عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير
آخر تحديث GMT 12:38:00
 فلسطين اليوم -

عن "جيش الإسلام" و"أكذوبة التهجير"

 فلسطين اليوم -

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير

بقلم : عريب الرنتاوي

ضجّت صحف ووسائل إعلام مناهضة لدمشق وحلفائها، بتقارير وتغطيات، تركّزت في مجملها حول عمليات “التطهير والإحلال الديموغرافي” في الغوطة الشرقية، ونددت بما أسمته خططاً للنظام، وحلفائه أيضاً، بتفريغ هذه المنطقة الاستراتيجية من سكانها الأصليين لتحل محلهم مكونات طائفية ومذهبية أخرى.إن التدقيق في أعداد وأرقام الخارجين من جحيم الغوطة الشرقية، لا يدعم بأي شكل من الأشكال، هذه الفرضيات (اقرأ الافتراءات) ... فنسبة المدنيين إلى المسلحين الذي غادروا على مراحل، وامتطوا مئات الحافلات، لا تزيد عن (3:1)، وهي نسبة طبيعية إذا افترضنا إن معظم المسلحين متزوجين، وأن “تعدد الزيجات” أمرٌ مألوف في أوساط هذه الجماعات، التي تُحرم وتُجرم نظريات “تنظيم الأسرة” و”المباعدة بين فترات الحمل”... أي بمعنى آخر، فإن من غادروا الغوطة هم المسلحون وأسرهم، لا أكثر ولا أقل.ثم أننا رأينا زحفاً شعبياً عبر الممرات الإنسانية الآمنة، فاق المائة وخمسين ألف مواطن سوري، هربوا من جحيم المعارك وقيود “الدروع البشرية” التي فرضتها عليهم الجماعات الأصولية المتشددة، رأيناهم، يفرون من “جنّات المعارضة” إلى “جحيم النظام” ومناطقه، برغم عمليات التخويف والتخوين التي أخضعوا لها طوال أشهر وأسابيع عديدة ... فلو كان في الأمر تهجيراً و “تطهيراً”، لما سمح لهؤلاء بالمغادرة، ولكانوا هم أنفسهم قد آثروا امتطاء الحافلات إلى مكان آخر.لن نُصغي لما قاله الخارجون من الغوطة أمام عدسات التلفزة السورية الرسمية أو “الرديفة”، فثمة شبهات كثيرة ستحوم فوق الرؤوس هنا .... ولكن مما عرفنا من بعض الأصدقاء، أن الخارجين رووا قصصاً مروعة عن سنوات الخضوع في ظلال “المليشيات المتأسلمة”، التي لم يُبقِ كثيرٌ منها على أي رمز ديني يتخطى الذقون المسترسلة وعبارات سطحية محفوظة عن ظهر قلب، تعطي حضورهم صورةً أكثر رزانة وجدية، مع أن الكثير من التسريبات التي سبق أن اشتعلت بها وسائط التواصل الاجتماعي، كانت كافية لإظهار قادة هذه الفصائل، ومن بينهم، أكثرهم شهرة، زهران علوش، بوصفهم لصوصاً يتصارعون على اقتسام ملايين الدولارات من “المال الحلال”.ووفقاً لمصادر عديدة متطابقة، فإن انقسامات “جيش الإسلام” الذي يتخذ من دوما وجوارها، ملاذاً وحيداً له، إنما دارت حول السطوة والثروة، فالمستوى السياسي الخارجي، يعرف أن “قيمته السوقية” ستهبط كثيراً مع خروج الحافلة الأولى لمسلحيه من دوما ... أما “فرسان الداخل”، فمن بين المشاكل التي فاوضوا عليها مطولاً، تلك المتصلة بمصائر “الكاش” الذي تجمع لديهم طوال هذه السنوات، إن عبر قنوات التمويل المعروفة، أو من خلال مقايضة الرهائن والمخطوفين، أو الاتجار بالمساعدات الطبية والغذائية واحتكار أسواق الغوطة.والأرجح أن كثرة كاثرة من عناصر جيش الإسلام على وجه التحديد، ستؤثر البقاء في الغوطة، فهي تدرك من جهة، إنها غير مرحب بها في مناطق سيطرة “رفاق السلاح والمعتقد” في مناطق نفوذها الشمالية، وهذا ما جعلها تختار جرابلس بدلاً عن إدلب، حيث ينتظرها الموت والإذلال المحتمين من قبل النصرة والفيلق و”الأحرار” وغيرهم ... وهي على يقين من جهة ثانية، بأن ما ينتظرها في جرابلس، هي مهمة قتالية أخرى، لصالح أنقرة هذه المرة، وضد قوات سوريا الديمقراطية على وجه الخصوص ... فتركيا التي فتحت ذراعيها لكل الخارجين من ساحات المعارك في دمشق وأريافها، وقبلها حلب وحمص وحماة وأريافها، إنما كانت تفعل ذلك، من أجل بناء قوة محلية، تخوض بها “حروب الوكالة” ضد أكراد سوريا.خلاصة القول، إننا ونحن نتابع بكائيات البعض على مصائر هذه المعارضات “المعتدلة”، لا نتمنى للمتباكين ورعاتهم، سوى أن يمنّ الله بمعارضات من شاكلة وطراز “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”فيلق الرحمن”، ولا نريد أن نضيف “النصرة” إليهم، رفقاً بهم.المصدر:جريدة الدستورالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday