الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي

 فلسطين اليوم -

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي

بقلم :عريب الرنتاوي

أسفت إسرائيل ولم تعتذر عن إسقاط الطائرة الروسية ومقتل من فيها في أجواء اللاذقية ... الأسف مبرر إسرائيلياً كون تحليق الطائرة المنكوبة جاء متزامناً مع عمليات للسلاحين الجوي والصاروخي الإسرائيليين في سماء المنطقة ... أما الاعتذار فغير ممكن طالما أن إسرائيل تحمّل الدفاعات الأرضية السورية المسؤولية عن الحادثة المأساوية.

التحرش الإسرائيلي بروسيا ليس هدفاً قائماً بذاته، بل وليس مرغوباً من قبل مختلف المستويات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية، لا مصلحة لإسرائيل في ذلك، وعلاقة تل أبيب بموسكو تطورات في السنوات الأخيرة، كما لم يحدث من قبل في تاريخ هذه العلاقات.

لكن إسرائيل في المقابل، تريد أن تبعث برسالة قوية إلى الكرملين، بأن انتشار القوات الروسية على الأرض السورية، لم يمنع عنها «حقها» في مطاردة نفوذ إيران وتدمير مواقعها، واستهداف المليشيات والمؤسسات التابعة لها أو المحسوبة عليها ... إسرائيل تريد البرهنة على انتفاء وجود أي «خط أحمر» يحول دون وصولها إلى أي هدف تريده ... صواريخها وطائراتها تعربد في الأجواء وتستهدف مواقع على الأرض، وتقريباً في كل مكان وبقعة.

هذه المرة، حصل ما ليس في الحسبان، «التحرش» الإسرائيلي جاء مكلفاً لروسيا ومهيناً لها ... «ليست كل مرة تسلم الجرة» .... هنا والآن، تدخل العلاقات بين نتنياهو وبوتين منعطفاً جديداً ... هذه الواقعة قد تغير قواعد اللعبة بين الجانبين باعتبارها «Game Changer»، ما قبلها ليس كما بعدها، فأين ستتجه خيارات موسكو بعد الآن ... نحن نعرف أن إسرائيل تسعى في وصل ما انقطع وترميم ما تخرب من علاقات ثنائية كانت مفيدة جداً لإسرائيل، ونافعة للغاية للاتحاد الروسي ... كيف ستتصرف موسكو؟ ... وأي شكل سيتخذه رد الفعل الروسي التي أعلنت موسكو أنها «تحتفظ به لنفسها»، وأنها ستتخذ من الإجراءات ما يكفي لأن تشعر به وتتلمس آثاره، كافة الأطراف، وفي ظني أن المقصود هو إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة.

لن تلجأ موسكو إلى توجيه ضربات مباشرة إسرائيل، بيد أنها ستعزز شبكاتها الدفاعية، وقد تعترض صواريخها أية أهداف جوية تحلق في المجال الحيوي لقواعدها ومناطق انتشارها، إن لم تكن منسّقة مسبقاً مع غرف العمليات الروسية ... أحسب أننا قد نذهب إلى درجة أعلى من التنسيق بين الجيشين الروسي والإسرائيلي لتفادي وقوع مثل هذه الأحداث مستقبلاً.

هذا لا يريح إسرائيل في كل حال، فهي لا تريد أن تأخذ إذناً مسبقاً من الكرملين عند كل عملية تنفذها في سوريا، بل هي لا تريد أن تُخطر الروسي مسبقاً بعمليات خشية انتقال المعلومات إلى الجانب السوري، وربما الإيراني، ولكن إسرائيل ستكون مرغمة على إجراء مثل هذا التنسيق المسبق، إن لم يكن في عموم الأراضي والأجواء السورية، ففي بعضها ذي الأهمية الخاصة للانتشار العسكري الروسي.

روسيا قد تعزز قدرات الجيش السوري ودفاعاته الجوية، وقد – ونشدد على قد - تزوده بمنظومة إس 300 التي طال انتظارها، بعد أن بدأ الحديث عنها أول مرة في عهد الأسد الأب ... مثل هذا الخيار، يغضب الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن الحليفتان الاستراتيجيان لم تتركا خيارات كثيرة أمام القيادة الروسية، التي تشعر أنها طعنت من الخلف، وأنها تلقت صفعة وإهانة من الصعب ابتلاعها من دون ثمن.

لا أحسب أن ردود أفعال الروسي ستخرج عن هذا الإطار ... موسكو ليست بوارد فتح حروب ومعارك إضافية في سوريا وعليها ... والحرب مع إسرائيل ليست قراراً سهلاً يمكن اتخاذه ذات جلسة في الكرملين ... وموسكو معنية بتحصين إنجازاتها في سوريا وليس تهديدها ... وموسكو هي الأكثر حماسة لعملية سياسية في سوريا مفصلة على قدر مصالحها وحساباتها التي تتخطى سوريا والإقليم ... وإذا ما أبدت حكومة نتنياهو قدراً أعلى من المرونة في التجاوب مع متطلبات «حفظ ماء الوجه الروسي» فإنها ستجعل مهمة الكرملين أكثر سهولة

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي الأسف الإسرائيلي وحدود رد الفعل الروسي



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday