأولى؛ لموسكو، ومفادها أن العالم ما زال بعيداً عن نظام “التعددية القطبية”، وأن واشنطن وحدها ما زالت تتربع على رأس نظام القطب الواحد ... والثانية؛ إلى طهران، عشية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي معها، بعد شهر من الآن، ومفادها، أن عصر أوباما “المتراخي” قد ولّى، وأن عليها أن تنتظر أياماً عصيبة ... والثالثة؛ في الطريق إلى تركيا، التي تبدو في حالة صدام مع واشنطن وحلفائها في منبج وشرق الفرات، ومفادها أن التقرب بأكثر مما ينبغي من موسكو وطهران، خيار مكلف، وأن عليها “العودة إلى رشدها”، فليس لها سوى الحليف الأمريكي ومظلة “الناتو”.

ستحرص واشنطن هذه المرة، كما في المرة السابقة، على تجنب الصدام المباشر مع روسيا والابتعاد قدر الإمكان عن قواعدها وجنودها ... لكنها ستكون مهمة صعبة للغاية، في ظل الانتشار الواسع للجنود والخبراء الروس في معظم القواعد العسكرية السورية ... والأرجح أن البنتاغون سيعتمد على القوة الصاروخية الأمريكية لتفادي “منظومات الدفاع الروسية المتطورة” المنتشرة في سوريا، لإن اسقاط منظومات الـ”إس 400” الروسية لطائرات حربية أمريكية، قد يدفع بالقوتين العظميين للانزلاق من “حافة الهاوية” حيث تقفان الآن، إلى قعرها.
ترامب صعد إلى أعلى قمة الشجرة، وبعد سيل التهديد والوعيد الذي تدفق بغزارة على لسانه وفي “تغريداته” ضد الأسد، وضد بوتين (للمرة الأولى)، وسيكون من الصعب عليه التراجع، وهو المسكون بهاجس صلابته و”فولاذيته” ... أما “قيصر الكرملين”، المسكون بدوره بهاجس الصورة والكاريزما، فيواجه تحدياً مماثلاً، إذ من الصعب عليه أن يقف مكتوف اليدين، وهو يرى هيبته الشخصية تهدر وكبرياء العسكرية الروسية تراق وانتصاراته السورية تذهب بددا.

ترامب سيضرب، وبوتين سيرد، وكلاهما سيحاول، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بأن تظل الضربة والضربة المضادة في الحدود التي يمكن السيطرة عليها واحتواء تداعياتها ... لكن هيهات أن تكون هناك ضمانة من أي نوع، لتفادي مواجهة السيناريو الأسوأ.

المصدر :جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدوان الثلاثي الوشيك على سورية العدوان الثلاثي الوشيك على سورية



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday