القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه

 فلسطين اليوم -

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه

بقلم :عريب الرنتاوي

أين سيتجه الجيش السوري وحلفاؤه بعد الانتهاء من جنوب دمشق وشرق حمص الشمالي؟... سؤال تدور بشأنه تكهنات كثيرة تتخطى سوريا والمنطقة، إلى عواصم القرار الدولي المعنية بالأزمة، ولقد كان السؤال ذاته، موضوع حوار مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الألمانية هذه الأيام، حيث أزور ألمانيا رفقة عدد من الزملاء والأصدقاء.

ثمة من يعتقد أن الوجهة التالية للجيش السوري، وربما في غضون وقت غير طويل، ستكون ريف درعا الجنوبي وصولاً إلى السويداء... أصحاب هذه النظرية يدرجون تقديراتهم في سياق رغبة النظام الإمساك بالحدود الدولية، واستكمال بقية حلقات سلسلة «سوريا المفيدة»... بعضهم الثاني، يربطون المسألة برغبة إيران والمليشيات الحليفة لها، بالاقتراب أكثر من إسرائيل، إن لم يكن لتنفيذ ضربات انتقامية رداً على مقتل إيرانيين في مطار «التيفور»، فمن ضمن سياقات «المقاومة والممانعة» ومندرجاتها... أما بعضهم الثالث، فقد رأى أن الأمر بات أكثر ترجيحاً، بعد اهتزاز التفاهمات الروسية الإسرائيلية، في ضوء ما اعتبرته موسكو خرقاً إسرائيلياً فادحاً لهذه التفاهمات، بعد غارة التاسع من نيسان (أبريل) ضد المطار المذكور، والتي كادت تعرض حياة جنود وخبراء روس للخطر.

مقابل هذه «الحجج القوية»، ثمة من يعتقد بأن النظام غير مستعجل على حسم ملف الجنوب ودرعا، وأنه نظر وينظر لهذه المنطقة، بوصفها مشكلة للأردن وحلفائه، وليس لدمشق وحلفائها... آخرون يعتقدون أن طهران، ودمشق كذلك، ليستا بوارد استفزاز إسرائيل واستدراجها للتدخل على نحو أوسع وأعمق في تلافيف الأزمة السورية، وأن أحاديث المقاومة وشعارات الممانعة، ليست مصممة سوى للاستهلاك المحلي، وغالباً من ضمن حروب المحاور في المنطقة، وليس في مواجهة إسرائيل... بعضهم الثالث يضيف إلى كل ما سبق، أن موسكو، وإن كانت غاضبة جداً من نتنياهو وحكومته وأجهزته الأمنية والعسكرية، إلا أنها الأكثر استعجالاً للاستقرار والحل السياسي، وهي لا تريد تصعيداً للموقف في سوريا، يبقيها في وضعية استنزاف حتى إشعار آخر، ولذلك لا يرجحون خيار «درعا أولاً»، بخلاف الفريق الأول.

ليس من بين الفريقين من يستبعد تماماً أن تكون إدلب هي الوجهة التالية لقوات الجيش السوري وحلفائه... فهي محافظة كبيرة ومهمة، وقد تركز فيها عشرات ألاف المقاتلين، وهي مفتوحة على الحدود مع تركيا، وتحاذي ثلاث محافظات سورية رئيسة، من بينها اللاذقية، معقل النظام وحاضنة القواعد الروسية... بيد أن الخلاف بين الفريقين إنما ينحصر في التوقيت والأولويات.

إدلب آخر ملاذ كبير ومدجج بالمقاتلين والسلاح لجبهة النصرة، وهي حاضنة رئيسة لفصائل محسوبة على تركيا وقطر عموماً، وهي من ضمن مسؤوليات تركيا فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، أحد أهم مخرجات مسار أستانا... ولا شك أن بسط سلطة الدولة السورية عليها، إنما يقتضي واحداً من أمرين: الأول؛ ضوء أخضر من تركيا، كونها لاعباً رئيساً، هنا ستطرح أسئلة كثيرة حول «الثمن المقابل» الذي يتعين دفعه لأنقرة... والثاني؛ قرار من التحالف الثلاثي الروسي – الإيراني – السوري، بالاستعداد للسيناريو الأسوأ فيما خص العلاقة مع أنقرة، وهنا تطرح أيضاً أسئلة أكثر، حول تداعيات «الغضب التركي» وتبعاته.

تعاون تركيا، غير المرجح، مع روسيا وحلفائها في إدلب، سيجعل مهمة استعادة المحافظة، الصعبة جداً، أقل كلفة وصعوبة، بيد أنه لن يجعلها سهلة بحال من الأحوال... أما الصدام مع تركيا في إدلب أو غيرها، فهو يعني شيئاً واحداً فقط: المعركة ستكون طويلة، مديدة ومريرة ومكلفة.

الأردن يتابع عن كثب، مجريات المرحلة المقبلة في سوريا، وما يهمه أساساً هو حفظ «خفض التصعيد» في المنطقة الجنوبية، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة، و»خفض التصعيد» ترتيب مؤقت، وليس دائماً، وإلا تحول إلى نوعٍ من «التقسيم»... ولحظة القرار والحسم ستحين عاجلاً أم آجلاً، والأرجح أننا نتحدث بلغة الأشهر وليس السنوات، ومن مصلحة الأردن التفكير جدياً في كيفية إغلاق هذه الملف، وتحويل المؤقت إلى دائم، حتى وإن تطلب ذلك، تفعيل التنسيق مع موسكو، وفتح قنوات اتصال مع النظام، واستباق اللحظة التي قد تضطر فيها القوات الأمريكية للانسحاب من سوريا، إن بفعل عدم الاكتراث وغياب المصلحة بالبقاء على أرضها، أو لاعتبارات سياسية داخلية، تتعلق بدونالد ترامب ورغبته في صرف الأنظار عن مسلسل الأزمات والفضائح الذي يطارده في بيته الأبيض.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday