لكي يصبح لــ«الحوار الوطني» مضمون وقيمة
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

لكي يصبح لــ«الحوار الوطني» مضمون وقيمة

 فلسطين اليوم -

لكي يصبح لــ«الحوار الوطني» مضمون وقيمة

بقلم : عريب الرنتاوي

لا مغزى ولا معنى لكل حديث عن «الحوار» و»إصلاح قانوني الأحزاب والانتخاب» و»الحكومة البرلمانية العتيدة»، إن لم يرتبط بقرار سياسي من حجم كبير، تتخذه بتوافق مؤسسات الدولة والمجتمع الوازنة وصاحبة التأثير الفعلي في صنع القرار وصياغة اتجاهات الرأي العام ... فمن بين مختلف الأفكار الجميلة والمشاريع النبيلة التي جرى نثرها هنا وهناك، تعرضت أفكار ومشاريع من النوع سابق الذكر، لأبشع عمليات «التسخيف» و»التسطيح» و»التفريغ من أي مضمون»، بل أن مجرد ذكرها على مسامع الأردنيين اليوم، بات يقابل بقدر هائل من الشك والتشكيك وانعدام الثقة واليقين.

\ولكيلا نغرق في بحر من الأفكار والمقترحات والبنود التي يتعين تطويرها واستحداثها في منظومتنا التشريعية، يجب التركيز أولاً، وقبل أي شيء آخر، على «النظام الانتخابي» الذي نريد، وبعدها، وبعدها فقط، تصبح مهمة الإصلاح أقل تعقيداً، وأكثر يسراً وسلاسة.

ولأننا نريد برلماناً سياسياً، قائما على التعددية السياسية والفكرية، وقادرا على أداء دوره الرقابي والتشريعي، فإن القائمة الوطنية/ الحزبية، على المستوى الوطني (الأردن دائرة) هي مفتاح الحل، ونقطة البدء في المسير نحو إصلاح سياسي أعمق أثراً ... وفي المقابل، ولأننا لا نريد القفز في المجهول، ولا نرغب في الاصطدام مع السائد والمستقر في تجربة الأردنيين الانتخابية، فلا بأس من أن نبدأ من تخصيص نصف مقاعد المجلس النيابي التاسع عشر، لنواب يُنتخبون على متن هذه القوائم واللوائح الحزبية /الوطنية، على أن نترك للناخب الأردني، حقه في انتخاب نائبه المحلي، نائب الدائرة أو المنطقة.
بخلاف انتخابات 2103، فإنه يتعين على كل قائمة أن ترتبط بحزب أو مجموعة أحزاب، وبخلاف ذلك، ستعين على القائمة أن تجمع مسبقاً تأييد عدة آلاف من الناخبين (يتفق على العدد)، لتزكية ترشيحها واعتماد أوراقها من قبل الهيئة المستقلة للانتخابات ... لا يجوز بحال إغراق الانتخابات وتشتيت الأصوات وتضييع المواطنين بطوفان من القوائم غير الجادة وغير الجدية.

ولإتاحة الفرصة لمفاعيل القانون الجديد، فإنه يتعين على الحكومة تقديمه إلى الدورة المقبلة للمجلس النيابي على أبعد تقدير، لإقراره توطئة لترك مساحة من الوقت للحراك الحزبي الذي سيشمل بناء ائتلافات وتجهيز قوائم، وربما تأسيس أحزاب جديدة، ودمج أحزاب قائمة، استعداداً للاستحقاق الانتخابي، وفي هذا السياق، يتعين أن يتضمن قانون الأحزاب الجديد، تعديلاً يحصر تمويل الحزب السياسي بمقدار ما يتحصل عليه من مقاعد وأصوات في الانتخابات العامة، ووقف كافة أشكال التمويل ومعاييره، التي أفسدت الحياة الحزبية وفرغتها من جديتها وجدواها، سمحت باستحداث عدد هائل من الأحزاب، بأسماء لا تشف عن معنى أو مضمون.

ويجب أن يكون واضحاً منذ البداية، إن لم يكن على شكل تعديل دستوري، فعلى شكل التزام من قبل مؤسسات الدولة السيادية، بأن الحكومة المقبلة، ستتشكل من قبل «ائتلاف الأغلبية» في البرلمان المقبل، ونقول ائتلاف وليس حزبا، طالما أن قانون الانتخابات بصيغته المقترحة، لن يتيح لحزب بعينه الحصول على مقاعد الأكثرية ... سيكون مطلوباً من الكتل الحزبية/الوطنية في البرلمان المقبل، أن تنخرط في جهد كثيف لتأمين أغلبية «النصف زائد واحد» لكي يصار إلى تكليف رئيسها تشكيل الحكومة القادمة.

وربما يجدر بالدولة الأردنية، أن تعيد التفكير من جديد، بنظرية «العقد الاجتماعي» أو بإنجاز «ميثاق وطني جديد»، يستبطن توافقاً وطنياً على قواعد اللعبة السياسية الجديدة، ومنظومة الحقوق والواجبات الفردية والجمعية، «الفوق دستورية» التي يتعين على تجربة التداول والتناوب على السلطة احترامها والالتزام بها، بصرف النظر عن الهوية الفكرية والعقائدية والسياسية للحزب أو الائتلاف الفائز.

هذه هي نقطة البداية، ولا نقطة بداية غيرها، وبعد ذلك ستندرج كافة التعديلات على منظومة القوانين الناظمة للعمل الوطني العام، في عداد التفاصيل، وإعادة تكييف القوانين والتشريعات، مع هذا التطور الجديد النوعي في حياتنا السياسية والحزبية.

هل هذا ما يدور في رأس الحكومة وعقلها، أم أننا بصدد ولوج عتبات مرحلة جديدة، من «الدوران في الحلقة المفرغة»، والحوار الذي يتمخض عن نتائج، وهل يمكن استعادة الثقة بفكرة «الحوار الوطني» بعد أن تعرضت لكل هذا الشك والتشكيك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكي يصبح لــ«الحوار الوطني» مضمون وقيمة لكي يصبح لــ«الحوار الوطني» مضمون وقيمة



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 10:19 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 16:13 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتورة أميرة الهندي تؤكد استحواذ إسرائيل على ثلث المرضى

GMT 22:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عروض فنية للأطفال في افتتاح مسرح "متروبول"

GMT 06:02 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تألق سويفت ولارسون وكلارك وصلاح في حفل "تايم"

GMT 14:01 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 09:04 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

سكارليت جوهانسون تُوضِّح أنّ وقف تقنية "deepfake" قضية خاسرة

GMT 06:31 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

خبراء يكشفون عن أسوأ 25 كلمة مرور تم استعمالها خلال عام 2018

GMT 15:38 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحمد أحمد يتوجّه إلى فرنسا في زيارة تستغرق 3 أيام

GMT 09:02 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"إسبانيا" الوجهة المثالية لقضاء شهر عسل مميز

GMT 04:53 2015 الأحد ,15 آذار/ مارس

القلادة الكبيرة حلم كل امرأة في موضة 2015
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday