حين تمتلئ الأسطح العربية بحبال الغسيل
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

حين تمتلئ الأسطح العربية بحبال الغسيل!

 فلسطين اليوم -

حين تمتلئ الأسطح العربية بحبال الغسيل

بقلم :عريب الرنتاوي

وفرت الأزمة الخليجية الراهنة فرصة نادرة للباحثين والمهتمين للتعرف على تكوينات الحكم واتجاهاته وآليات انتقاله في عدد من الدول المنخرطة بحماس في هذه الأزمة، مثلما وفرت أرشيفاً هاماً من المواقف التي ظلت حبيسة الأدراج و"الخزائن المقفلة" لسنوات طوال، وطاولت معظم أزمات المنطقة وأكثرها حساسية، وبصورة بتنا معها أكثر دراية بحقائق المواقف والسياسات التي تنتهجها دول عدة، بعيداً عن المزايدات والمناقصات الإعلامية والخطب الحماسية في أروقة القمة واجتماعات وزراء الخارجية العرب.

في الحرب الإعلامية المحتدمة اليوم بين مراكز وأطراف عربية وازنة، لعبت أدواراً متفاوتة في تشكيل وصياغة أزمات المنطقة، لا خطوط حمراء، وكل الأسلحة "بيضاء" و"مشروعة"، ولقد وجدنا من يتطوع – مشكوراً - للتنقيب في أراشيف "ويكيليكس"، لاستخراج ما احتوت عليه من بيانات (طلقات) يمكن تذخير حملات التراشق الإعلامي بها، ما أعفانا وغيرنا من تكبد مشقة البحث المضني في عشرات ألوف الوثائق والبرقيات... إنه موسم "نشر الغسيل" على الحبال "المنصوبة" فوق أسطح المنازل العربية.

 رأينا على سبيل المثال، وبالوثائق الدامغة، كيف تتنافس هذه الدول في "خطب ود السيد الأمريكي"، وتعرفنا على نظام "الأتاوات" التي تتبعه واشنطن في تعاملاتها مع الدول العربية الثرية، والأهم تابعنا كيف تسعى كل دولة لتخريب علاقات شقيقاتها الأخريات بالقوة الأعظم، والبرهنة لموفدي واشنطن ورسلها وسفرائها، أنها هي وحدها، دون سواها، الأجدر بالاعتماد كحليف موثوق، أولى بالرعاية.

ورأينا في السياق ذاته، ومن خلال إقدام كل فريق اتهام الفريق بالاستجداء والتخاذل أمام إسرائيل، كيف نجحت تل أبيب في تسجيل اختراقات كبرى في مواقف وسياسات بعض هذه الدول، وكيف سعت أنظمة وقيادات - الشابة منها بالأخص - لتقديم أوراق اعتمادها لواشنطن، عبر البوابة الإسرائيلية، فإذا كانت معدة الرجل هي طريق المرأة الأقصر للوصول إلى عقله، كما يقول المثل الشعبي الهابط، فإن الطريق الأقصر لواشنطن، يمر بالضرورة بقاعات الترانزيت بمطار بن غوريون، وتتطلب أحياناً الخروج من هذه القاعة لقضاء ردح من الوقت في الفضاء الإسرائيلي.

والأخطر أننا بتنا نعرف، بالملموس، وليس بالتقدير والتحليل، كيف تندمج مسألة تطوير العلاقة مع إسرائيل واسترضائها بآليات انتقال الحكم في عدد من الدول من العربية، ولماذا يتطلع المتهافتون على الحكم، لتقديم الأفكار والمبادرات - المتهافتة بالطبع - لحل القضية الفلسطينية والتدخل في شؤون الشعب الفلسطيني الداخلية، ودائماً في سياق السعي للاستظلال بـ "الشرعية الأمريكية" التي استدل كثيرون، بمن فيهم حكام جمهوريون وإسلامويون، بأن طريقها الأقصر يمر بإسرائيل.

ونعرف الآن الكثير من خبايا المواقف "المكارثية" حيال حركات المعارضة والربيع العربي و"الانتخابات" و"الانتقال الديمقراطي"، بما فيها المساعي المحمومة لشيطنة الإخوان المسلمين، أو أي حركة أخرى لها امتداد جماهيري، وكيف يتطوع البعض من قادة العرب، لمطاردة الحركات الشعبية وقيادة "الثورات المضادة" في العالم العربي... والمسألة باختصار، وكما تقرأ من على أسطح المنازل المغطاة بحبال الغسيل، مسألة الوصول إلى السلطة والبقاء فيها ... المعضلة تكمن في الثالوث غير المقدس، الذي حكم أداء الحكم العربي في السنوات الأربعين الفائتة: التمديد والتجديد والتوريث.

أما المواقف من قضايا التطرف والإرهاب، فقد حظيت بالمساحة الأكبر من الغسيل المنشور تحت أشعة صيفنا القائظ ... لا أحد بريء من دماء الضحايا، الكل متورط في هذا الوقت أو ذاك، في هذه المنطقة أو تلك ... من لم يدعم جماعات الإخوان، دعم السلفيين، ومن قصر في دعم داعش فقد دعم النصرة، ومن "لاذ بحبال الاعتدال" دعم أحرار الشام وجيش الإسلام وفيلق الرحمن وغيرها من الكتائب الجهادية التي لا يفصلها عن داعش والنصرة، سوى مسافة خطوات فقط.

وعلى هامش هذا المسلسل وفي كواليسه، بتنا على بينة من النتائج الكارثية لسياسة "شراء الصوت والصمت" المعتمدة من قبل كثير من الأطراف، والتي تخطت النخب المحلية، من سياسية وإعلامية وثقافية وفكرية، إلى النخب العربية، وطاولت مراكز بحث ومؤسسات إعلام وشخصيات وازنة في الغرب كذلك ... بتنا أكثر معرفة بالأدوار التي يقوم بها "المؤلفة جيوبهم" من إعلاميين وسياسيين وأمنيين ومفكرين عرب ورجال دين، خدمة للتطلعات والأطماع التي لا حدود لها، لسادة المال والسلطان، وبعضهم ارتضى لنفسه أن يكون موظفاً أو حتى "زاماراً" للحي الذي يقيم فيه، بعد أن لفظتهم أحياؤهم الأولى، أو بالأحرى بعد أن ضاقت بجشعهم وطموحاتهم الشخصية الصغيرة.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تمتلئ الأسطح العربية بحبال الغسيل حين تمتلئ الأسطح العربية بحبال الغسيل



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 01:45 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 05:59 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تصوير دينا الشربيني وعمرو دياب خلسة بحضور أحمد أبو هشيمة

GMT 15:41 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

أسعار الفضة تشهد تحركات ضعيفة وتحقّق 16.81 دولارًا للأونصة

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقع التواصل تُزيد من مخاطر التنمر الإلكتروني بين الأطفال

GMT 05:40 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفنان مروان خوري يوضح سر عدم زواجه

GMT 02:05 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هاري وميغان في زيارة إلى المغرب تستغرق 3 أيام

GMT 15:22 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

أسرار إعادة الحب والسعادة والمودة إلى الحياة الزوجية

GMT 13:51 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

اللواء تيسير البطش يتفقد معبر بيت حانون
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday