السلطة وخيار المفاضلة بين السيء والأسوأ
آخر تحديث GMT 09:39:11
 فلسطين اليوم -

السلطة وخيار المفاضلة بين السيء والأسوأ

 فلسطين اليوم -

السلطة وخيار المفاضلة بين السيء والأسوأ

بقلم : عريب الرنتاوي

لا خيارات سهلة بانتظار الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسلطته الوطنية، وفي مختلف الملفات تقريباً، وأحسب أن ما هو متاح اليوم أمامها، هو ضربٌ من المفاضلة ما بين السيء والأسوأ.

إن هو رفع كافة العقوبات والإجراءات المتخذة بحق حماس، واستتباعاً بحق غزة وأهلها، خاطر بتوفير بيئة تكرس الانقسام وأمّن للحركة فرصة البقاء على مواقفها وفي مواقعها لعشرية قادمة من السنين ... وإن هو تشدد في العقوبات، وذهب حتى آخر الشوط في الإجراءات العقابية، قامر بمعاقبة مليوني فلسطيني، يتقدمون صفوف النضال الوطني الفلسطيني في اللحظة الراهنة، وتقع على أكتفاهم أعباء النهوض بالقضية واستنهاضها .... ثمة خيط رفيع، ومعادلة دقيقة، بين تضييق الخناق على حماس من جهة، ومعاقبة القطاع وأهله من جهة ثانية، وأي انحراف في البوصلة، أو خطأ في المعادلة، قد يُرتب ما لا تحمد عقباه، والأشهر القليلة الفائتة، كانت طافحة بالجدل والانقسام حول كيفية التعامل مع هذه المسألة.

وإن هو وقف ضد "الصحوة الدولية المفاجئة" لمعاناة القطاع الإنسانية، وبالأخص الأمريكية – الإسرائيلية منها، بدا في موقف المعادي لشعبه والمستمرئ لبقائه تحت سيف الجوع والمرض والحصار، وإن هو ترك الحبل على غاربه، لكل المبادرات، وأغلبها مفخخ ومشبوه، ومشتق من عوالم "صفقة القرن"، قامر بتسهيل تحول "الإنساني" إلى "سياسي"، والمؤقت إلى دائم... هنا والآن، تبدو المعادلة دقيقة للغاية، ويبدو السير في أي طريق محفوف بشتى أنواع المخاطر.

إن هو سعى لتطوير علاقاته مع قطر، واستتباعاً تركيا، يصطدم بتبني الدولتين الحليفتين لحماس ومشروعها وسلطتها في القطاع، بل وربما، برغبتهما في إحلال الحركة الإسلامية محل الحركة الوطنية الفلسطينية، وسعيهما الملتبس لتوظيف "الإنساني" لخدمة "السياسي" وتحويل الوضع "المؤقت" في غزة، إلى ترتيب دائم ... وإن هو يمم وجهه شطر الرياض وأبو ظبي، طالعته صورة العقيد المنشق محمد الدحلان، وفاحت عن بعد، روائح البضاعة الفاسدة التي يروّج لها كوشنير وجرينبلات ... وإن هو اختار "المقاومة والممانعة" قامر بتعميق العزلة وتشديد أطواق العزلة حول "السلطة التي لا سلطة لها"، بل وربما سيتعين عليه الاستعداد لترديد ما قاله سلفه الزعيم الراحل ياسر عرفات: "أسيراً... طريداً ... شهيداً".
 
إن هو أقدم على القبول بشروط حماس للمصالحة، ارتضى لنفسه دور "الطربوش" و"الصرّاف الآلي" لسلطة الأمر الواقع في غزة ... وإن هو ظل على شعاره: سلطة واحدة، بندقية واحدة، قرار واحد، قامر بتأبيد الانقسام ودفعه إلى ضفاف الانفصال ... هو يعرف ونحن نعرف، أن حماس لن تتخلى عن سلطتها في القطاع، وفي أحسن سيناريو، وبلغة الماركسية، حماس مستعدة للتخلي عن "البنية الفوقية" للقطاع، بيد أنها لن تقبل بأي حل يجردها من سيطرتها على "البنية التحتية" للقطاع ... هذه الفرضية يجهد الثرثارون في طمسها، وهم يطلقون الشعارات المستسهلة لتجاوز أزمة الانقسام واحلال المصالحة.

إن هو استمر على موقفه المدعوم شعبياً ووطنياً، والقاضي بمقاطعة واشنطن ووقف كافة أشكال الاتصال معها، فقد الفرصة لمقارعة مبادرتها، وأحاط نفسه بأطواق من العزلة، بل وقامر بمواجهة المزيد من الضغوط العربية والإقليمية والدولية ... لكن مقامرته ستكون خطيرة كذلك، وربما أشد خطورة، إن هو تراجع من دون أثمان، وبدا أنه يعطي إشارات مضمرة على استعداده للقبول بالصفقة التصفوية لحل القضية الفلسطينية، فضلاً عن مقامرته بخسارة تأييد قطاع واسع من الفلسطينيين، ومن جمهوره ومناصريه بالأخص.

لا خيارات سهلة أمام عباس والسلطة، وتزداد الصورة غموضاَ والمشهد تعقيداً، بسبب عدم رغبة فريق "الشرعية" الفلسطينية، في "الخروج من جلده"، والبحث عن بدائل وخيارات من خارج صندوقه الصدئ، كأن يجري إعادة ترتيب أوراق القوة الفلسطينية، وأدوات الكفاح الفلسطيني من جديد، لخدمة المرحلة الاستراتيجية الجديدة، التي ولجها النضال الفلسطيني من أجل العودة والحرية والاستقلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة وخيار المفاضلة بين السيء والأسوأ السلطة وخيار المفاضلة بين السيء والأسوأ



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday