تمخض الجبل فولد فأراً
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

تمخض الجبل فولد فأراً

 فلسطين اليوم -

تمخض الجبل فولد فأراً

بقلم :عريب الرنتاوي


قرار الرئيس ترامب ضرب سوريا، رداً على هجوم كيماوي مزعوم في بلدة دوما بالغوطة الشرقية، مرّ بثلاث محطات/ “فلاتر”، قبل أن ينتقل إلى حيز التنفيذ: الأولى، داخل الحلقة الضيقة من كبار مستشاريه الأمنيين والعسكريين والسياسيين، حيث لعب وزير الدفاع دوراً مهماً في “عقلنة” القرار، إن جاز لنا استخدام تعبير كهذا، مقابل المواقف المتشددة و”الحربية” لمستشاره لشؤون الأمن القومي جون بولتون، على ما أوردت “وول ستريت جورنال”.المحطة/ الثانية، في إطار دول “العدوان الثلاثي”، حيث أبدت فرنسا وبريطانيا، رغبة في “ضبط” العملية، وجعلها محصورة بأهداف محددة، خشية انفلات الموقف، وصب مزيد من الزيت على نيران الأزمة مع روسيا، وبوجود انقسام اوروبي حيال الضربة بالأساس، عبرت عنه ألمانيا وإيطاليا بالتغريد بعيداً عن السرب الفرنسي – البريطاني.أما المحطة الثالثة، فكانت مع موسكو، حيث كان من الضروري، فتح خطوط الاتصال “الحمراء”، وإجراء مكالمة رئاسية مع فلاديمير بوتين، لضمان بقاء العملاقين عن “حافة الهاوية”، والحيلولة دون انزلاقهما إلى قعرها ... 

ومع كل محطة من هذه المحطات، كانت نزق الرئيس وانفعاليته، يتعرضان لبعض “التبريد”، وكان قرار الضربة يفقد جزءاً من زخمه، إلى أن “تمخض الجبل فولد فأراً”.ومن باب ادعاء الحكمة بأثر رجعي، عاد صقور العواصم الثلاث، وبالذات واشنطن، لإعادة انتاج وتظهير روايتهم.. فقالوا إن الضربة لم تكن تستهدف إسقاط الأسد ونظامه، وإنها بالقطع، لم تكن تنتوي التعرض للوجود الروسي في سوريا، وأعادوا التأكيد أن الحل السياسي وحده، هو طريق سوريا للخروج من أزمتها التي طالت واستطالت، حتى أن فرنسا، وقبل أن يهدأ غبار صواريخها، بادرت للقول إنها تريد استئناف المسار السياسي “فوراً”.ليس هذا فحسب، فمصادر واشنطن، عادت للحديث عن أن قواتها في سوريا ستبقى لفترة محدودة، وأن عدوها الأول، وربما الأخير هناك، هو تنظيم داعش، وأنه لا تغيير على أولويات الاستراتيجية الأمريكية لسوريا وأهدافها، فكل ما أراده ثلاثي الحرب والعدوان، هو “تأديب” الأسد، ومنع قواته من استخدام السلاح الكيماوي.لتتضح أكثر من أي وقت مضى، أن الضربة الفائضة عن الحاجة، والتي لا معنى لها ولا أهداف من أي نوع، ولا تربطها بما قبلها أو بعدها من الإجراءات والسياسات الأمريكية في سوريا، أي رابط، إنما كانت تعبيراً عن حاجة الرئيس ترامب الشخصية، لصرف الأنظار عن مسلسل الفضائح التي تطارده، وهو مسلسل من النوع الطويل والممل، على طريقة الدراما التركية ومن قبلها المكسيكية.لكن حسابات “الحقل الأمريكي” لم تأت متطابقة مع حسابات البيدر، فمسلسل الفضائح الرئاسية لم ينقطع سوى لسويعات قلائل، إذ عاودت السي إن إن التركيز على تحقيقات مولر، والكتاب الجديد لجيمس كومي الذي قال فيه في وصف ترامب، ما لم يقله مالك في الخمر، يحظى بتغطية إعلامية متزايدة ..

. فيما الرئيس الأسد، استأنف “دوامه” المعتاد في قصر الشعب، بعد سويعات كذلك، من انتهاء الضربات الصاروخية.بمقدور ترامب أن يدعي النصر، وأن يطلق العديد من التغريدات التي سيحرص فيها على تمييز شخصيته الحازمة والقوية عن شخصية سلفه باراك أوباما الضعيفة والمترددة ...

 لكن ما لن يستطيع ترامب أن يتغاضى عنه، هو أن هذه الضربة قد أكسبت الأسد مزيداً من الشعبية، وأسقطت تحفظات كثيرين في سوريا والعالم العربي، عليه وعلى نظامه، بدلالة ما صدر من ردود أفعال عن قوى وفصائل وشخصيات، سورية وعربية، منددة بالضربة، ومتضامنة مع سوريا، وهي التي اشتهرت بمواقفها المناوئة لنظام الأسد.المصدر : جريدة الدستورترامب المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمخض الجبل فولد فأراً تمخض الجبل فولد فأراً



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday