من مفارقات «الزمن العربي الرديء»
أخر الأخبار

من مفارقات «الزمن العربي الرديء»

 فلسطين اليوم -

من مفارقات «الزمن العربي الرديء»

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

قبل أن تستكمل «الثورة السورية» نقلتها من الكفاح السلمي إلى الكفاح المسلح، وقبل أن تُتم الأزمة السورية عامها الأول، أذكر أن نزاعاً احتدم في لبنان، بين فريق مؤيد للسلطة وآخر داعم للمعارضة في سورية... يومها انقسم اللبنانيون على أنفسهم – كدأبهم دوماً – بين فريق مؤيد للسلطة وآخر داعم للمعارضة في سورية، وما هي إلا أيام وأسابيع قلائل، حتى انتقل الدعم والتأييد من الفضاء اللفظي والإعلامي إلى الدعم الميداني... مقاتلون من المدرسة السلفية والإخوانية اللبنانية يتسللون إلى سورية للقتال في خنادق المعارضة وتحت راياتها، ومقاتلون من «المدرسة الشيعية» يجتازون الحدود للقتال إلى جانب النظام، تحت راية «محور المقاومة».

أذكر يومها أني قرأت واستمعت لمواقف صادرة عن سياسيين ومحللين لبنانيين، تقترح تحييد لبنان و«النأي به عن الأزمة السورية»، فإن وجدت الأطراف نفسها غير قادرة على ضبط اندفاعتها المتحمسة لهذا الفريق السوري أو ذاك، فلا بأس أن يُقاتل اللبنانيون بعضهم بعضاً، ولكن على الأرض وخطوط التماس السورية، وليس فوق الأرض اللبنانية، التي ليس بمقدورها أن تكون ساحة لتصفية الحسابات السورية، ولا هي مؤهلة لاحتضان «حرب وكالة» جديدة، تجهز على سلمها الأهلي الهش، وتعيد لبنان إلى مربع الحرب الأهلية المقيتة.

نظرية «لنقاتل بعضنا بعضاً خارج حدود بلدنا»، يبدو أنها كانت أكثر جدية مما كنّا نتخيل عندما طرقت مسامعنا لأول مرة... والمؤكد أنها تعرضت لـ«التحديث» و«التطوير» على أيدي الإخوة السوريين، الذين لم يلقوا السلاح بعد في حروبهم المتناسلة والمتنقلة، أو في حروب الآخرين عليهم، ولكنهم لا يجدون غضاضة مع ذلك، في مقاتلة بعضهم بعضاً، خارج حدود سورية، وفي ليبيا على وجه الخصوص.

الأنباء تتكاثر عن حشود من «مرتزقة المعارضة» و«جيشها الوطني» وأولويتها الإسلاموية»، تنقل بالجو والبحر إلى طرابلس والغرب الليبي، برعاية تركية، وبتمويل من دولة عربية كما يقال، للقتال في صفوف حكومة الدكتور فايز السراج «المعترف بها دولياً»... أعداد غفيرة من «مرتزقة النظام» الذين تشرف على تدريبهم «فاغنر» الروسية، يجري نقلها إلى بنغازي والشرق الليبي، جواً في الغالب، وعبر العديد من المحطات الوسيطة، وبتمويل من دولة عربية أخرى، للقتال في صفوف الجنرال خليفة حفتر.

في لبنان كان الأمر «مفهوماً» إلى حد كبير... التوّاقون للموت و«الشهادة» عانوا مطولاً من بطالة مملة ومضجرة، فوجدوا في الأزمة السورية مناسبة لإنعاش ذاكرتهم الحربية، وتجديد لياقاتهم البدينة وتحديث خبراتهم القتالية... أما في سورية، فلا يبدو أن الأمر مفهوم على الإطلاق، فالمعارك لم تضع أوزارها، والمدافع لم تصمت والجراح النازفة لم تلتئم بعد.

هي واحدة من أكثر مفارقات «الزمن العربي الرديء» بؤساً وسقماً... معارضون، حركات شعبية، مقاتلون في سبيل الحرية والكرامة، يتحولون إلى «بنادق للإيجار» وفقاً لتعبير باتريك سيل، بعد انهيار مشاريعهم وانكسار أحلامهم... دول وحكومات ومحاور، عربية وإقليمية، تقرر المضي في خوض حروبها البيْنية حتى آخر سوري أو لبناني أو سوداني أو يمني، فإن جفت مواردها من «رأس المال البشري العربي الرخيص»، لا تتورع في استجلاب المرتزقة من أدغال أفريقيا وصولاً لغابات الأمازون.

قد يهمك أيضا :  

  «ما بعد الإسلام السياسي»... نعم ولكن!

   للمرة الثانية... الكرة في ملعب أنقرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من مفارقات «الزمن العربي الرديء» من مفارقات «الزمن العربي الرديء»



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أناقة ياسمين صبري على الشاطئ من الأبيض الكلاسيكي إلى الألوان المبهجة وجولات الموضة لا تتوقف

القاهرة ـ فلسطين اليوم
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 21:11 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

استطلاع يؤكد رغبة جمهور سنغافورة في استمرار فورمولا1

GMT 00:11 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

كيف توسّع المكعبات خيال الطفل؟

GMT 05:25 2016 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتوفير المساحة في الشقق عن طريق الأثاث

GMT 21:48 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفلامنكو "الطريق المفتوح" في دار الأوبرا الأحد

GMT 10:22 2014 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جولة لتوعية مزارعي وادي بيضان بطرق الزراعة

GMT 07:34 2016 الأحد ,25 أيلول / سبتمبر

خلطة الجرجير والروزماري المطحون لتساقط الشعر

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday